يواجه مؤتمر الحوار الوطني في اليمن العديد من التحديات تهدد بتعثره، بعد بروز تحدٍ أمام الرئيس عبدربه منصور هادي تمثل في انسحاب رئيس فريق عمل القضية الجنوبية ونائب رئيس مؤتمر الحوار الشيخ أحمد بن فريد الصريمة من الحوار ومغادرته إلى العاصمة العمانية مسقط احتجاجاً على ما أسماه طريقة إدارة الحوار بصنعاء لصالح قوى متنفذة، في وقت نفذ فريق عمل قضية صعدة يوم أمس وقفة احتجاجية وتضامنية مع عضو مجلس النواب، عضو الفريق عبد الكريم جدبان للتنديد بما تعرض له من تعامل غير لائق من قبل أفراد إحدى النقاط التابعة للشرطة العسكرية صباح أمس وهو في طريقه للمشاركة في اجتماعات الفريق. وكان الشيخ الصريمة وضع الرئيس عبدربه منصور هادي والسلطة القائمة في مأزق حقيقي بعدما أعلن رفضه العودة إلى صنعاء للمشاركة في مؤتمر الحوار ما لم يتم حل القضية الجنوبية أولاً ونقل ملف الحوار بشأنها إلى خارج البلاد، الأمر الذي دفع الرئيس هادي إلى إرسال وفد إلى الصريمة لإقناعه بالعدول عن موقفه والعودة إلى صنعاء لمواصلة المشاركة في مؤتمر الحوار. وقال الشيخ أحمد بن فريد الصريمة في رسالة وجهها إلى الرئيس هادي والمبعوث الأممي للأمم المتحدة جمال بن عمر ورعاة المبادرة الخليجية إن "وهم الندية في الإرادة السياسية في الحوار بين الجنوب والشمال التي تم التسويق لها غير متوافر في قوام وحيثيات مؤتمر الحوار الوطني فلا يستطيع أحد إنكار أنه قد تم الدفع بجنوبيين إلى قوام مؤتمر الحوار تحت شعار الندية من حيث العدد لا يستطيعون الخروج عن قناعات أحزابهم التي لا تؤمن بحق تقرير المصير لشعب الجنوب على حساب تغييب قوى وشخصيات في الساحة الوطنية الجنوبية". واعتبر أن "كافة اللجان في مؤتمر الحوار مثل لجنة بناء الدولة والدستور وبناء الجيش وغيرها من اللجان شرعت فعلاً في التأسيس لتصورات اقتصادية وتنموية وخطط مختلفة لدولة لامركزية متعددة الأقاليم قبل الاتفاق والانتهاء من حل قضية شعب الجنوب، وهذا عكس ما تم الاتفاق عليه سلفاً بأن القضية الجنوبية تمثل المدخل الأساسي لحل كافة القضايا المطروحة على مؤتمر الحوار، وهذا ما نعتبره استباقاً متعمداً لنتائج الحوار لفرض سياسة الأمر الواقع على الجنوبيين". وأشار إلى أن "قرار تقسيم مسرح العمليات العسكرية إلى سبع مناطق ثلاث منها في الجنوب وأربع في الشمال مقدمة فعلية لتقسيم البلاد إلى سبعة أقاليم كحل مفترض للقضية الجنوبية والذي نرفضه ويرفضه معنا شعب الجنوب بكافة فئاته في داخل الوطن الجنوبي وخارجه". وهدد بوقف مشاركة الحراك السلمي الجنوبي في كافة هيئات ولجان مؤتمر الحوار الوطني تمهيداً للانسحاب النهائي الجماعي ووقف أي حوار حول القضية الجنوبية بالشكل الحالي ما لم تعد هيئة رئاسة مؤتمر الحوار والدول العشر الراعية للحوار بين الجنوب والشمال الحوار المفترض لحل قضية شعب الجنوب إلى وضعه، مطالباً ب"الإقرار الفوري بأن صنعاء ليست المكان الآمن للحوار بين الجنوب والشمال لحل قضية شعب الجنوب والشروع الفوري بنقل الحوار إلى عاصمة خليجية أو أوروبية بعد تعديل قوام الوفدين فالشمالي يضم أركان القرار في الشمال والجنوبي يضمن مشاركة كافة الأطياف السياسية الجنوبية في الداخل والخارج من مختلف مراحل النضال الجنوبي منذ 1963′′. وكان هادي وفي مسعى منه لتهدئة الأوضاع في الجنوب قد وجه بسرعة تنفيذ حزمة إجراءات تضمنتها قائمة مطالب قدمها فريق "القضية الجنوبية" في مؤتمر الحوار الوطني، المنعقد منذ شهر لتهيئة الأجواء المواتية للحوار حول القضية الجنوبية. وأكدت مصادر سياسية مقربة من الرئاسة اليمنية أن الرئيس هادي أصدر توجيهات مباشرة برفع كافة المظاهر العسكرية المستحدثة في شوارع وأحياء مدينتي عدن وحضرموت وعودة الآليات العسكرية الي ثكناتها الى جانب الإفراج عن المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك الجنوبي السلمي باستثناء من ثبت تورطهم في اعتداءات طالت منشآت حكومية وملكيات عامة وخاصة. وأشارت المصادر الى أن التوجيهات الرئاسية شملت التشديد على سرعة إنجاز اللجنتين المشكلتين للنظر في قضايا الموظفين المدنيين والعسكريين والأمنيين المبعدين قسراً عن وظائفهم عقب حرب 94 وتعويضهم التعويض المادي العادل وهو ما يمثل تجاوباً وتلبية لأبرز مطالب أعضاء فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني. ومثلت التوجيهات محاولة رئاسية لاحتواء التصعيد الطارئ لأعضاء قائمة الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار وتلويح أعداد منهم بالانسحاب من المؤتمر على غرار المواقف التي بادرت الى اتخاذها قيادات في الحراك من بينها رئيس فريق القضية الجنوبية الشيخ احمد بن فريد الصريمة. وشهدت تدشين المرحلة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني التي بدأت السبت المنصرم تنظيم أعضاء فريق "القضية الجنوبية" لوقفات احتجاجية للمطالبة بسرعة تنفيذ ما تضمنته قائمة المطالب المكونة من 11 نقطة لتهيئة الأجواء المواتية للحوار حول القضية الجنوبية. يمن فويس – اخبارية نت