تنديد داخلي ودولي وحداد عام اليوم تبنت جماعة مجهولة قالت إنها تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد التفجير الذي هز أمس منطقة في الضاحية الجنوبيةلبيروت وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا وإصابة أكثر من 120 بجروح. وفي حين أعلن حداد عام في البلاد اليوم، توالت ردود الفعل المنددة بالهجوم داخليا وخارجيا. وقد وقع الانفجار -الذي قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إنه ناجم عن سيارة مفخخة- أمس في منطقة سكنية تضم مراكز لحزب الله, وألحق أضرارا كبيرة بالمباني المجاورة والسيارات. وأعلنت جماعة غير معروفة قالت إنها تنتمي لمقاتلي المعارضة السورية وتطلق على نفسها اسم "كتائب عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية" مسؤوليتها عن التفجير، وتعهدت في شريط فيديو على الإنترنت بمزيد من الهجمات ضد حزب الله. وقالت إنها "الرسالة" الثانية من نوعها للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مع العلم أن قوات المعارضة هددت سابقا حزب الله بانتقام قاس ردا على قتاله إلى جانب قوات النظام السوري. وقال رجل ملثم جالس بين ملثمين آخرين يلوحان ببندقيتين في شريط الفيديو "نوجه رسالة إلى إخواننا وأهلنا في لبنان نطلب منكم أن تبتعدوا عن كل مستعمرات إيران في لبنان، في بيروت وخارجها لأن دماءكم غالية علينا" مضيفا "ولكن حسن نصر الله عميل لإيران وإسرائيل ونحن نعده بالمزيد المزيد وذلك بتأييد من الله وفضله". ويأتي التفجير الهائل الذي وقع بين منطقتي بئر العبد والرويس بعد أكثر من شهر من اعتداء بسيارة مفخخة في المنطقة نفسها أسفر عن نحو خمسين جريحا وتبنته في حينه مجموعة غير معروفة تقاتل النظام السوري تطلق على نفسها اسم "اللواء 313 مهام خاصة"، مشيرة إلى أنه رد على وقوف الحزب إلى جانب نظام الأسد. اليد الإسرائيلية ورغم هذا الاعتراف، حمل كثير من السياسيين اللبنانيين مسؤولية الانفجار لإسرائيل. وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن الانفجار كان معدا بشكل جيد وأحد الاحتمالات أنه ربما كان انتقاما لعملية اللبونة، في إشارة إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين في جنوبلبنان الأسبوع الماضي تبناه حزب الله. وفي السياق، ندد مجلس الأمن الدولي بشدة بال"الاعتداء"، ودعا اللبنانيين إلى "الامتناع عن الانخراط في الأزمة السورية"، في إشارة إلى مشاركة حزب الله في دعم نظام الأسد بحربه المستمرة منذ أكثر من سنتين ضد قوات المعارضة. وفي بيان صدر بالإجماع، أشار أعضاء مجلس الأمن ال15 إلى "ضرورة ملاحقة المسؤولين" عن الاعتداء الذي وصفوه بأنه "عمل شنيع". وأضاف البيان أن "أعضاء مجلس الأمن يدعون جميع اللبنانيين إلى المحافظة على الوحدة الوطنية أمام محاولات ضرب استقرار البلد"، علما أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان في وقت سابق التفجير ودعا اللبنانيين إلى الوحدة. حداد وتنديد وفي أول رد فعل رسمي على التفجير، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحداد الوطني العام اليوم الجمعة، في حين وصف رئيس الجمهورية ميشال سليمان التفجير بالجبان وأكد أن هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل ويهدف لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين. مراسل الجزيرة في بيروت رائد فقيه قال من جهته إنه إضافة إلى إعلان اليوم الجمعة يوم حداد وطني، فإن تحركات تضامنية أخرى بينها وقفة لخمس دقائق على الساعة 11.00 صباحا بتوقيت لبنان ستنفذ عبر البلاد حدادا على أرواح الضحايا وتضامنا مع عائلاتهم. وأشار إلى أن مجلس الأمن المركزي سيعقد اليوم اجتماعا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإعداد خطة طوارئ أمنية. بدوره وصف رئيس الحكومة المكلف تمام سلام التفجير بالهمجي وشدد على ضرورة إجهاض المخطط الخبيث الذي يهدف إلى زرع الفرقة بين اللبنانيين. كما عبر رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة في بيان له عن تضامنه "مع عائلات الشهداء والجرحى الذين يتعرضون للإرهاب والاستهداف على يد الإجرام". من جانبه وصف زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري التفجير بالإرهابي، معتبرا أنه "حلقة في مسلسل خبيث يهدف إلى إضرام نار الفتنة في لبنان". كما اتهم النائب وليد جنبلاط إسرائيل بتنفيذ هذا الاعتداء لكي تنتقم من هزيمتها، على حد قوله. من جهته قال الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل للجزيرة إن لبنان بأسره مهدد وليس فقط المنطقة التي استهدفت بالانفجار. ودعا الجميل إلى عدم إقحام لبنان في الأزمات الخارجية وإلى التزام الحياد.