أدان اليمن ما وصفه ب"التفجير الإرهابى" الذى وقع أمس الخميس، فى منطقة "الرويس" بالضاحية الجنوبية لبيروت؛ والذى أسفر عن مقتل 24 قتيلاً ونحو 300 جريح، بحسب مصادر طبية لبنانية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية مساء اليوم عن مصدر مسئول باسم الحكومة اليمنية دعوتها " جميع الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريد جر اللبنانيين إلى العنف والصراعات". وأعرب المصدر عن "تعازى اليمن قيادة وحكومة وشعباً، وصادق مواساتها للشعب اللبنانى الشقيق ولأسر الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء الفعل "الإجرامى الإرهابى الجبان"، وبيّن أن "الحكومة اليمنية تؤكد على ضرورة متابعة الجناة عن هذه الجريمة ومحاكمتهم". وكانت مجموعة تطلق على نفسها أسم "سرايا عائشة أم المؤمنين" قد أعلنت فى شريط مسجل على شبكة الإنترنت، المسؤولية عن تفجير الضاحية التى تعتبر معقل حزب الله اللبنانى، وقالت "إن العملية رسالة إلى الحزب".
حداد عام في لبنان لبنان اليوم في حداد عام بعد تفجير إرهابي غادر ضرب الضاحيةَ الجنوبيةَ للعاصمة اللبنانية بيروت في ذكرى انتصار حرب تموز. والوسيلة، سيارة مفخخة إنفجرت وسط منطقة الرويس المكتظة بالسكان والمحال التجارية. واللافت أن هذا التفجير وحّد القوى اللبنانيةَ كافة حول ضرورة عدم الوقوع في شرك الفتنة التي أرادها المفجرون. وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قال إن حصيلة ضحايا إنفجار الضاحية ارتفعت إلى 22 شهيداً وأكثر من 200 جريح. الجيش اللبناني أصدر بياناً أكد فيه أن سيارة مفخخة كانت سبب الإنفجار الذي وقع عند تقاطع بئر العبد الرويس ما خلف دماراً كبيراً في منطقة مكتظة بالسكان في قلب الضاحية. والهدف الناس فقط الناس وأمنهم وأرزاقهم وحياتهم. فما جرى في الضاحية الجنوبية مذبحة مكتملة الأوصاف والمعاني بحق المدنيين العزل والأبرياء. وكل الصور والمشاهد والشهادات تدل على جريمة من العيار الثقيل لم يكن لها أي هدف آخر سوى قتل أكبر عدد من السائرين في الطرقات والآمنين في منازلهم. ويبدو واضحاً من المنطقة التي وقع فيها الإنفجار أن المفجرين اختاروا كثافة سكانية من أهالي الضاحية الجنوبية والبيئة الحاضنة للمقاومة، حيث تتجاور المحلات التجارية والمطاعم والبقالات ومتاجر صغيرة وزوايا عمل للعديد من متواضعي الحال من الباعة، هذا إضافة إلى مئات المنازل التي يسكنها مواطنون من كل الطبقات والمناطق. قوة الإنفجار عصفت بعشرات الأشخاص في الشارع وضربت قوته التدميرية مباني قريبة حيث دمر غرفها المقابلة وحاصر سكانها بألسنة اللهب والشظايا. ووجدت فرق الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى المباني المدمرة حيث جرى نقل الأطفال والنساء على الأكتاف بعيداً عن الخطر. مشهد الضاحية الجنوبية لم يختلف عن المشاهد التي سجلت فيها في مثل هذا الوقت من آب/ أغسطس من العام 2006 حي كانت الطائرات الإسرائيلية تدك الأبنية والشوارع. أبرز ردود الفعل وفي أول ردّ إسرائيلي على تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت، نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني كبير قوله "إن الضربةَ التي تلقاها حزب الله في الضاحية لم تفاجئ المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية". واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن حزب الله تضرر لكنه قال "إن إسرائيل ستواصل سياسةَ عدم التدخل وعدم اتخاذ موقف". وفي نيويورك، ندّد مجلس الأمن الدولي بشدة بالإعتداء الإرهابي ووصفه بالعمل الشنيع. بيان المجلس الذي صدر بالإجماع، أشار إلى ضرورة ملاحقة المسؤولين عن الاعتداء، وناشد جميع اللبنانيين الحفاظ على الوحدة الوطنية في وجه محاولات تقويض استقرار البلاد. إيران دانت بشدة التفجير الذي استهدف الضاحيةَ الجنوبيةَ في بيروت معربة عن تعاطفها مع عوائل الضحايا والناجين. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي عن ثقته بأن الشعب اللبناني وخاصة المقاومة الإسلامية سيحبطان مؤامرات الصهاينة وعملائهم، لضرب الإستقرار في لبنان وزرع الفتنة بين طوائفه. وأكد عراقتشي أن الشعب اللبناني سيقطع أيدي المعتدين على سيادته من خلال وعيه وحفاظه على وحدته الوطنية. وفي ردود الفعل الداخلية، دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان التفجير معتبراً أنه يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل. من جهته أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحداد العام اليوم الجمعة ودعا مجلس الدفاع الأعلى إلى الإنعقاد. رئيس البرلمان نبيه بري قال "إن التفجير يخدم أهداف إسرائيل أما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري فقد وضع التفجير في إطار حلقة من سلسلة تهدف إلى خلق فتنة". رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط دعا إلى تحصين الوضع الداخلي في لبنان. وفي اتصال مع الميادين إتهم جنبلاط إسرائيل بالضلوع في التفجير، واعتبره إنتقاماً من انتصار المقاومة في حرب تموز 2006. رئيس الحكومة المكلف تمام سلام رأى أن الرد على ما وصفه بالعمل الجبان يكون بالتعالي على الجراح. ودعا في حديث للميادين القوى السياسية إلى مراجعة موقفها واعتبر أن الحادثة يجب أن تكون الحافز لتضافر جهود الجميع من أجل لبنان. نائب رئيس مجلس النواب سابقا إيلي الفرزلي قال إن المستفيد الاول من التفجير هي اسرائيل، واعتبر الفرزلي في مقابلة مع الميادين أن هذا التفجير محاولة للضغط على بيئة المقاومة. من جهته اعلن السيد نصرالله استعداد حزب الله للحرب ضد المجموعات التكفيرية التي استهدفت الضاحية الجنوبية في الأمس، وحذر من إنجرار لبنان إلى حرب أهلية إذا استمرت هذه التفجيرات.
السيد نصرالله : أيدينا ستصل إليكم وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أصابع الإتهام في تفجير الضاحية الجنوبية الخميس إلى الجماعات التكفيرية مهدداً بملاحقتها