وصفت وزارة الخارجية الروسية اليوم الدعوات لتدخل عسكري في سوريا بأنه بمثابة "تحد صريح" لميثاق الأممالمتحدة، فيما حثت بكين على لسان وزير خارجيتها وانغ يي جميع الأطراف على ضبط النفس. ففي بيان صدر الخميس عن وزارة الخارجية الروسية اليوم، وصفت موسكو الدعوات لتدخل عسكري في سوريا بأنه بمثابة "تحد صريح" لميثاق الأممالمتحدة. وجاء في البيان أن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف أوضح للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في اجتماع بلاهاي الأربعاء أن "الخطط المعلنة من جانب بعض الدول لشن ضربة عسكرية ضد سوريا تنطوي على تحد صريح للأحكام الرئيسية الواردة في ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي الأخرى". أما الصين فقد حثت على لسان وزير خارجيتها وانغ يي اليوم الخميس على ضبط النفس مع تزايد التوترات بشان سوريا. وقال وانغ يي إن أي تدخل عسكري في الأزمة سيؤدي فقط إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط. وجاءت تعليقات الوزير الصيني بعد أن توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأربعاء بأن الحكومة السورية ستواجه "عواقب دولية" بسبب ما قال إنه هجوم بأسلحة كيمياوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي أودى بحياة مئات المدنيين. وقال وانغ إن العمل العسكري لن يكون مفيدا، لكنه جدد أيضا معارضة الصين لأي استخدام للأسلحة الكيمياوية، مضيفا في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية المشكلة السورية. وعلى الصعيد نفسه حذرت وسائل الإعلام الصينية اليوم الخميس الغرب من مغبة ضرب سوريا، قائلة إنه لا مبرر لمثل هذا الهجوم. وذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" المملوكة للدولة في افتتاحيتها أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الغربيين "يتصرفون كالقاضي والجلاد". مخزن بارود في هذه الأثناء، أكدت روسياوإيران على ضرورة بذل الجهد لتفادي أي هجوم عسكري غربي ضد سوريا. جاء ذلك في اتصال هاتفي جرى أمس الأربعاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني. ووصف الجانبان اللجوء إلى القوة وإلى عمليات عسكرية غير شرعية ضد بلد آخر بأنه انتهاك صارخ للقوانين الدولية، حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وأكد الرئيسان روحاني وبوتين علي ضرورة بذل جميع الجهود والسبل للحيلولة دون أي هجوم عسكري ضد سوريا ومنع إلحاق أضرار بالشعب السوري. وقال روحاني إن إيران تدين بشكل قاطع استخدام السلاح الكيمياوي في أي مكان ومن قبل أي طرف كان. وأكد أن أي عدوان عسكري ضد سوريا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي طهران أيضا، حذر مرشد الجمهورية علي خامنئي من تداعيات تدخل عسكري بسوريا، قائلا إن تدخل أميركا سيكون "كارثة على المنطقة مثل مخزن بارود ولا يمكن التكهن بالمستقبل". كما شدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على أن "المغامرة" في سوريا ستشعل المنطقة بأكملها. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن خامنئي قوله إن "تدخل قوى أجنبية من خارج الإقليم في دولة لن يؤدي إلا إلى إشعال حريق وسيزيد كراهية الشعوب" للغرب. ولم تحدد الوكالة المناسبة التي تحدث فيها خامنئي. من جهته، حذر لبنان الذي يستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين من أن ضرب سوريا سيؤثر عليه سلبا. وفي العراق، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم الخميس العراقيين إلى الخروج في مظاهرات سلمية لرفض أي عمل عسكري ضد سوريا.