قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الولاياتالمتحدة والدول الأعضاء بجامعة الدول العربية متفقون على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيا. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد العطية أنه حصل على تأييد عربي لتوجيه رد قوي على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية. وشدد كيري في ختام اجتماعه مع الوزراء العرب على وجوب محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي وقتله مئات الأطفال. واعتبر أن نظام الأسد تجاوز الخطوط الحمراء عبر استخدامه السلاح الكيميائي، وأنه يجب اتخاذ إجراءات لردعه، مشيرا إلى أن عشرين دولة تدعم واشنطن في الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري، وأوضح أن تلك الدول ستعلن خلال ال24 ساعة القادمة مواقفها المؤيدة. ورغم ذلك نفى كيري أن تكون الولاياتالمتحدة تسعى لأن تكون جزءا من الحرب في سوريا، وبين أن سبب الضربة الأميركية المحتملة هو انتهاك نظام الأسد خطا أحمر دوليا وتجاهله لمعايير دولية معمول بها تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية منذ قرن. ولم يستبعد الوزير الأميركي إمكانية عودة واشنطن إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأن سوريا بمجرد انتهاء مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة من تقريرهم، لكنه أوضح أن الرئيس أوباما لم يتخذ قرارا بهذا الخصوص. من جانبه قال وزير الخارجية القطري إن الدوحة تدعم البيان الذي وقعته 12 دولة من مجموعة العشرين، والذي دعا إلى رد دولي قوي على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضي. أكد العطية دعم بلاده للبيان الذي وقعته 12 دولة بقمة العشرين في سان بطرسبرغ قبل يومين من أجل حماية الشعب السوري، والذي دعا إلى "رد دولي قوي" على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الشهر الماضي. كما دعا الوزير القطري بقية الدول للتوقيع على هذا البيان، وجدد موقف الدوحة الداعي للتدخل من أجل حماية الشعب السوري. وأشار إلى أن التدخل الأجنبي حاصل في سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام من قبل أطراف كثيرة، ولم يبدأ في تدخل بعض الدول الصديقة للشعب السوري. وأكد المسؤول القطري أن القتل في سوريا مستمر منذ نحو ثلاث سنوات ولم يبدأ (فقط) في 21 أغسطس/ آب الماضي، في إشارة إلى القصف بالسلاح الكيميائي على غوطة دمشق. اجتماع باريس واجتمع وزير الخارجية الأميركي مع وفد وزاري عربي والأمين العام لجامعة الدول العربية في باريس، ضمن جهود واشنطن لحشد الدعم الدولي لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد. وكان كيري قد قال إن هناك مزيداً من الدول المستعدة للتحرك عسكرياً، لكنه لم يكشف عن هذه الدول، وذلك غداة تأكيد واشنطن وباريس أنهما تحصلان على دعم متزايد للضربة العسكرية المحتملة. ومن بين الوزراء العرب الذين التقاهم كيري، الذي أجرى اتصالات هاتفية مع عشرات من نظرائه بالعالم الأسابيع الأخيرة، وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والبحرين والإمارات والمغرب. ويتوجه كيري بعد لقائه هذا إلى لندن. وكان كيري أكد بمؤتمر صحفي في باريس أمس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس تصميمه على "معاقبة" النظام السوري عسكريا، وأكد أن "هناك عددا من الدول -من رقمين- مستعدة للمشاركة في عمل عسكري" مشيرا إلى أن عدد الدول المستعدة للتحرك عسكريا أكثر مما تحتاجه واشنطن للعمل العسكري المطروح ضد الأسد. وحذر وزير الخارجية الأميركي من أن بلاده لا يمكنها أن تسمح "لديكتاتور باستخدام أشد الأسلحة ترويعا بلا عقاب". ومثل كيري، عبر فابيوس عن ارتياحه "للدعم الواسع والمتزايد" الذي تلقاه الولاياتالمتحدةوفرنسا لخطتهما شن عملية عسكرية "قصيرة ومحددة الأهداف". وأشار إلى أنه "أصبح هناك سبع من أصل ثماني دول بمجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا أيضا هذا التحليل" لافتا أيضا إلى دعم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. ونفى فابيوس أن تكون فرنساوالولاياتالمتحدة "معزولتين" على الساحة الدولية بسبب رغبتهما في شن عمل عسكري ضد دمشق. أما كيري فقد رحب بالإعلان "القوي جدا" للاتحاد الأوروبي حول سوريا، معتبرا أنه "مشجع" مع أن هذا البيان يكتفي بالتأكيد على ضرورة "رد قوي" على استخدام أسلحة كيميائية، بدون تحديد شكل هذا الرد. تقرير المفتشين وفي الوقت نفسه، تواصل واشنطن وباريس ممارسة الضغوط لإقناع الرأي العام الفرنسي والأميركي بجدوى الضربات العسكرية. فقد وعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالتحدث إلى الفرنسيين بعد تصويت الكونغرس وتسليم "تقرير" مفتشي الأممالمتحدة. أما الرئيس الأميركي فقد قال في خطابه الإذاعي الأسبوعي "نحن الولاياتالمتحدة ولا يمكننا أن نتعامى عن الصور التي رأيناها عن سوريا". ويعقد الكونغرس اجتماعاته بعد عطلته البرلمانية الاثنين بينما سيتحدث أوباما للشعب الأميركي الثلاثاء. وبعد اللقاء الذي جمع بين كيري وفابيوس، قال الرئيس الفرنسي مساء السبت إن تقرير مفتشي الأممالمتحدة عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيسلم على الأرجح نهاية الأسبوع الجاري. وأضاف هولاند الذي كان يتحدث من مدينة نيس جنوب شرق فرنسا أن موقف بلاده من المشاركة بأي عمل عسكري بسوريا سيتخذ بعد تصويت الكونغرس الأميركي الخميس أو الجمعة المقبلين، وبعد أن ينشر تقرير المفتشين. ولم تحدد الأممالمتحدة موعدا لنشر تقرير مفتشيها، لكن الخبراء الذين أنهوا مهمتهم في 30 أغسطس/آب الماضي كانوا مصممين على العمل "سريعا" على العينات المأخوذة وفق الأممالمتحدة، لكن مصادر بالمنظمة الدولية أشارت إلى أن نتائج التحاليل قد تصدر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.