ما عادت المتنزهات في صنعاء مكان للفرح والسعادة بقدر ما هي مكان للحزن والتعاسة..ما عاد أطفالنا يشتاقون لحدائقها أو بساتينها او ورودها الفواحة بعبق الفل والياسمين فقد استبدلت هذه الحدائق برائحة الموت والباردو..الورد الحمراء أصبحت مخضبة بالدم القاني المسال عندها......بالأمس القريب سمعنا كيف أن أرجوحة سقطت من علو مرتفع في حديقة فرح لاند وكيف أوقعت ضحايا جرى ذلك وكيف ان هذه الحادثة أثارت الرعب بين زوارها.. بالأمس تتكرر مشكلة الحدائق فقد عاد أطفال جيراننا وهم مذعورين يحكون قصة طعن فتاة بجنبية في جبهتها في حديقة الوحدة وكيف أن الدم تطاير في أفناء الحديقة... وقع الخبر عاد بي بالذكريات إلى قبل عامين حين خرجت مع أطفالي إلى نفس الحديقة في أيام العيد ورأينا مشهدا مماثل لذلك كنت حينها احد المسعفين لأحد متشاجرين الذي طعن بجنبية وتدفق الدم كالنهر يروي بساتين وحشائش الحديقة ومن ذلك الوقت فاطفالي يرفضون الخروج الى الحديقة مرة اخرى . واعتقد انها لن تكون هذه المرة الوحيدة التي يقع فيها مشاجرات ولن تكن كما أظن هي المرة الأخيرة ...اذا ظلت الحدائق بحالتها هذه دون رعاية واهتمام وامن مفقود واشراف من المجالس المحلية.. وكل ذلك يعود إلى قلة الألعاب –واحتكارها لمجموعة دون أخري وعدم وجود لجنة نظام تنظم تداول الألعاب بين الأطفال الزائرين .