أدانت الولاياتالمتحدةوفرنسا أمس الثلاثاء السلطات السودانية لقمعها الاحتجاجات المناهضة لها، في حين أبدى رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي استعداده للانخراط في حوار "جاد" مع حكومة الخرطوم لحل الأزمة. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية تصدي الشرطة السودانية للمظاهرات الاحتجاجية على رفع الدعم عن المحروقات، بأنه "قمع وحشي". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر ساكي إن الولاياتالمتحدة تؤكد على ضرورة وقف كل صور العنف بحق الشعب السوداني. من جانبها، شجبت فرنسا قمع السلطات السودانية للمظاهرات المناهضة للحكومة و"الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في لقاء مع الصحفيين إن "فرنسا تدين الطريقة غير المتناسبة التي تصدت بها الخرطوم للمظاهرات الشعبية الجارية وخصوصًا في الخرطوم، وأيضا الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام"، مشيراً إلى "مئات الاعتقالات". وأضاف أن باريس "تدعو السلطات السودانية إلى إطلاق حوار مع جميع القوى السياسية لإيجاد طريق إلى الديمقراطية ومن ثم إلى الاستقرار"، مذكراً بأن حق التظاهر "حق أساسي". إنقاذ الوطن في غضون ذلك، أعرب رئيس حزب الأمة السوداني الصادق المهدي عن استعداده للدخول في حوار جاد مع الحزب الحاكم إذا كان مستعداً بالفعل لدفع الاستحقاقات التي تقود إلى إنقاد الوطن. وحذر المهدي في كلمة ألقاها أمام المئات من المواطنين المحتشدين في دار الحزب بأم درمان، من أن حالة الاستقطاب الحادة التي يمر بها الوطن قد تقوده إلى ما لا تحمد عقباه. واعتبر المهدي أن ما حدث من عنف وقتل للمحتجين السلميين "يستوجب المساءلة القانونية الدولية والمحلية"، مشيرا إلى أن حجم التخريب لا يوازي حجم العنف والقتل الذي مارسته أجهزة الحكومة. وكشف أن دفاتر المستشفيات سجلت مائة حالة قتل للمتظاهرين الذين "لا يشبهون صفة المخربين أو المرتزقة"، مناشدا القوات المسلحة والشرطة والأمن وكافة القوات النظامية الأخرى التخلي عن الأجندة الحزبية والالتزام بقوميتها وعدم التفريط فيها. الجدير بالذكر أنه قُتل عشرات الأشخاص الأسبوع الماضي في الخرطوم خلال مظاهرات احتجاج على رفع الدعم عن الوقود بما جعل سعره يزيد بنسبة 60%. وأشارت السلطات إلى مقتل 34 شخصاً، في حين قدرت العديد من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عدد القتلى بأكثر من خمسين يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول الماضي، بينما تحدث دبلوماسي غربي عن حصيلة قد تصل إلى مائتي قتيل. وبعد مصادرة العديد من الصحف وإغلاق مكاتب قناتي العربية وسكاي نيوز عربية في الخرطوم، احتجت شبكة الصحفيين السودانيين -وهي جمعية غير رسمية- على وسائل الترهيب التي قالت إن السلطة تستخدمها مع وسائل الإعلام. البشير يبرر وفي سياق تبريره لقرار حكومته رفع الدعم عن المحروقات، شبَّه الرئيس السوداني عمر البشير قرار تنفيذ الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بمن يتجرع مرارة الدواء. وقال في خطاب له أمام الأكاديمية العسكرية العليا في الخرطوم أمس إن القرارات جاءت تجنباً لانهيار الاقتصاد الوطني. وفي خطابه -الذي مثل أول ظهور له منذ بدء الاضطرابات الأخيرة- قال البشير إن التظاهر السلمي حق مكفول للتعبير عن الرأي بأسلوب حضاري. وقد تجددت أمس المظاهرات في بعض الجامعات السودانية تنديدا بالقرارات الاقتصادية الأخيرة.