شهد اليمن أمس الجمعة مسيرات ضخمة معارضة وأخرى مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح الذي تعهد أمام أنصاره في ما سمي بجمعة الولاء أو الأخوة بأنه سيدافع بدمه عنهم وأنه باق "لخدمتهم"، بما يشي -حسب محللين- بأنه ليست لديه خطط لترك السلطة حتى الآن. وشهدت ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء حشدا مليونيا بعدما تدفق إليها المواطنون المعارضون من أنحاء العاصمة صنعاء، بما فيها منطقة السبعين حيث يقع مقر الرئيس صالح، بينما حشد الحزب الحاكم مناصريه من المحافظات كافة ليتظاهروا في العاصمة تأييدا للرئيس ورفضا لرحيله. ونقلت وكالة رويترز عن عدد من سكان صنعاء أنهم حصلوا على ما يعادل 250 دولارا للمشاركة في المظاهرة المؤيدة لصالح، وقال آخرون من خارج صنعاء إنهم قبضوا ما بين 300 و350 دولارا للمشاركة. وفي خطاب مقتضب تعهد صالح أمام مؤيديه بأنه سيفدي الشعب "بالروح والدم وكل غال ونفيس"، كما تمنى أن يكون خطاب معارضيه في أحزاب اللقاء المشترك "حصيفا ومسؤولا". وقال صالح إن "مجيئكم رد عملي على ذلك الخطاب غير المسؤول من البعض في أحزاب اللقاء المشترك الذين يتسلقون على جهود الشباب والبسطاء من الناس والمغرر بهم"، مشددا على أنه سيظل يعمل من أجل الشعب. إسقاط النظام وفي ما سموه جمعة الخلاص، خرج مئات آلاف اليمنيين في عشرين محافظة بساحات الحرية والتغيير لتأكيد إصرارهم على إسقاط النظام وإسماع صوتهم للعالم كما يقولون. وقدر الصحفي غمدان اليوسفي من ساحة التغيير بصنعاء عدد المشاركين في المسيرة بمئات الآلاف تجمعوا للتأكيد على مطالبهم برحيل نظام صالح. وتأتي الحشود في العاصمة اليمنية وسط مخاوف من اندلاع مصادمات عنيفة، وذكرت مصادر مطلعة للجزيرة أن قوات مكافحة الشغب تنتشر في شارع الستين المؤدي إلى القصر الرئاسي بصنعاء. وبينما سمح لمؤيدي صالح -الذين توافدوا على صنعاء منذ أمس الخميس- بالتوجه نحو ميدان السبعين، لوحظ انتشار عربات عسكرية وجنود أمن مركزي على تقاطع شارع الستين المؤدي إلى دار الرئاسة، في إجراء احترازي لمنع أي حشود شعبية قد تتوجه إلى مقر الرئيس صالح. وفي تعز جنوبا قال الناشط المستقل عبد الرحيم السامعي للجزيرة إن ساحة الحرية تشهد أكبر حشد منذ بدء الاعتصامات، وقدر عدد المشاركين بأكثر من 1.2 مليون قدموا من مختلف مناطق المحافظة "شعارهم واحد هو رحيل النظام ومحاكمة رموزه". وأضاف أن المظاهرة تجري وسط انتشار أمني غير مسبوق، مشيرا إلى أن العشرات من رجال الأمن ينتشرون في مداخل المدينة لكنهم لا يستطيعون الدخول إلى ساحة الحرية لأن الشباب سيواجهونهم بصدور عارية ويمنعون تقدمهم. ودعا محمد الصبري القيادي في أحزاب اللقاء المشترك -التي تجمع أحزاب المعارضة بالبرلمان- الرئيس صالح إلى أن "يفتدي الشعب عبر التنحي عن الحكم والرحيل". كما طالبه في تصريح للجزيرة نت بأن "يحافظ على دماء وأرواح الشعب اليمني، بدلا من زرع الكراهية والفتنة في أوساطه وجر البلاد إلى حرب أهلية". وكانت أحزاب اللقاء المشترك قد أكدت الخميس تمسكها بمطلب رحيل صالح عن السلطة، واتهمته بالمناورة والإكثار من المقترحات، بعد ما نقلت عنه مبادرة جديدة تقضي بدعوة المعارضة لتشكيل حكومة ينقل إليها صلاحياته، على أن يظل في منصبه حتى إجراء انتخابات. حماية المعتصمين إلى ذلك ذكرت مصادر محلية في محافظة حجة اليوم أن 150 من المشايخ والأفراد الذين ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، انضموا إلى المعتصمين المطالبين برحيل صالح في ساحة التغيير بالمحافظة. وتعهد المشايخ بحماية المعتصمين الذين تعرضوا الخميس لاعتداءات من مسلحين من الحزب الحاكم، أصيب خلالها 233 شخصا من شباب التغيير، إثر هجوم بالرصاص وقنابل الغاز المدمع. وكان لافتا أن مسلحين بلباس مدني أطلقوا الرصاص على المعتصمين بشكل مباشر. من جانب آخر ذكرت مصادر في المعارضة للجزيرة نت أن قوات من الأمن القومي الذي يقوده نجل شقيق الرئيس اليمني، اختطفت الإعلامي البارز عبد الغني الشميري مساء الخميس من منزله، دون توضيح الأسباب، مشيرة إلى أنه أخذ إلى معتقل قريب من دار الرئاسة. وأدانت نقابة الصحفيين وفعاليات الثورة الشعبية هذا الاختطاف والاعتقال، وأكدوا أنه الشميري يعد عملا "همجيا"، وحملوا السلطة مسؤولية الحفاظ على حياته. ويشار إلى أن الشميري كان رئيسا للتلفزيون اليمني. وعلى صعيد متصل بتطورات الأحداث في اليمن، حثت الولاياتالمتحدة وبريطانيا رعاياهما على مغادرة الأراضي اليمنية فورا بعد ما وصفتاه بتدهور سريع للأوضاع الأمنية هناك.