قال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم إن نظام العقيد معمر القذافي مستعد للحوار مع الثوار بشرط تسليم أسلحتهم واستبعاد المتورطين في طلب الدعم العسكري الأجنبي، في حين تتواصل المساعي الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة. وأوضح الكعيم أن الأشخاص الضالعين في طلب المساعدة العسكرية الأجنبية لن يكون لهم مكان في العملية السياسية المقبلة في ليبيا، وقال إن الذين يطلبون دعم جيوش أجنبية سينبذون من طرفي النزاع، في إشارة إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار والذي اعتبر أنه لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا. وأضاف الكعيم أمام صحفيين أجانب في طرابلس أمس أنه يتعين على المعارضين تسليم أسلحتهم ليتمكنوا من المشاركة في العملية السياسية"، لافتا إلى أن السلطات الليبية مستعدة لتقديم ضمانات لأي عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة قادرين على تبديد أي شك. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم قال مساء الاثنين إن النظام مستعد للتفاوض بشأن انتخابات أو استفتاء ولكن ليس على رحيل القذافي كما يطالب المجلس الوطني الانتقالي الذي يتخذ من بنغازي شرق البلاد مقرا له. وقال الكعيم من جهة أخرى إن وفدا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيقوم بزيارة إلى ليبيا اعتبارا من 15 أبريل/نيسان الجاري، وإن اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي حول ليبيا ستصل إلى طرابلس "خلال الأسبوع المقبل". وشكل الاتحاد الأفريقي هذه اللجنة بهدف إيجاد مخرج للأزمة الليبية وهي تضم كلا من الرؤساء محمد ولد عبد العزيز (موريتانيا) وأمادو توماني توريه (مالي) ودنيس ساسو مغويسو (الكونغو) وجاكوب زوما (جنوب أفريقيا) ويوري موسيفيني (أوغندا). تحرك دبلوماسي وتأتي هذه التصريحات في ظل تكثيف نظام القذافي مساعيه الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة وإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليه. وفي هذا السياق أرسل القذافي مبعوثين إلى تركيا واليونان طلبا للدعم. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إنه سيلتقي أحد قياديي المعارضة الليبية في قطر بعد مباحثات مع عبد العاطي العبيدي مبعوث القذافي إلى أنقرة. وقال أوغلو في ختام زيارة له للبحرين قبل سفره إلى قطر إنه سيلتقي محمود جبريل المكلف بالشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي ومسؤولين قطريين، حسب وكالة أنباء الأناضول التركية. وكان نظام القذافي عين العبيدي وزيرا للخارجية خلفا لموسى كوسا الذي كان من أقرب مستشاري القذافي وانشق الأسبوع الماضي وفر إلى بريطانيا. موقف فرنسا من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن فرنسا تسعى إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا وإلى تحديد شخصيات في طرابلس للتعامل معها. وقال جوبيه "إننا نبحث عمن يمكن أن نتعامل معهم في طرابلس، سيحصل مزيد من الانشقاق حول القذافي ومن الضروري البحث عن المحاورين الجيدين". وأضاف "ما يقلقني اليوم هو أن الجميع يشاركون في ما يحصل، لكل شخص شبكته واتصالاته". وطلبت فرنسا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يضطلع مندوبه الخاص "بدور تنسيقي في كل هذه الاتصالات". مبعوث أميركي في سياق متصل قال مسؤول أميركي أمس إن مبعوثا أميركيا وصل إلى بنغازي في محاولة للتعرف على المعارضة الليبية وبحث الطريقة التي يمكن بها للولايات المتحدة أن تساعدها في الوفاء بحاجاتها المالية. وقال المسؤول الأميركي إن النائب السابق لرئيس البعثة في السفارة الأميركية في طرابلس كريس ستيفنز سيحاول التعرف على نوع النظام السياسي الذي تعتزم المعارضة إقامته وكيفية مساعدة المجلس الانتقالي على دفع المستحقات المالية في ظل العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. ونقلت رويترز عن المسؤول قوله "نقر بأن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج للأموال لمواصلة عمله وسنبحث السبل التي نستطيع من خلالها مساعدته". وقال إن الفكرة تدور حول بحث القيام بذلك "من خلال المجتمع الدولي مع أخذ التحديات التي تمثلها العقوبات في الاعتبار".