علمت الجزيرة نت من مصدر مطلع بالحركة الأسيرة أن تعنت إسرائيل ورفضها لشمل أسرى القدس والداخل ضمن صفقة تبادل الأسرى قد أدى لإحباطها مجددا، وعودة الوسيط الألماني لبلاده السبت الماضي. وأشار المصدر الذي آثر حجب هويته إلى أن المفاوضات الجارية بعدما تجددت قبل شهور قد تمخضت عن موافقة إسرائيل على إطلاق سراح نحو ألف أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط. وأثار استثناء أسرى القدس والداخل احتجاجات وغضب الأهالي بينما تدخلت قيادة أسرى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل السجون وحالت دون إتمام الصفقة، وأصرت على أن تشمل أسرى من مختلف الانتماءات السياسية والجغرافية، لكن إسرائيل أبدت موقفا متعنتا مما فجّر المفاوضات. رسالة من هداريم وتلقت الجزيرة نت مذكرة تم تهريبها من داخل سجن هداريم، موقعة بتاريخ مارس/ آذار2011 باسم الأسير كريم يونس من بلدة عارة داخل أراضي 48 والمحكوم بالمؤبد مدى الحياة يحذر فيها من صفقة تستثني أسرى القدس والداخل. واعتبر يونس ذلك سابقة خطيرة تقول فعليا لفلسطينيي الداخل أنتم لستم جزءا من الحركة الأسيرة ولا من الشعب الفلسطيني. وكان ذووالأسرى ومنظمات حقوقية وفعاليات سياسية داخل أراضي 48 قد حذروا من مغبة استعجال الصفقة وقبول شروط إسرائيل الرافضة للإفراج عن أسراهم. الأمل والحلم وقالت والدة الأسير مخلص برغال للجزيرة نت إنه من غير المعقول أن يصمد ابنها وزملاؤه داخل سجنهم لمدة تتعدى ربع قرن بينما تتراجع القيادات عن الثوابت وتسلم بالتقسيمات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني وكأن "العرب عربَان". واعتبرت الحاجة ليلى (80 سنة) من مدينة اللد داخل أراضي 48 أن إتمام صفقة التبادل دون أسرى القدس والداخل كارثة وطنية وخضوعا لإملاءات إسرائيلية. ورأى مدير جمعية أنصار السجين منير منصور في تجاهل قضية أسرى الداخل رضوخا لإسرائيل وكسرا للثوابت الفلسطينية الخاصة بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة حركته الأسيرة وخروجا عن الثابت المتعلق بصفقات الأسرى المتعاقبة. صفقات سابقة واستذكر منصور في تصريح للجزيرة نت صفقات سابقة أعطت الأولوية للداخل والقدس لاعتبارات سياسية وطنية ترتبط بالمصلحة الفلسطينية العليا. وكانت عدة صفقات تبادل تمت بالماضي أبرزها "صفقة النورس" عام 1985 وفيها أفرج عن 41 أسيرا من الداخل منهم منير منصور نفسه، أغلبيتهم حرروا لمناطق سكناهم وما زال أغلبيتهم على قيد الحياة. وأكد مدير جمعية أنصار السجين أن بحوزته معلومات حول تعطل مفاوضات الصفقة، رافضا الإفصاح عن التفاصيل. وقال منصور إن لديه ثقة بأن حماس ستصرّ على المعايير الخاصة بإطلاق سراحهم، وبموجبها سيفرج عن أسرى من القدس والداخل بأول فرصة. وأشار إلى أن من بين تسعة آلاف أسير هناك 139 أسيرا من الداخل بينهم أربعون محكومون لمدى الحياة و14 أسيرا أمضوا أكثر من عشرين عاما خلف القضبان. يُذكر أن إسرائيل تعارض شمل أسرى القدس والداخل ضمن صفقة التبادل المطروحة بذريعة أنهم مواطنون لديها ويشكلون "مسألة داخلية" رغم أنها اضطرت عدة مرات بالماضي لإطلاق أسرى مقدسيين ومن فلسطينيي الداخل. وتعتبر تل أبيب أسرى القدس والداخل عند عمليات الإفراج وصفقات التبادل مواطنين إسرائيليين، لكنها تتعامل معهم في الحياة اليومية بنفس ظروف الاعتقال القاسية كباقي الأسرى.