قالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان يوم أمس الاثنين ان شابا فلسطينيا اصيب بجراح خطيرة في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي عند حاجز عطارة في شمال مدينة رام الله . وقال احمد البيتاوي مدير مجمع فلسطين الطبي إن شاباً يدعى محمد تيسير ابو عواد (19 عاما) وصل الى المستشفى مصابا اصابة خطيرة في الراس وادخل الى غرفة العمليات الجراحية. وقال فتى يدعى علي نخلة كان برفقة المصاب لرويترز ذهبنا وكنا نحو ثلاثين واحدا باتجاه جنود الاحتلال على حاجز عطارة وبدأنا بالقاء الحجارة عليهم. رد الجنود باطلاق قنابل الغاز في اتجاهنا. هربنا ثم عدنا بعد ذلك واقتربنا من الجنود اكثر والقينا عليهم الحجارة. اطلق الجنود قنبلة غاز اصابت مباشرة محمدا في رأسه. حملناه في سيارة اجرة وبعد ذلك نقلناه الى سيارة الاسعاف. وأجريت للشاب المصاب عملية جراحية في مجمع فلسطين الطبي. وقال الطبيب محمد عيده أجريت عملية جراحية للمصاب وهو الآن في العناية المركزة. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين رشقوا الجنود بالحجارة وان الجنود ردوا باستخدام وسائل تفريق المتظاهرين. وأضاف أنه تم فتح تحقيق في الحادث. وكان فلسطيني قتل برصاص الجيش الاسرئيلي نهاية الشهر الماضي في بلدة الرام في جنوب مدينة رام الله بعد خروج مظاهرات تزامنت مع مواجهات شهدها المسجد الاقصى بين المصلين والشرطة الاسرائيلية بعد صلاة الجمعة قبل الماضية. على صعيد آخر حركت معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسير خضر عدنان وتواصلها الأسيرة هناء شلبي الداخل الفلسطيني ليصعد من نضاله الشعبي التضامني من خلال المهرجان التكريمي لعمداء الأسرى الفلسطينيين، ماهر يونس وكريم يونس من بلدة عرعرة في أراضي 48، اللذين مضى على أسرهم ثلاثة عقود. وأطلقت الحركة الأسيرة أمس وبالتعاون مع التجمع الوطني الديمقراطي، مهرجانا بعنوان ولا بد للقيد أن ينكسر للتضامن مع نحو خمسة آلاف أسير، منهم ثلاثمائة معتقل إداري رهائن لدى الاحتلال دون تهم أو محاكمة، و127 أسيرا ذوي محكومات عالية و22 أسيرا من فلسطينيي 48 ترفض إسرائيل الإفراج عنهم أو شملهم بصفقات التبادل. ووجه عميد الأسرى كريم يونس من وراء القضبان رسالة بعثها عبر عائلته إلى الشعب الفلسطيني وقياداته طالبهم من خلالها بتصعيد النضال وتحريك ملف الأسرى والإبقاء عليه ضمن الأجندة الوطنية والدولية، والإعلان رسميا أن كافة الخيارات لتحرير الأسرى مفتوحة وشرعية. وحرمت سلطات السجون الإسرائيلية الحاجة صبحى يونس وهي في العقد الثامن من عمرها من احتضان نجلها كريم منذ أن زج به في السجن قبل ثلاثين عاما، واللقاء الوحيد الذي يجمعهما شهريا لمدة 45 دقيقة من وراء جدار زجاجي عازل لتتحدث إليه عبر الهاتف معربة عن سرورها بتحرر أسرى بصفقة الوفاء للأحرار وهي تحلم بتحرر نجلها والاحتفاء به وهي على قيد الحياة. وقالت في حديثها رغم المعاناة إلا أننا نعيش على الأمل بأن يتحرر أولادنا بأي لحظة حيث نتسلح بالإيمان والصبر وإن كانت معاناتنا مضاعفة فإسرائيل لا تعاقب أسرى 48 فقط بل عائلاتهم أيضا. 30 عاما نتنقل بين السجون نتحدى الظلم والذل والإهانة، لكنهم لم ينجحوا في النيل من إرادتنا وصمودنا بمعركة الحرية. بدوره قال النائب بالكنيست جمال زحالقة إن أسرى الداخل الفلسطيني بحالة معقدة، فإسرائيل ترفض التعامل معهم كأسرى فلسطينيين وشملهم بصفقات التبادل على اعتبار أنهم مواطنون إسرائيليون، لكنها ترفض أيضا التعامل معهم كمواطنين لهم حقوق السجناء العاديين. وأكد أن أسرى الداخل بحاجة لجهد مضاعف بسبب التعنت الإسرائيلي، ما يوجب السعي من خلال الحملات الشعبية لتحريك ملف الأسرى قضائيا ودوليا وبرلمانيا حتى يتم إطلاق سراحهم. وحذر رئيس الرابطة العربية للأسرى المحررين منير منصور من تبعات القمع والتنكيل بالأسرى وحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حياتهم، واصفا ما يتعرض له الأسرى بعد صفقة التبادل بالموت البطيء. وأكد أن إسرائيل تستغل الموقف المتراخي لكافة الفصائل الفلسطينية من ملف الأسرى لتتفرد بهم بهدف النيل من صمودهم وسحق نضالهم وعليه كان لزاما -وفق رأيه- إطلاق الحملة الشعبية لمناصرة قضية الأسرى لردع إسرائيل ولتشتعل قضيتهم مجددا بالوجدان والذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.