أكد مؤتمر إقليمي دعمه ومساندته لما تقوم به نقابة الصحفيين اليمنيين من جهود للدفاع عن الصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم في ظل الأحداث التي تشهدها اليمن. وطالب المشاركون في مؤتمر عقد في الدار البيضاء بالمغرب الاسبوع الماضي تحت عنوان "رياح التغيير : إعداد اجندة الاصلاح الاعلامي" الولاياتالمتحدةالامريكية بعدم الضغط على اليمن من اجل ابقاء الصحفي عبد الاله الشائع في السجن رغم العفو الرئاسي عنه. وناقش المشاركون مجموعة واسعة من التحديات التي تواجه الإعلام في المنطقة، بما في ذلك سلامة الصحافيين وحرية الصحافة، والضغوط السياسية الواقعة على هذا القطاع، وإصلاح قوانين الصحافة الإعلام، ودور النقابات في النقاش العام الدائر حول الديمقراطية والإصلاح، والرقابة، وحرية الوصول إلى المعلومات، وحماية المصادر، والصالح العام، والتنظيم الذاتي- مجالس الصحافة، والصحافة الأخلاقية ودور النقابات والصحافيين والصحافة الاستقصائية. وادان المجتمعون حبس الصحفيين واحتجازهم في العالم العربي وطالبوا بالافراج الفوري عن القابعين منهم في السجون العربية نتيجة لممارسة عملهم المهني (مرفق قائمة باسماء الصحفيين المسجونين والمحتجزين في السجون العربية). كما ادان المجتمعون كافة اشكال الاعتداءات والممارسات القمعية الاسرائيلية تجاه حريات الرأي والتعبير في الاراضي الفلسطينية والتنكيل بالصحفيين الفلسطينيين وكل من يحاول كشف حقائق العدوان على الابرياء العزل. و طالب المجتمعون اسرائيل بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات وازالة جميع القيود التي تعيق عمل الصحفيين في فلسطين وخاصة الرقابة على الصحف الفلسطينية. وطالب المجتمعون بوقف الضغوطات السياسية على الصحفيين الفلسطينيين في كافة الاراضي الفلسطينية. كما أوصى المؤتمرون بمواصلة الاتحاد الدولي للصحفيين بذل كل الجهود لتقديم تدريب للصحفيين على السلامة المهنية وان يفسح المجال لاكبر عدد من الصحفييين العاملين في المنطقة للافادة من هذا البرنامج. وشدد المؤتمر في بيانه الختامي على ضرورة ان تحترم كل دول المنطقة التشريعات الدولية التي تنص على حماية الصحفيين وخاصة قرار مجلس الامن رقم 1738 القاضي بحماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاع واعتبار استهدافهم بشكل مقصود بمثابة جريمة حرب،ومطالبة الدول العربية التي قتل فيها صحفيين ان تقوم بواجبها في التحقيق بهذه الجرائم وجلب الجناة إلى العدالة. وأقر دعم تأسيس لجنة عربية من اهالي شهداء الصحافة لتقديم الدعم لعائلات الصحفيين الذي سقطوا اثناء تأدية واجبهم المهني والضغط على الحكومات في المنطقة للقيام بمسؤولياتها في سوق قتلة الصحفيين امام العدالة. ومن ضمن التوصيات ايضا أن يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين بتنظيم مؤتمر خاص في المنطقة مخصص لتداول قضية سلامة الصحفيين وتوفير الحماية لهم والبحث في تأسيس آلية لمتابعة التحقيقات والهجمات القاتلة التي يتعرضون لها. وأكد على ملاحقة مرتكبي جرائم قتل الصحافيين امام المحكمة الجنائية الدولية. وفيما يخص اصلاح الاعلام والبيئة القانونية التي تحكم عمل الصحفيين أوصى المؤتمر بضرورة ان تقوم كل نقابة او جمعية بدراسة تطوير التشريعات الصحفية بشكل عاجل،واصدار وثيقة استرشادية لاهم التعديلات الواجب توافرها في قوانين الصحافة الحديثة. وركز المؤتمرون على اهمية اعتماد قانون عصري يحكم عمل الصحفيين يرتكز على ضمان حرية العمل الصحفي، الحق في الحصول على المعلومات وحماية مصادرها، الغاء عقوبة السجن للصحفيين والتوقيف الاحتياطي ووقف المطبوعة عن الصدور، وتحديد الغرامة المالية في مخالفات النشر، والغاء كل اشكال الرقابة المسبقة. وأشار المؤتمر إلى اهمية ان تباشر النقابات والجمعيات في اجراء حوار موسع من أجل تشكيل هياكل للتنظيم الذاتي لمهنة الصحافة قادرة على التعامل مع المخالفات الصحفية. على ان تتمتع هذه الهياكل بالاستقلالية التامة تنظيميا، وماليا، وسياسيا، وان تضم تممثلين عن نقابات وجمعيات الصحفيين، وملاك الوسائل الإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني. وأوصى بتبني قانون يضمن حماية المصادر الصحفية، والعمل من أجل تبني قانون عصري خاص بحق الوصول للمعلومات على ان يكرس هذا القانون ضمان نشر او بث او اذاعة كل المعلومات والأخبار. وأكد على أن لا تكون الحكومة طرفا في اسناد بطاقة ممارسة المهنة،والمطالبة باقرار تشريعات تضمن حرية العمل النقابي وحقوق الصحفيين المادية والمهنية،وتنظيم حملات لالغاء كل المواد القانونية التي تجرم العمل الصحفي وتحد من حرياته والحد من العقوبات المغلظة في هذه المخالفات. وفيما يخص محور اخلاقيات الصحافة أقر المؤتمر ان تعمل النقابات والجمعيات بشكل جاد على تطوير مواثيق الشرف الصحفي بما يتلائم مع المواثيق المتعارف عليها دوليا وتشجيع بعث مراصد لاخلاقيات المهنة، كما يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين بالعمل مع النقابات الوطنية لتطوير مدونات سلوك ومواثيق شرف مهنية وتأسيس هياكل للتنظيم الذاتي بمشاركة ممثلي المهنة والمجتمع المدني. واوصى بتطوير مبادرة الصحافة الاخلاقية التي اطلقها الاتحاد الدولي للصحفيين بالشراكة مع اعضائه في المنطقة، وان يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابات الصحفيين بالتعاون من اجل تطوير مواد ومناهج تدريبية مهنية ترتكز إلى افضل الممارسات الصحفية المهنية. وأقر ان يتعاون الاتحاد الدولي للصحفيين مع نقابات الصحفيين من اجل تشجيع الصحافة الاخلاقية والمهنية على نشر نصوص حول الصحفيين الذين يلتزمون بمهنتهم واخلاقياتها على الرغم من الضغوط السياسية أو الاقتصادية الواقعة عليهم. وحول استقلالية الصحافة خلص المجتمعون إلى ان الأوان قد حان لاصلاح الإعلام المملوك للدولة وفصله بشكل تام عن سيطرة الحكومة والقوى السياسية. وتناول المجتمعون ضرورة اعتماد المؤسسات الاعلامية في التمويل والاعلان واعتماد معايير مهنية في التعاطي مع هذه الموضوعات. واكدوا على ان استقلالية المؤسسات الاعلامية سياسيا، وماليا، وثقافيا هي شروط اساسية لحرية الصحافة والاعلام. وأوصى بأن تقوم نقابات الصحفيين وشركاؤها الوطنيون بتنظيم حملات نقابية ومجتمعية من أجل تحويل الإعلام المملوك للدولة إلى مؤسسات عمومية تستند إلى قيم الخدمة العامة والتي تتجسد بالمباديء التالية: o الملكية العامة لهذه المؤسسات الإعلامية من خلال تمويل مستقل عن الحكومة بحيث يفتح المجال لتقديم مختلف الأراء في المجتمع وتقوم على تلبية احتياجات المواطنين. مصادر تمويل مستقلة وشفافة غير خاضعة للسيطرة الحكومية والسياسية. o ان تقدم برامج ذات جودة عالية وتفتح المجال للآرء المختلفة. o ان توفر بيئة عمل نزيهة تحمي الحقوق المهنية والاجتماعية للصحفيين. دعوة الناشرين إلى ضرورة التجاوب مع مطالب تشكيل مجالس تحرير منتخبة داخل المؤسسات الاعلامية لتشارك في تحديد الخط التحريري للمؤسسات الاعلامية. تتحمل نقابات الصحفيين مسؤولياتها، في ظل التحولات الجذرية في بنية الإعلام، لتقوم بتنظيم الصحفيين العاملين في الاعلام الجديد والدفاع عن حقوقهم. على المؤسسات الصحفية والاعلامية اعتماد الشفافية والمعايير الممهنية في تناول الموضوعات واعادة النظر في الهيكليات القيادية لها لتوفير مساحة من التوازن. اهمية ان تتحمل نقابات الصحفيين مسؤولياتها من ناحية الالتزام بالحياة الديمقراطية الداخلية باعتبارها الركيزة الاساسية للعمل النقابي. تطوير برنامج نقابي يهدف إلى مساعدة جمعيات الصحفيين في التحول لتنظيمات نقابية مهنية.