في ظل موجة التغيير الجارية في الوطن العربي والتي يزداد زخمها يوما بعد يوم- شعوب تطالب باسقاط الانظمة الخائنة والقيادات المتأمرة على اوطانها- ادرك الاتحاد الاروبي وامريكا واسرائيل ان هناك خطرا يهدد مصالحها وحصتها من النفط والغاز الذي كان لهم فيه النصيب الاكبر وبمقابل الدفاع عن استمرار الحكام العرب في كراسيهم . اخفقت الدول الكبرى في افشال مسار الثورات العربية لاسيما الثورة المصرية التي اصبح لها صدى واسع في العالم وتأثير كبير على العدو الصهيوني الذي فقد توازنه بعد رحيل مبارك لتقرر مصر بعد ذلك ايقاف تصدير الغاز لاسرائيل وفتح معبر رفح بالاضافة الى المصالحة الفلسطينة بين فتح وحماس التى كانت بمثابة صفعة كبيرة للعدو الاسرائيلي.
وفيما تستمر الثورات العربية في ليبيا واليمن وسوريا وكذلك العراق المطالب برحيل القوات الامريكية ودول عربية اخرى ضاق الخناق على اولئك المستفيدون من بقاء الحكام العرب في مناصبهم ..واعتقد ان الشريط الاخباري الهام لمقتل اسامة بن لادن الذي تصدر الاولوية في مختلف وسائل الاعلام ليس الا فبركة اعلامية صهيوامريكية لرسم سياسية اعلامية جديدة تصب في منحى بعيد عن الثورات العربية كما حدث في في شهر اكتوبر من العام المنصرم عندما تصدرت الطرود المفخخة والتي قيل ان مصدرها اليمن وسائل الاعلام العالمية في الوقت الذي كانت فيه امريكا والانظمة العربية , في موقف مخزي اثناء تناقل وسائل الاعلام وثائق ويكليكس التي كشفت سياسات امريكا في علاقاتها مع الخارج والمؤمرات التي تحيكها في بلدان العالم مع حلفائها من قادة العالم العربي .
مما لاشك فيه ان الانظمة العربية ممثلة بهذه الزعامات التي تبدو اليوم متهالكة امام ارادة شعوبها قد وظفت العديد من الاحداث لاسيما تنظيم القاعدة لتسويغ بقاءها وقمع الحريات والحقوق تحت ذريعة هذه المصطلحات . يبقى التساؤل المهم ازاء خبر مقتل بن لادن الذي اخذ مساحة شاسعة في وسائل الاعلام فيما اذا كان هذا الخبر سيحول من تداعيات الرأي العام العالمي حول الثورات العربية لاسيما ان هذه الفبركة الاعلامية تخدم وبشكل كبير القيادات العربية التي تبدو اليوم امام مصير حتمي بعد ان فقدت كل اوراقها لتبرر بقاءها في السلطة.. وما اعتقده ان الرئيس صالح قد يستغل هذا الحدث لأسباب كثيرة اولا كونه يكرر في خطاباته كثيرا الحرب على تنظيم القاعده الامر الثاني انه بعد مقتل اسامة بن لادن تتجة الانظار الى انور العولقي وهو الرجل الثاني في القاعدة ضمن قائمة المطلوبين امريكيا .. فهل سيعملها صالح.. لتعلن بعدها وسائل الاعلام ان الرد على مقتل اسامة بن لادن كان في تفجير منشأة كبيرة في اليمن.. وهل سينجح في خلق صراع يحشد له قواته واسلحته تحت هذه الذريعة بغرض اخماد الثورة في اليمن كونه الان يلفظ انفاسه الاخيرة.