اعتقد ان هذا الوطن عاني الامرين بسبب تفرد السياسيين الذين يضحون بمصالح الشعب ﻻجل انفسهم ...ماذا كان سيضيرهم لو انهم جعلوا مدة هادي في الرئاسة 4 سنوات بدلا من سنتين رغبة في ارضاء صالح حينها ليتوهم انه خرج من السلطة بانتخابات وليس بثورة شعبية عارمة ...كان يعتقد ان نهاية مدته الدستورية في 2013 لأجل ذلك تصور ان جعل هادي يكمل المدة بانتخابات هي اقرب لاستفتاء فيه خروج امن له وهو امر يعلم قبل غيره عدم صحته .. فقد خرج بثورة شعبية صريحة لا يمكن التغطية عليها بهذا الفهم المقلوب ... لكن الجميع كان يعتقد ان هادي سينعم بتعاون الجميع بمن فيهم صالح ونظامه ..لكنهم كانوا مخطئون .. .فصالح يعتقد انهم انتزعوا السلطة منه وهو احق بالملك من هادي لذا لا يمكنه ان يترك الرجل ليفعل اي شيء بهدوء وياليت اﻻمر اقتصر على ذلك اذ انه أي صالح كان يضع وما يزال العراقيل ويهدد ويرعد ويزبد ثم يزايد بأن الحكومة لم تقدم شيئا وهي حينها لما تستقر بعد فضلا عن امتلاكه لنصف اعضائها ..والحقيقة ان الجميع يتحملون المسئولية واﻻ كيف لم يفكروا عند منحه حصانة وقد هددهم صراحة على قناة العربية بانه سيريهم كيف ستكون المعارضة.. أي بعد اخراجه من الحكم وللتاريخ فقد اوفى بما عاهد فاربك البلاد والعباد .. لم تستقر الدولة فالقتل في كل مكان يترافق مع التفجيرات لأبراج الكهرباء وانابيب النفط ...اقتحام لوزرات سيادية كالداخلية والدفاع واخيرا السجن المركزي بصنعاء وقتل للضباط وتدمير للمنشاءات في ظل استكانة مذلة من الدولة وخذلان من مجلس الامن والمجتمع الدولي كل ذلك وصالح وعائلته يهنئون بالحصانات.. قد يقول قائل اين البرهان على انه هو الفاعل ونحن نقول ان امكانيات اي فصيل اضعف من القدرة على اقتحام هذه المؤسسات دون وجود دعم من فاعل حقيقي يتواجد في هذه المؤسسات بقوة حيث يعلم الجميع ان الدولة العميقة التابعة للنظام السابق لاتزال تعشش وبقوة داخل الجهاز الامني والعسكري والمدني اضافة الى علاقاته الكبيرة بكثير من القوى المتنفذة المشرفة على منابع النفط وابراج الكهرباء انها عقود من الحكم ولا يمكن ان تزول في يوم وليلة .. وأيا يكن اﻻمر فكلامنا لن يكون قاطعا حتى يثبت بالدليل اذا هي تحليلات تستند على المنطق حتى يثبت العكس وعلى النظام الحالي كشف الحقائق للناس .. اعتقد ان الخطاء من البداية تمثل في قبول هذه التسوية العرجاء ..واﻻ فالمعادلة الطبيعية= حصانة مقابل اﻻمتناع عن العمل السياسي =..وهذا لم يحدث ..ثم بعد ذلك كله يأتون الينا بقراءة للمبادرة الخليجية لا تستقيم مع منطوق ومفهوم النص ..وهي ان رئاسة هادي لن نتهي اﻻ بانتهاء المهام الموكلة اليه ..لكن ان مررنا هذا المنطق الضعيف وفقا لما تمر بها البلاد من مصائب فاننا نتساءل ..ماذا لو لم يتمكن هادي من انجاز بقية المهام بعد سنة وعلى رأسها صياغة الدستور فهل سيتم التمديد له مرة اخرى ؟! ..اضن ان ذلك هو العبث بعينة .. ثم اﻻ يدرك من اخترع موضوع التمديد بهذه الشاكلة انه قد تمر السنة بالفعل دون ان يتمكن الرئيس من انجاز المهام بسبب تربص هؤلاء او أولئك ..انهم يكررون ذات الخطاء .. كان يجب تدارك اﻻمر واستشراف المستقبل وقراءة انه ان كان ولابد من التمديد فيجب ان يكون لفترة ﻻ يتم بعدها مطلقا التمديد مرة اخري لان ذلك فيه افتئات على اﻻرادة الشعبية التي لم يكن يمثلها سوى هادي قبل 21 / 2 / 2014 فالنواب مدد لنفسه اكثر من مرة ولم يعد له من اساس شعبي فموضة التمديد تنتسب للنظام السابق ولولا خوفي من الثورة المضادة التي ستجعل من حجة التمديد كلمة حق يراد بها باطل لكنت اول المنادين بسقوط التمديد واذا ما قبل البعض هذه المرة فلن يقبلوا مرة اخرى وقد لاحظنا بعض الاهتزازات والارتباكات في بعض الاداء ولم يشكك احد في شرعيته فكيف والامر الان على هذا النحو ..ﻻ نريد ان نثور على نظام ونخرجه من الباب ليطل لنا برأسه من الشباك كما يقال...كما ﻻ نريد ان نمضي في ذات الخطى الني كان يسير فيها.. والخلاصة : قال ألبرت أينشتاين "الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً"