عرفت الشهيد العظيم وليد, الشهيد الرابع للقيل اليماني مفرح عن قرب, وقبل يومين شاركت بوستا له وهو في مقدمة الجبهة على صفحتي في الفيس فهذه الأسرة العظيمة من ضمن الأسر في مأرب الشموخ والمجد التي ربطتني بهم صداقة وعلاقة منذ عقود. ولأول مرة في كتابة يراعي, وتسلسل أفكاري, أجد نفسي عاجزاً عن إيجاد الكلمات والأفكار, فلقد انحنى القلم احتراما, والأفكار تقديراً, وتوارت الكلمات خجلاً, أمام قيل مراد واليمن أبو الشهداء الأشم, فعجز الفؤاد عن العزاء والرثاء وتحجر الدمع عن البكاء.
أبا الشهداء إن ما قمت به وما قدمته لليمن, تعجز الكلمات عن وصفه, لقد فضحت المدعين والزاعمين حب اليمن, لقد سجلوا حسابات بنكية امتلأت بدماء الشهداء والجرحى, وسجلت حسابات النصر والكرامة, بنوا قصورهم على أشلاء الضحايا والشهداء, وبنيت قصور الشموخ والإيمان لدنياك وآخرتك, أبناؤك يتساقطون في الجبهات بجانبك واحدا تلو الأخر, يصنعون التاريخ والنصر ومستقبل اليمن, وأبنائهم في شتى العواصم ينعمون بما نهبوه من قوت جندهم ومخصصات عسكرهم, أخزيتهم وعريتهم أيها القيل الهمام, أتذكر لقائي بك ووليد بمعيتك وأنت تزمجر زمجرة الأسد الجريح المخذول وتطلب الشهادة حتى لا يحسب التقصير والخذلان عليك, وحينها قلت لك أنت مع الله ولن يخذلك الله, لقد أخترت الوقوف مع الله والوطن والشرعية والمشروع والتحالف, لتحرر اليمن من اختطاف الإنقلاب الحوثي له, لم تمسك العصى من المنتصف, ولم تتاجر أو تساوم, كان موقفك صادقا دفعت ثمنه أغلى ما لديك, فسموت ووصلت إلى ذرى الإنسانية التي خلقها الله من أجل حرية الإختيار والموقف.
إليك أيها القيل اليماني يا أرجل الرجال وبطل الأبطال, رثاء مكلوم بمصاب أخ لم تلده أمه, في العزيز وليد ومن سبقه من إخوته, فحين لم تسعفني كلماتي وجدت رثائي بمحكم قول الله تعالى في وصف أمثالك وبنيك المؤمنين الصادقين بقوله تعالى:
ولم أجد كلمات تصف المشهد الذي تعيشه هذه القامة والهامة, والإنسان العظيم, الذي قدم أركان مجده وأثره من بعده, بنيه الأربعة, كلمات تستطيع أن تعبر عما عجز قلمي عن سطره في وصف حال البطل المكلوم أبو الشهداء إلا ما قاله أبي الحسن التهامي في هذه الأبيات:
أُسْدٌ ولكن يُؤْثِرُون بِزادِهِم وَ الأُسْدُ ليس تَدِينُ بالإيثَارِ
والليثُ إن بارَزْتَهُ لم يَعْتَمِدْ إلا على الأنيابِ والأظْفَارِ