خرج مئات الآلاف من المواطنين بمحافظة الحديدة يوم أمس الجمعة بعد الصلاة في تظاهرة كبيرة تعتبر هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة للمطالبة برحيل الرئيس / علي عبد الله صالح وإسقاط النظام الذي يعتبرونه نظاما" فاسدا" ورفضا" للمبادرة التي أطلقها الرئيس يوم أمس .... وأنطلق المتظاهرون في مسيرة كبرى من ساحة حديقة الشعب والتي أطلق عليها ساحة التغيير وطافوا بشوارع المحافظة وصولا" الى القصر الجمهوري والذي كان ينتظرهم العشرات من عسكر القصر الجمهوري بالعصي والهراوات والمدرعات والدبابات والأسلحة الثقيلة وانتشرت قوات أمنية كبيرة على جميع المداخل المؤدية للقصر الجمهوري تحسبا" لأي أعمال شغب قد تحدث ووقف المتظاهرون أمام القصر الجمهوري وحاولوا التقدم نحو القصر ورددوا بصوت واحد " أرحل ارحل ياعلي - الشعب يريد إسقاط النظام - بعد مبارك ياعلي " ورفعت الشعارات المطالبة برحيله وإسقاط السلطة ورفض المبادرة التي أعلنها .... هذا وكان قد أدى الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة في ساحة الحديقة وحضرها أعضاء من مجلسي النواب والشورى وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية ومدراء المكاتب التنفيذية والمحاميين والناشطين الحقوقيين وعدد من القيادات النسوية وأعضاء النقابات المهنية ودكاترة الجامعة وجمع غفير من الشباب ... وفي خطبة الجمعة دعي الخطيب / إسماعيل عبد الباري خطيب جامع الرحبي أفراد الأمن والجيش بعدم طاعة مسئوليهم الذين يأمرونهم بإلإعتداء على المعتصمين سلميا" وقتلهم وإطلاق الرصاص الحي عليهم ، مفتيا" بعدم جواز ذلك وعدم جواز تلبية أمر ولي الأمر بسفك الدماء وقتل الأبرياء وإن حصل فهو قتل متعمد يحاسب علية ويعتبره حراما" لقولة تعالى ( ومن يقتل مؤمنا" متعمدا" فجزاؤه جهنم خالدا" فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا" عظيما") ... وقال عبد الباري للمعتصمين أصمدوا وصابروا وكونوا ثابتين في مطالبكم وكونوا سلميين ولا تتجهوا نحوا التخريب والعنف وظلوا في مكانكم حتى تتحقق مطالبكم ويشهد لكم العالم بأنكم كنتم مظلومون ... ودعي رئيس الجمهورية إلى أن يراجع حساباته وأن يلزم أمنة وجيشة الابتعاد عن هؤلاء المعتصمين سلميا" وأن يوفروا لهم الأمن والأمان ماداموا أصحاب حق وإلا فأنة سيلاقي ربة يوم القيامة ليحاسبه على الدماء والأرواح التي زهقت بسببه ... وأستنكر ما تعرض له المعصمين في ساحة التغيير في معظم المحافظات من قبل الأجهزة الأمنية وبعض البلاطجة وأسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص وإصابة 70 آخرين ، معتبرا" أن هذة الأعمال تتنافى مع قيم الشعب اليمني الذي وصفه الرسول صلى بانه شعب الإيمان والحكمة , مشيرا" إلى أن " هذة الجرائم لا تسقط بالتقادم ولن تسقط الدماء هذة لا في الدنيا ولا في الآخرة ". ووجه رسالة لرئيس الجمهورية بالنظر الى الماضي والعودة الى وقت ترأسه السلطة وحين أتى الى السلطة وحملة الناس على أكتافهم وساهموا في بناء الدولة هؤلاء المعتصمين هم أبنائك أستمع إليهم يا فخامة الرئيس وقدم حكمة للعالم وأثبت لهم أن الإيمان يمان والحكمة يمانية ولا توقع بلدك كما وقعت فيه معظم الدول ودعاة الى التشاور والتحاور مع أصحاب المطالب .... وقال الشيخ / إسماعيل عبد الباري للجماهير الغفيرة لو كانت حالتي الصحية متعافية لكنت معكم في حديقتكم واعتصامكم السلمي وكونوا رموزا" لشخصية الإيمان والحكمة ورموزا" لشخصية الأمم والشعوب ....