قتل 16 عسكريا بينهم عقيد، وأصيب آخرون بجروح في معارك أمس مع مقاتلي القاعدة بالقرب من مدينة زنجبارالجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم، وذلك حسبما أفاد مصدر عسكري. وفي المقابل، قضى مقاتلان من القاعدة على الأقل في هذه المعارك فيما قتل أربعة مدنيين في غارة شنها الطيران اليمني في مكان قريب من موقع المواجهات. وقال المصدر العسكري إن "15 جنديا وعقيدا قتلوا في المعارك" التي تخوضها قوات اللواء الميكانيكي 25 مع عناصر القاعدة في محيط ملعب الوحدة الذي يبعد سبعة كيلومترات تقريبا عن المدينة على ساحل محافظة أبين. وكان قد استخدم ضمن فعاليات كأس دول الخليج لكرة القدم في تشرين الثاني(نوفمبر) 2010. وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى مقتل العقيد فقط. وعرف المصدر عن العقيد الذي قتل باسمه الأول نجم الدين، كما أكد مصدر من السلطة المحلية في أبين سقوط ضابط و15 جنديا في المعارك إضافة إلى عدد من الجرحى. وأفاد شهود عيان في وقت سابق أن اشتباكات عنيفة تدور بالقرب من ملعب الوحدة بين عناصر القاعدة وقوات اللواء الميكانيكي 25 الذي يخوض معارك ضارية منذ شهر مع التنظيم. واللواء 25 محاصر في زنجبار منذ أن سيطر مقاتلو التنظيم على المدينة في 29 أيار(مايو). وكذلك قتل أربعة مدنيين، وأصيب 12 آخرون بجروح في قصف جوي أصاب مركبات مدنية بالقرب من موقع الاشتباكات شرقي مدينة زنجبار حسبما أفادت مصادر طبية في وقت سابق. وأكد شهود أن المركبات كانت تسير باتجاه عدن، كبرى مدن الجنوب، عندما اضطرت للتجمع بالقرب من ملعب الوحدة تجنبا للاشتباكات التي كانت تدور بين الجيش وعناصر تنظيم القاعدة، فاستهدفها الطيران في هذا المكان. وذكرت مصادر طبية في مستشفى النقيب ومستشفى الوالي أن الغارة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 12 آخرين. وكذلك أكد مصدر طبي من مستشفى الرازي في مدينة جعار القريبة والتي تسيطر القاعدة على أجزاء كبيرة منها، أن الاشتباكات بالقرب من ملعب الوحدة أسفرت عن مقتل عنصرين من القاعدة. كما ذكر المصدر أن المستشفى استقبل أيضا سبعة جرحى من عناصر التنظيم. وفي سياق متصل، أكد شهود عيان أن الطيران اليمني أغار على منطقة الشيخ عبد الله الساحلية شرق زنجبار مستهدفة مواقع يتحصن فيه مقاتلون من القاعدة. وعلى صعيد آخر، قتل عقيد آخر في الجيش اليمني ليل الثلاثاء/ الأربعاء في حي المنصورة في عدن، كبرى مدن جنوباليمن، وذلك في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته حسبما أعلن مسؤول في الشرطة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن العقيد خالد الحبيشي الذي يقود كتيبة في اللواء 31 "لقي حتفه إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته من قبل مجهولين". وأفاد المصدر أن "جسد الحبيشي تطاير أشلاء من شدة الانفجار" فيما نشب حريق في منزل قريب من موقع الانفجار، حسبما ذكر شهود عيان. وهي ثاني عملية اغتيال تطول ضباطا في الجيش في عدن بهذه الطريقة. وفي 13 حزيران(يونيو) قتل عقيد آخر في الجيش في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته. وأسفرت المعارك بين قوات الجيش والقاعدة عن نحو120 قتيلا في صفوف العسكريين بحسب مصادر عسكرية مختلفة، بينما تقدر أعداد قتلى القاعدة بالعشرات أيضا. وتتعاظم المخاوف أيضا من توسع انتشار مقاتلي القاعدة باتجاه عدن في خضم التأزم السياسي الكبير الذي يشهده اليمن مع غياب الرئيس علي عبدالله صالح واستمرار الانتفاضة المطالبة بإسقاط النظام. وكانت القوات اليمنية قد أعلنت الإثنين أنها أحبطت هجمات كانت القاعدة تنوي تنفيذها في عدن، كما ألقت القبض على ستة "من أخطر عناصر" التنظيم. على صعيد آخر، قدرت وزارة الصناعة والتجارة اليمنية حجم الخسائر الاقتصادية التي لحقت باليمن منذ بدء الأزمة السياسية بنحو 12 مليار دولار. أوضحت ذلك صحيفة الوحدة الحكومية اليمنية الأسبوعية في عددها أمس، نقلا عن مصادر رسمية، مشيرة إلى تراجع شمل مجمل الأنشطة الاقتصادية في البلاد بسبب الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد، أبرزها تراجع القطاع المصرفي بما نسبته بين 40 إلى 50 في المائة وفي تحويلات المغتربين، وانخفاض سعر العملة الوطنية الريال مقابل العملات الأجنبية إلى أدنى معدل لها، فقد معها 20 في المائة من قيمته..إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بنسب تراوح بين ال25 و 30 في المائة، وتسجيل أسعار المشتقات النفطية ارتفاعا غير مسبوق تجاوز ال300 في المائة. وأفادت تراجع الاحتياطات الخارجية من العملات الصعبة إلى ثلاثة مليارات دولار مع نهاية نيسان (أبريل) الماضي من العام الجاري، بعد أن كان 5,9 مليار دولار مع نهاية عام 2010م.. في حين قدرت خسائر القطاع السياحي اليمني بأكثر من 100 مليون دولار.