غادر مبعوث الأممالمتحدةاليمن لإطلاع مجلس الأمن على نتائج جهود لم تكن مثمرة فيما يبدو لتسوية الأزمة في الدولة التي يطالب فيها محتجون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وقضى المبعوث جمال بن عمر أسبوعين في اليمن محاولا التوصل إلى اتفاق لكنه غادر البلاد دون أن يعلن عن تحقيق أي تقدم كبير بعد وساطة استمرت أياما بين الحكومة والمعارضة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية ''سبأ'' عن ابن عمر قوله قبل مغادرة اليمن ''لصبر اليمنيين حدود وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي''.
وتأمل الدول الغربية في تكثيف الضغوط على الرئيس اليمني كي يتنحي من خلال مشروع قرار لمجلس الأمن يحث اليمن على الالتزام بالمبادرة الخليجية لتسوية الأزمة.
وكان دبلوماسيون في الأممالمتحدة قالوا إن مشروع القرار قد يطرح على وجه السرعة بعد أن يطلع ابن عمر المجلس على التطورات إذا كانت مفاوضاته في صنعاء قد وصلت إلى طريق مسدود فيما يبدو.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ''نعكف الآن على مضمون مشروع قرار''.
وأضاف أنه ليس من المتوقع أن تعترض الصينوروسيا على مشروع القرار. والصينوروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن ولهما حق النقض ''الفيتو''.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن سياسة باريس تتمثل في ضمان أن يواصل مجلس الأمن مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ قرار ''إذا تصاعدت حدة العنف في اليمن''.
وقال فاليرو ''العنف يجب أن يتوقف''. وأضاف ''يتعين على الرئيس صالح أن ينهض بمسؤولياته والبدء دون تأخير في نقل السلطة من أجل مصلحة الشعب اليمني''. وحث جميع الأطراف في اليمن على الموافقة على خطة نقل السلطة.
وأصابت الاحتجاجات ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاما اليمن بالشلل مما أدى إلى أضعاف سيطرة الحكومة على قطاعات من البلاد وإثارة المخاوف من أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاضطرابات لتوسيع نطاق نفوذه في المنطقة.
وطلب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم من ابن عمر تمديد زيارته لمناقشة نسخة معدلة من المبادرة الخليجية لنقل السلطة.
لكن أشخاصا حضروا الاجتماع قالوا أن العرض الذي قدمه الحزب لابن عمر لم يتضمن صراحة نقل السلطة من صالح إلى نائبه وهو أمر تعتبره المعارضة شرطا مسبقا، بعد ان تراجع صالح ثلاث مرات عن توقيع المبادرة.
وتقول المعارضة إن الحكومة تعطل المفاوضات الآن بعد أن عاد صالح من السعودية حيث كان يعالج من إصابته في محاولة اغتيال في حزيران (يونيو).
وأصدر مجلس الأمن بيانا بشأن اليمن في أواخر حزيران (يونيو) عبر عن ''بالغ القلق'' بخصوص الوضع هناك ورحب ''بجهود الوساطة المستمرة التي يقوم بها مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الشركاء على الوصول إلى اتفاق بشأن سبل التقدم إلى الأمام.
وقال دبلوماسيون غربيون إن البيان جاء بعد خلاف بشأن اليمن دام شهورا بسبب اعتراض روسياوالصين على ما تعتبرانه تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة.
واستمرارا للقتال ضد المتشددين المرتبطين بالقاعدة في الجنوب قال: مسؤولون محليون إن غارة جوية قتلت ثلاثة متشددين كما لقي أربعة مقاتلين إسلاميين حتفهم في تبادل لإطلاق النار مع رجال قبائل موالين للحكومة اليوم الإثنين.
ومثل المتشددون تحديا متزايدا لسلطة الحكومة بالسيطرة على عدة مناطق في محافظة أبين في أيار (مايو) لكن الجيش شن هجوما قبل شهرين لاستعادة السيطرة على تلك المناطق. وفر عشرات الآلاف بسبب أعمال العنف.