تزداد حدة الخلاف يوما بعد يوم بين نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والرئيس علي عبدالله صالح، فحين يؤكد الأول على أن المبادرة الخليجية تحقق نجاحات مستمرة ينفي الآخر هذا الطرح. وفيما دعا صالح في خطابه السبت الماضي لوضع حد للفوضى السائدة التي تنمو وتتطور يوماً بعد آخر في بعض الوزارات والمؤسسات حتى وصلت إلى بعض الدوائر في القوات المسلحة والوحدات وأيضاً الأجهزة الأمنية، قال النائب في خطاب بنفس الفعالية: «نحن الآن في وضع أفضل من الوضع الذي كان قبل شهر بغض النظر عن أي شيء، أهم حاجة أنه تم وقف إطلاق النار وبدأنا نتقبل الحوار فيما بيننا وتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، أدت اليمين الدستورية وبدأ ائتلاف في الرأس القيادي». واعتبر صالح أن ما يحدث في المؤسسات الحكومية توجه لخلق فوضى عارمة في المحافظات، وقال مخاطبا المؤتمريين: «نحن في حقيقة الأمر لن نقحم الشرطة أو النجدة أو الأمن المركزي أو القوات المسلحة في مثل هذه الحالات، فالمؤتمر يتحمل مسئولياته في كل المحافظات ويحافظ على الأمن ويتصدى لكل الفوضى والغوغائية، وإلا لابد من بحث طرق أخرى». أما النائب فأكد على أن ما يجري الآن في المؤسسات هو ردود أفعال وتقليد.. ونحن بلغنا السفراء وبلغنا أحزاب اللقاء المشترك أن اليمن هو مبني على هذه المؤسسات.. وهي مؤسسات دولة». وفيما يبدو على أنه تهديد بالتنصل عن المبادرة الخليجية قال صالح: «يا إما ونفذنا المبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة مع آليتها التنفيذية، وإما بحثنا عن خيارات أخرى وهم يبحثون عن خيارات أخرى». وكرر في خطابه كلمة «بحثنا عن خيارات أخرى» و»ما يركبش» محرضا المسئولين ضد حكومة الوفاق الوطني الذين قال إنهم «ينخرون في الوزارات ويقيلون المسئولين ويطردونهم من مكاتبهم ومن مؤسساتهم»، كما حرض المؤتمريين على المبادرة: «يا تنظيم ونشتغل، يا يجتثوكم كما اجتثوا حزب البعث في العراق، مع سلامة الله.. سيروا واحد ينتمي للناصري وواحد لحركة الإخوان المسلمين». واستطرد: «يا تحملتوا مسئوليتكم أنتم، يا بحثنا عن حلول أخرى ونحن قادرون على الحلول وعندنا خيارات متعددة». إلى ذلك كشفت تقارير إعلامية أن الرئيس علي عبد الله صالح يسعى لتجنيد 12 ألف شخص من قبيلته للانقلاب على المبادرة الخليجية. ونقل موقع «يمن نيشن» المستقل عن مصدر قوله «إن علي صالح أقر خلال اجتماع مع مقربيه تجنيد 12 ألف شخص بالحرس الجمهوري من قرى بني بهلول وبلاد الروس من مديرية سنحان التي ينتمي إليها، وتجهيزهم لاسترداد مؤسسات الدولة التي خرجت عن سيطرة أعوان الرئيس ونظامه». وكان خطاب النائب توفيقي حيث أكد أن أهم ما في هذا العمل هو النية عندما تكون النية صادقة لإخراج البلد لأننا عندما وقعنا على المبادرة الخليجية كانت عندنا النية لإخراج البلد من الوضع الذي هو فيه فإذا كان طرف لديه النية والجاهزية لهذا الحدث والطرف الآخر متربص وكله مناورات، هذا لن يصل إلى شيء. وشدد النائب على التركيز على مؤسسات الدولة والتي هي بحاجة إلى تعاون الطرفين لكي نحافظ عليها.. وقال إن المشترك يقولون أنهم ضد هذا العمل. وأشار إلى الاتفاق على تشكيل لجان في المحافظات من المؤتمر والمشترك وكل محافظة تتحمل مسئولية ما يحدث فيها بمنع أي حادث تغيير أو أي عمل تخريبي في مؤسسة من مؤسسات الدولة في هذا الظرف. وقال: «نحن لا نتمنى السيناريو الذي حدث في ليبيا ولا نتمنى السيناريو الذي حدث في تونس ولا الذي في مصر ولا الذي يدور في سوريا». وأقر اجتماع صالح بمقربيه إفشال ما أسموه بمخطط إسقاط القيادات وإعادة الأمور إلى نصابها، والتصدي بقوة للاحتجاجات المنظمة التي شملت معسكرات ومقرات أمنية وحكومية مهمة». وكانت مصادر كشفت للأهالي الأسبوع الماضي أن علي صالح وجه أتباعه وبقايا نظامه بطباعة ملايين من القناعات المرسوم عليها صوره في إحدى المطابع على طريق وادي ظهر بصنعاء. وأشارت المصادر إلى أن طباعة تلك الصور تأتي استعداداً للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 21 نوفمبر القادم، وذلك بهدف توزيعها وإثارة الفوضى والقيام بأعمال بلطجة ونهب وسلب.