معارك ليست ضرورية الآن    المحويت تشهد 95 مسيرة جماهيرية رفضًا للإساءات للقرآن ودعمًا لفلسطين    بوتين يؤكد استعداد موسكو للحوار ويشيد بتقدم قواته في أوكرانيا    أمطار شتوية غزيرة على الحديدة    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    تقرير حقوقي يوثق ارتكاب عناصر الانتقالي 312 حالة اعتقال وإخفاء قسري بحضرموت خلال اسبوعين    الأرصاد تتوقع أمطارًا متفرقة على المرتفعات والهضاب والسواحل، وطقسًا باردًا إلى بارد نسبيًا    أبناء سقطرى يؤدون صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام المفتوح تحت شعار "الثبات والتمكين"    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    تشييع رسمي وشعبي بمأرب لشهداء الواجب بالمنطقة العسكرية الأولى    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    الأوبئة تتفشى في غزة مع منع دخول الأدوية والشتاء القارس    "أسطوانة الغاز" مهمة شاقة تضاعف معاناة المواطنين في عدن    قوة أمنية وعسكرية تمنع المعتصمين من أداء صلاة الجمعة في ساحة العدالة بتعز    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    أمين عام الأمم المتحدة تؤكد: قضية شعب الجنوب مفتاح السلام المستدام في اليمن    الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة    الإصلاح يصفي أبناء تعز: استقالات تتحول إلى حكم إعدام بسبب رغبتهم الانضمام لطارق صالح    أزمة خانقة في مخابز عدن.. المواطن يعاني والانتقالي يبيع الأوهام    خبير دولي: على الانتقالي التركيز على الإعلام الخارجي بالإنجليزية لبناء التفهم الدولي لقضية الجنوب    الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ    كأس ملك اسبانيا: تأهل اتلتيك بلباو وبيتيس لدور ال16    الحرية للأستاذ أحمد النونو..    السبت .. انطلاق سباق الدراجات الهوائية لمسافة 62 كم بصنعاء    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    صحيفة أمريكية: خطاب ترامب الأخير .. الأمور ليست على ما يرام!    التكتل الوطني للأحزاب: استهداف مقر الإصلاح محاولة لجر تعز إلى الفوضى    القرفة في الشتاء: فوائد صحية متعددة وتعزيز المناعة    الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية البيانات الإحصائية في بناء الدولة وصناعة القرار    تجار تعز يشكون ربط ضريبة المبيعات بفوارق أسعار الصرف والغرفة التجارية تدعو لتطبيق القانون    إقامة ثلاثة مخيمات طبية خيرية مجانية في الحديدة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي الثامن للمركز العسكري للقلب    انفجار حزام ناسف لأحد المجاهدين لحظة خروجه من مقر الإصلاح في تعز    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويلات مالية    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    الأرصاد: طقس بارد إلى بارد نسبيًا على المرتفعات    المحافظ لملس يعزّي الصحفي صلاح السقلدي في وفاة والدته    نادية الكوكباني تفوز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية للعام 2025    سان جيرمان يتوج بكأس القارات للأندية لأول مرة في تاريخه    طائرة شحن إماراتية محمّلة بالسلاح تصل مطار الريان بحضرموت    أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    من بينها اليمن.. واشنطن توسع حظر السفر على مواطني دول إفريقية وآسيوية    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    أيها المؤرخ العلم: ما نسيناك !    الرئيس المشاط يعزّي الشيخ عبدالله الرزامي في وفاة أخته    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    تفقد سير أعمال الترميم في جامع الجند التاريخي    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    صباح المسيح الدجال:    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا ظهر البرلمان في جلسة أمس
نشر في صوت الحرية يوم 25 - 03 - 2012

استغرب عدد من النواب يوم امس على ما أسموه ب«الإصرار المريب» لدى بعض اعضاء المؤتمر لأجل تشكيل لجنة تقصي حقائق بشان ما جرى بين شباب المشترك وشباب الصمود في ساحة التغيير، الاثنين الفائت.

وطالب نواب مؤيدون لثورة الشباب، بتشكيل لجان للتحقيق في كل الوقائع والأحداث التي ارتكبت بحق الشباب السلميين منذ فبراير العام الماضي وحتى الان ، وليس فقط لأجل هذه المشكلة "الداخلية بين شباب الثورة لوحدها".

ورد النائب الاصلاحي صادق البعداني على سلطان البركاني ، الذي ابدا حماسا قويا لفكرة ارسال لجنة تقصي حقائق ما حدث بين شباب الصمود وشباب المشترك ، قائلا :« ...وانا اطالب بتشكيل لجنة برلمانية محايدة للتحقيق في جريمة إحراق ساحة الحرية في مدينة تعز وكشف اسماء المتورطين والمخططين لتلك المحرقة الرهيبة ، وكذلك للتحقيق في جريمة جمعة الكرامة وغيرها».

هذا الطلب استفز الشيخ سلطان البركاني، الذي نهض يطلب الرد بإصرار ، وقال :« أقول للأخ صادق نحن مفوضين هذه اللجنة لأن تحقق في واقعة ساحة الحرية في تعز وما حصل في جمعة الكرامة ، بدلا من الزيف والكذب».

وكان النائب علي العنسي ، أثار هذا الموضوع في بداية الجلسة ، قائلا :«إنني استغرب لماذا كل هذه الحماس والسرعة والإصرار لإرسال لجنة تقصي حقائق حول مضرابة وقعت بين شباب ثائرون ، حصدت بنادق القناصة وقذائف ال الاربيجي ارواح المئات منهم طوال سنة كاملة ولم تصدروا حتى بيان ادانة واحد ، ولكن نجدكم اليوم متحمسين بشكل مريب تجاه مضرابة وقعت بين هؤلاء الشباب بينهم البين».

النائب المؤتمري سنان العجي ، رد على العنسي قائلا:« مجلس النواب يمثل الشعب ومن حقه ان يشكل لجان تقصي حقائق تجاه أي حادثة الا اذا كنتم تعتقدوا ان ساحة التغيير مستثناه وخارج اراضي الجمهورية اليمنية ، وهناك دولة اخرى وبرلمان آخر ، فهذا شيء آخر». وزكى الشيخ محمد ناجي الشايف هذا الكلام الذي طرحه العجي .

النائب المستقيل من كتلة المؤتمر الشيخ محمد مقبل الحميري ، صار معارضا شرسا لتوجهات حزبه القديم : المؤتمر .. وقد نهض امس ، كما نهض مرتين الاسبوع الماضي ليرد على رئيس كتلة المؤتمر الشيخ سلطان البركاني ، واستغرب الحميري ، وهو نائب عن إحدى دوائر محافظة تعز ، استغرب ما أسماها «الصحوة المتأخرة لسلطان البركاني وسنان العجي لتشكيل لجان تقصي حقائق رحمة بالشباب اليمني الثائر ».. وأضاف الحميري ، الذي خاض الاسبوع الفائت مشاتمة مع نائب بلاد الروس علي القشيبي ، اضاف قائلا :« مطلوب تشكيل لجان وطنية للتحقيق في ما يحصل اليوم في تعز وفي ابين وفي البيضاء وفي مارب وارحب لمعرفة العابثين بامن واستقرار وسلامة هذا البلد ، مطلوب التحقيق في كل حوادث القتل الجماعية التي ارتكبت بحق شباب التغيير ، ومطلوب تشكيل لجان لمزيد من الاستقرار في اليمن وليس لتعميق واذكاء الخلاف بين ابناء الشعب الواحد والواطن الواحد والدين الواحد».

مفردة «الصحوة» ، استفزت الشيخ سنان العجي ، الذي هرع مسرعا الى مقعده يطلب الرد وكان غاضبا .. سنان العجي وصف محمد الحميري بأنه متذبذب «ومنافق وكل يوم يعيش في طقس جديد ويصحو على رأي جديد ، وليس له مبدأ ». مضيفا وقد زاد غضبه :«انا اعرف محمد الحميري من ايام الغربة زمان ، هو شخص لا يصحوا ، واذا صحى نافق وتذبذب ، أما انا فأنا صاحي واتحدا ابو أي واحد في هذه القاعة يشكك في وطنيتي أو مواقفي أو يزايد أو يقول أني مش صاحي ..».

وقد احتجت القاعة وكان نواب المشترك وبعض المؤتمر يدقون بقوة على الألواح الخشبية ، الأمر الذي حدا برئيس المجلس ان يطلب من سنان العجي ان « يقوم يسحبها ، اسحب كلمتك ، وانت يا محمد الحميري قم اسحب الصحوة ». فضحكت القاعة ونهض كل واحد لسحب كلمته.

المجادلة الطويلة ، حصلت في آخر الجلسة بين الاصلاحي صالح السنباني والمستقيل من المؤتمر عبدالكريم جدبان .. وكان الأخير وزع على القاعة في الصباح بيانا منسوبا للجنة التنظيمية لساحة التغيير بصنعاء ، لكن السنباني انكر أن يكون هذا البيان صادر عن حزب الاصلاح أو يعبر عن وجهة الحزب أو اللجنة التنظيمية «هذا بيان فيه تدليس وكذب وزيف ودجل ، ولا دخل لنا به من قريب ولا من بعيد ، والذي أعده ووزعه شخص مغرض». ، مؤكدا بأن ساحة التغيير لا تخلو من المشاكل بين الشباب ولكن هذه المشاكل يتم احتواءها " ويتم معالجتها من قبل الشباب انفسهم اولا بأول ، وليس هناك اية قلق ولا مخاوف من أحد على أحد".

وخاطب السنباني ، اعضاء المؤتمر المتحمسين لإرسال لجنة لتقصي حقائق واقعة بين شباب الساحة قائلا :" أرفعوا ايديكم فقط والأمور ستسكن وستهدأ وستسير الأوضاع في البلاد على ما يرام ، مطلوب منكم فقط أن ترفعوا ايديكم". لكن عبدالكريم جدبان كان يغلي كالمرجل ، خصوصا بعد أن جاءه أحد اعضاء المؤتمر البارزين ، وهمس في أذنه :«قم رد ، قم رد». ثم عاد هذا النائب الى مقعده وهو يضحك ويغمز بعينه لزميله نبيل باشا ، اللذان قعدا يتابعان وقائع المساجلة بين السنباني وجدبان.

عبدالكريم جدبان يرد على صالح السنباني ، ويسأله بصوت عال :« من هم الثوار الحقيقيون؟! اليسوا الحوثيون والحراك الجنوبي هم الثوار ، أم الاصلاح الذي يضع رجلا في السلطة ورجلا في المعارضة». وواصل جدبان ، وهو نائب معروف عن مديرية رازح – صعدة ، واصل تدفقه على المشترك ومتهما الاصلاح بالذات بأنه لم يقم بأي ثورة وانما قام بها شباب الصمود وشباب الحراك «الذين أحرقت 9 من خيامهم وزج بالعشرات منهم في السجون». ومشددا على ضرورة ان تباشر اللجنة عملها «وأن تأتي بتقرير حسب القانون والدستور وحسب النظام المعمول به في هذا المجلس». وتساءل ردا على صالح السنباني :«من الذي يثير الطائفية والمناطقية في البلاد اليوم؟».

انتهى جدبان من مداخلته ، واعطي رئيس المجلس الكلمة لصالح السنباني ان يرد عليه ، وكان نواب في المؤتمر وفي المشترك يضحكون ويتابعون تبادل الاتهامات بين السنباني وجدبان. واتهم السنباني عبدالكريم جدبان بتوزيع البيان وبكتابة هذا البيان ، لكن جدبان ثار غاضبا ورفع نقطة نظام ، فأعطاه الراعي حق التعقيب ، وحينها غادر جعبل طعيمان القاعة وهو ينظر الى الراعي ويقول :«الله لا ابراك ولا سامحك ، الله لابراك ولا سامحك». فرد عليه الراعي والضحك يخنقه :«ياخي من حقه ان يرد». وقال عبدالكريم جدبان :«أنا لم اكتب هذا البيان ولم آتي به من عندي هذا البيان نشرته عدد من المواقع وأنا اخذته من موقع عدن اليوم المحسوب على الجماعة وشكرا» ، ثم جلس مرتاحا. وأثناء مداخلة عبدالكريم جدبان المنفعلة مر سلطان البركان قائلا له بصوت مرفوع ، قائلا له بنص ضحكة ، وهو واقف :«يا عبدالكريم يا عبدالكريم ارجع عندنا واحنا شنحميك ، مالك ، ارجع المؤتمر بس ولا يهمك».

تحدث النائب المعروف علي المعمري ، بعد جدبان مباشرة ، وقال :«ان أي عمل عنيف أو إجباري مهما كان مصدره ومن يقف وراه يجب ان يدان ، فما حصل في الساحة مدان ، وما يمارسه الحوثي بحق القوى السياسية في صعدة مدان ايضا». وقال مخاطبا جدبان :« أنا اسأل الزميل جدبان أنا اطلب من الحوثيين ان يسمحوا للآخرين بأن يمارسوا عملا ونشاطا سياسيا في صعدة». وطالب المعمري بتشكيل لجان تقصي حقائق في كل الوقائع العنيفة والاجرامية بما فيها «جريمة جمعة النهدين ، وجريمة جمعة الكرامة ، وجريمة احراق ساحة الحرية بتعز ، وجرائم الجمع الدامية في عدن ، وجريمة وادي دوفس وغيرها من الجرائم ، يجب على مجلس النواب ان يتحمل مسؤليته بأمانة ووطنية تجاه كل الحوادث العنيفة».. المعمري ، وهو نائب استقال ايضا من المؤتمر الشعبي العام بعيد جمعة الكرامة ، أشاد امس بإدارة يحيى الراعي للجلسات في هذه الفترة ، وقال :«بصراحة الاخ يحيى الراعي يدير الجلسات اليوم بروح توافقية وانا اشكره واحييه على هذه الروح».

الدكتور علي محمد المخلافي ، النائب المؤتمري الذي رشح ليكون عضوا في لجنة تقصي الحقائق بشان حادثة الاثنين الفائت في ساحة التغيير بصنعاء ، اعتذر عن الاشتراك في اللجنة. وقال من على المنبر مخاطبا القاعة :«يا جماعة امام البلد قضايا كبرى ، البلد يمر بمرحلة خطيرة واستثنائة تستدعي مننا جميعا ان نشارك في رسم ملامح مستقبلها ومستقبل وطننا ، وليس مهمتنا إذا تضارب اثنين شباب ان نرسل لجان ونرسل مفارعين ، انا أرى ان يترفع المجلس عن هذه المناكفات والأساليب الكيدية». متسائلا :« بالله عليكم كيف يقول الناس وماذا يقولون عندما يشاهدوكم بالتلفزيون ويسمعون مثل هذه المناكفات ، والله انهم يزيدوا سخرية بكم وضحك عليكم ، وانا اعتذر بصراحة عن المشاركة في مثل هذه اللجان».

ليس لدى مجلس النواب ما يعمله ، ويعقد البرلمان جلساته ، هذه الأيام ، لغرض الكلام والمكايدة فقط.
ورغم ان يحيى الراعي يحاول جاهد ان يتصرف ويدير الجلسة ، شكليا ، بروح الوفاق ، إلا ان رئيس البرلمان ، يخضع لرغبة صقور المؤتمر الشعبي العام في النهاية. فقد رفض الإستماع الى البيان المالي لمشاريع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2012. وهذا إجراء لم يسبق وتصرف به البرلمان مع اية حكومة سابقة .

ويشترط نواب في حزب المؤتمر ان تاتي الحكومة اولا بتقرير مفصل يجيب على السؤال التالي لبعض الأعضاء : ما الذي انجزته الحكومة من توصيات المجلس حتى الآن !؟

لا تزال الموازنة العامة للدولة ، هذا العام ، متعثرة في الدور الأول القديم لمبنى مجلس النواب ، وافتتح يحيى الراعي جلسات هذه الفترة ، قبل اسبوع ، بدون جدول أعمال لأول مرة ، ما يعني ان الموازنة العامة للدولة ، المتأخرة نصف عام ، ليست على جدول أعمال مجلس النواب بالمرة ولا ضمن اهتماماته شأن أي برلمان .. وقال عضو اللجنة العامة في المؤتمر الشيخ محمد ناجي الشايف بأنه شخصيا «سوف يسحب الثقة عن الحكومة اذا جاءت الى المجلس». اما النائب البارز في كتلة المشترك علي العنسي ، فقال مستغربا :«هذا أول برلمان في العالم يعلن رفضه مناقشة الموازنة العامة للدولة». وخاطب الراعي قائلا :« أنا سبق وقلت لك اننا بحاجة لهيئة رئاسة جديدة لمجلس النواب ، ووسبق وقلت لك اننا لن نناقش الا بعد انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس ، نريد جدول اعمال واضح ، ونريد برلمان توافقي وإدارة برلمانية توافقية كي نعزز روح الوفاق ونستطيع ان ندعم حكومة الوفاق وتوجهات المرحلة».

وابدى نواب المشترك ، وبعض معتدلي المؤتمر ، استياء شديدا ، لعدم إدراج بند الموازنة العامة في جدول الأعمال ، وتساءل عبدالكريم شيبان :«هل يعقل اننا نسير في الشهر الرابع من العام المالي الجديد بدون موازنة ، وهل يجوز ان يتصرف مجلس النواب بهذه الروح البطيئة المستخفة بهذا الموضوع !». وطالب شيبان بسرعة البت في موضوع الموازنة «ومناقشتها على وجه السرعة واقرارها ، وعلى الجميع ان يتذكر أننا في مرحلة انتقالية توافقية». وعقب عليه رئيس كتلة المؤتمر قائلا :«سبحان مغير الأحوال ، كان الاخوة في الاصلاح ينظرون الى الموازنة بسخف وبزهد وينسحبون يوم اقرارها واليوم يضطلعون بواجب الدعوة لإقرارها ، ونحن نشجعهم على هذا التوجه ، ونقول لهم اين هي الموازنة ؟ اين هي الحكومة؟». وطلب البركاني من الاصلاح ان «لا يستعدوا المؤتمر ولا الحراك ولا الاحزاب الاخرى ولا الحوثيين ولا الشباب المستقلين ، وعليهم ان يدركوا انها حكومة وفاق وطني وان لا يتحمسوا بمفردهم لأن المؤتمر موجود بنسبة 50% في هذه الحكومة».

وطالب احمد الكحلاني (مؤتمر) نواب المشترك بأن يلزموا الهدوء ، وأن يطالبوا الحكومة اولا برفع المتارس وإحلال السكينة والأمن في عواصم المدن وفي الطرقات :" السيارات في صنعاء محملة بالبوازيك ، اليس هذا من اولويات الحكومة؟" . وبشأن تشكيل لجنة بخصوص شباب ساحة التغيير ، قال الكحلاني :" أنا أوافق الاخر زيد الشامي من ان أي قضة عامة فمن حق مجلس النواب ان يشكل لها لجان ، وهؤلاء هم شباب يمنيون وما حصل هو كان بين عدة أطراف واشتركوا فيها عدة أطراف وليسوا طرفا معينا".

من ناحيته ، رئيس كتلة الاصلاح زيد الشامي ، طلب من نواب المشترك أن لا يتحمسوا وأن لا يقلقوا إزاء أية اشكاليات " كل شيء سيتم بالتوافق وكل القرارات لن يستطيع أن يتخذها المجلس لن تكون إلا بالتوافق ، واللجان التي سترسل الى الساحات ستذهب لتحاور الشباب وتأخذ رأيهم إزاء مختلف القضايا الوطنية ومن أجل الحوار الوطني واشراك الشباب اليمني في صناعة القرار ولمعرفة ماهي أولوية الشباب ومشاكلهم وقضاياهم الملحة وليس لأغراض أخرى". وأكد الشامي على ان التوافق " يجب أن يكون هو السمة والميزة الأساسية لهذه المرحلة من عمر اليمنيين ، لا داعي للتشنج من احد ضد احد وليس الغرض ان نرفع جهة ضد جهة او نحرض طرف ضد طرف ، كل شيء سيسير في المجرى الرئيسي التوافقي الذي اتفق عليه الناس وشهد وأجمع عليه العالم من اقصاه الى اقصاه ". مبينا :" الذي يؤخرنا ويؤخر العمل حتى الآن ربما هو سوء التفاهمات ، لكن في الخير ليس أمامنا الا ان نحقق هذا ، والموازنة سوف تناقش وسوف تقر ولن يكون الا خير". وردا على سلطان البركاني بشأن رفض الاصلاح للموازنات السابقة ، قال الشامي :" صحيح كنا نرفض وكنا نعترض وهذا كان من حقنا ، وكنتم اغلبية وكنا أقلية ، لكن اليوم نحن جميعا كتلة وفاق ، فليس امامنا وامامكم الا التوافق".

وتساءل رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني :" أين هي الحكومة حتى تتقدم من تلقاء نفسها الى المجلس ، لكن يبدو ان الحكومة حتى هذه اللحظة تجهل كيف تتصرف مع الميزانية العامة للدولة ".

ولم يجيب احد على هذا السؤال ، رغم ان الحكومة ارسلت الاسبوع الفائت الى البرلمان مشاريع الموازنة على ظهر 3 بوابير ، والأربعاء الماضي استمع النواب الى مذكرة مرسلة من رئيس الحكومة بشأن تحديد جلسة لأجل ذلك.
يضغط نواب المشترك لأجل البت في أمر الموازنة في أسرع وقت . ويضغط نواب في المؤتمر باتجاه حضور الحكومة أولا على استفسارات بعض النواب حول عدد من الاختلالات الأمنية ومن ذلك لتقديم تقرير عن انجازاتها لتوصيات مجلس النواب.

جدول الاعمال الحقيقي للبرلمان ، هذه الايام ، هو : الكلام فقط . ويستطيع النائب عبدالكريم جدبان هذه الفترة ان يتحدث متى يريد ، وهو النائب الأكثر حرمانا من الكلام داخل القاعة طيلة السنوات الماضية. وعندما طالب الأسبوع الماضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول ما حدث لشباب الصمود في ساحة التغيير ، استجاب الراعي لهذا الطلب في الحال وشكل لجنة مباشرة واقترح 5 اسماء للقيام بهذه المهمة. وفي الجلسة ذاتها طالب النائب الاصلاحي الشيخ احمد هادي الشقذة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول حوادث التقطع على طريق صنعاءالحديدة ، لكن هذا الطلب ، لم يلق استجابة استجابة ، وقال له يحيى الراعي : «انا شاتواصل مع وزير الداخلية والدفاع ونشوف ما هو السبب» .

والسبت الماضي طالب نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي اعضاء البرلمان بالإضطلاع بواجبهم الوطني والإنساني تجاه ابين وان يتخذوا قرارات قوية ، لأن ما يحصل هناك أمر غير طبيعي ويتسبب في مزيد من المآسي ، لكن هذا الطلب ، الهام ، ايضا لم يلق اهتمام من هيئة الرئاسة حتى الان ، رغم ان القاعة تذكر به كل يوم .

نواب المؤتمر لا يظهرون اية حماسة تجاه الموازنة ، لكن يدفع قياداتهم البرلمانية بقوة ، لأجل ان تباشر اللجنة الخاصة عملها للتحقيق في حادثة ، الاثنين الفائت، بين شباب الحوثي وشباب المشترك ، وقد وافق بعض نواب الاصلاح على هذه اللجنة ، لكن في اليوم التالي (امس) جاءوا معترضين ويتملكهم احساس بالخديعة. ويضغط نواب المشترك وشركائهم المؤيدين للثورة الذين استقالوا من المؤتمر ، لتشكيل لجان للتحقيق في كل الجرائم والحوادث التي ارتكبت طيلة الاشهر الماضية..

النائب عبدالقادر الدعيس (مستقيل من المؤتمر) ، ذكر يحيى الراعي يوم جاءت الحكومة عندما تعهد لها بدعم البرلمان قائلا :«داعمين، داعمين، داعمين للحكومة ثلاث مرات». وتساءل الدعيس :«ما هو السر لتأخير الحكومة كل هذه الفترة لماذا المماطلة ، ام هو كما قال أخوة يوسف : اطرحوه أرضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين». فرد عليه الراعي :«انا سأقولها رسميا يحيى الراعي قالها وماهوش من ذي يرجعوا الخلف أبدا انا قلتها وأنا مسوؤل عن كلمتي ووراء كلمتي، انا هكذا من يوم خلقني الله ، ما ارجعش الخلف أبدا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.