ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي الجنوبي صالح عبيد أحمد :هناك فرصة تاريخية لحل القضية الجنوبية كمفتاح لاستقرار اليمن
نشر في صوت الحرية يوم 13 - 09 - 2012

العميد ركن/ صالح عبيد أحمد- نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الأسبق .. واحد من أبرز القيادات الجنوبية التي نزحت إلى خارج الوطن إثر حرب صيف 94م.. وما يزال في الخارج, قيادي يحمل في جعبته الكثير من المعلومات والأسرار حول قضايا الوطن سابقاً وحاضراً.

ظل متابعا كل الأحداث الدائرة في الوطن عن قرب ولم يتوقف عن طرح القضية الجنوبية في كل المحافل الخارجية .. "الأمناء" التقت به واليكم حصيلة الحوار :

حواره / فراس اليافعي

-الآن وبعد رحيل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كيف تجدون الوضع القائم شمالاً وجنوباً؟

الرئيس السابق ونظامه الفاسد لم يرحل تماماً كما هدفت له ثورة التغيير في الشمال بالرغم من رحيله من رئاسة الدولة .. وعلى أي حال فإن الجميع يتطلع إلى تغيير شامل في منظومة الحكم هناك من خلال ما أسموها بالمرحلة الانتقالية ومحاولة وضع حلول نهائية للأزمات المستفحلة والمعضلات التي تفاقمت إبان حكم النظام الفاسد، وفي هذا الصدد فانه من المفيد التوضيح ؛ أن الوقائع والأحداث والتطورات الراهنة تؤكد بأن هناك أعمال تخريبية منظمه بأشكال مختلفة تهدف إفشال المبادرة الخليجية ونشر الفوضى والاضطرابات وخلط الأوراق في الشمال والجنوب . وفي تقديري ليس هناك من سبيل لمنع هذا النشاط ألتدميري الا بموقف جدي وحازم من جانب الأطراف الراعية للمبادرة الخليجية ليس بتقديم الدعم اللازم للرئيس هادي فحسب بل بالضغط الكافي على كل الأطراف المعنية بالتقيد بتنفيذ كافة البنود مع أيماننا بان تلك المبادرة مثلت حد أدنى فقط من تطلعات الناس كضرورة لتجنب البلاد ويلات الانزلاق إلى مخاطر مخيفه . وبكلمات أخرى فان ما نراه أمامنا هو مشهد بالغ التعقيد وبحاجة إلى مواقف داخليه وخارجية في مستوى تلك التحديات.

ونحن في هذا السياق نؤكد دوماً أن حل القضية الجنوبية وفقا لتطلعات شعبنا في الجنوب يجب أن يمثل الأولوية الملحة وحجر الزاوية باعتبار ذلك مفتاح للاستقرار وبناء مستقبل آمن على صعيد الجنوب والشمال والمنطقة بأسرها. ونأمل من الجميع إدراك هذا الآمر سواء في الداخل الشمالي أم على مستوى دول الإقليم.

- تعددت الشعارات والمصطلحات والسقوف الخاصة بالقضية الجنوبية التي ترفعها فصائل وهيئات الحراك الجنوبي، أين يقف الأستاذ صالح؟

نعم، الشعارات والمصطلحات والمفردات متعددة ، وأدوات النضال السلمي والياته ووسائله متنوعة أيضاً، ولكن القضية الجنوبية واحدة وهدفها الرئيسي واحد ألا وهو إعادة الدولة الجنوبية المخطوفة دولة كاملة السيادة على أرض الجنوب هذا هو سقفنا جميعاً، ولكن السقف الأكثر أهمية اليوم والتحدي الأكبر في تقديري يتمثل بوحدة الصف الجنوبي باعتباره الضمانة الحقيقة للوصول بالقضية الجنوبية إلى غايتها المنشودة.

- يتوقع كثيرون أن تشهد الساحات الجنوبية خلال الأيام القادمة حراكاً سياسياً غير مسبوق، هل لديكم تصور عن ذلك الحراك وماذا يمكن أن تضيفوا له؟

الحراك الجنوبي لم يتوقف لحظه منذ انطلاقه قبل سنوات بل اتسع أفقياً ورأسياً وأصبح معروف على الساحات الإقليمية والدولية كحامل سياسي للقضية الجنوبية.

والحراك الجنوبي أصبح عنواناً لحياة الناس في الجنوب كثورة شعبيه متواصلة تهدف لاستعادة الحقوق كاملة وأولها كرامة الجنوبيين وسيادتهم على أرضهم .

طبعاً هناك اجتهادات مختلفة ووسائل متعددة اعتمدتها القيادات هنا وهناك كسبل للعمل الواعي لكنها في الأول والأخير تصب في ذات الهدف الواحد الذي تبنته الجماهير منذ خروجها للشارع وقدمت من اجل ذلك ولا زالت خيرة أبناءها .

إذن الحراك هو ثورة متواصلة لم يهمد لهيبها بالرغم من تقلب الظروف ونتوقع كلما تقدم الوقت أن يتسع الحراك ويأخذ أشكال سلمية أكثر فاعليه وينضج بشكل أكثر ويجمع بين العمل الجماهيري الميداني والسياسي والثقافي وتنجذب إليه كثير من النخب الجنوبية بمختلف مهنها ومواقعها، وهناك ألان تفاعل نوعي بين مختلف الشرائح الاجتماعية بفئاتها العمرية مع ثورة الجنوب كما أن هناك حركة نشوء نشطه لمنظمات مجتمع مدني جنوبية وهذه أمور مهمة ستكسب الحراك حيوية على طريق تحقيق نقلة نوعيه في أداءه تمهد بالأخير للوصل للغاية التي يتوق إليها شعبنا في الجنوب.

- يتحدث الكثيرون عن تخوف بعض دول الخليج من انفصال الجنوب، برأيك ما هي التطمينات التي يمكن أن يقدمها الجنوبيين لإزالة هذه المخاوف؟

بالطبع العالم سيتساءل عن دولة الجنوب القادمة وأولهم دول الجوار ! ولا غضاضة في ذلك فالأمر مهم بالنسبة لهم .. وهذا ما يجب علينا جميعاً التعامل معه بشكل واقعي وخلاق .. أي أنه علينا أن نتبنى مواقف ناضجة وخطابا إعلاميا سياسيا حديثا بكل معنى الكلمة حتى يقتنع الإقليم والعالم أن الجنوب القادم لا يمت للماضي بأي شيء بل هو جنوب يعيش على توافق تام مع النسيج الداخلي والإقليمي ويكون عاملا مهما للأمن الإستراتيجي والاستقرار وجزءا من منظومة اقتصادية وسياسية وأمنية متكاملة على مستوى الشمال والجنوب والإقليم وكذلك عضو فعال في المجتمع الدولي بما يخدم الأمن والسلام الدوليين .

ولهذا نقول بأن خطابنا السياسي يجب أن يكون موحداً ويحمل دلالات واضحة لا لبس فيها مهما تعددت وسائلنا في تحقيق الأهداف فالعالم بالتأكيد سيتطلع إلى حقيقة ما يكون عليه الجنوب ودولته القادمة.

وعندما نقول الجنوب ودولته القادمة فإننا نؤكد على مواقفنا التي تبناها لقاء القاهرة وكل البيانات الصادرة عنه مع احترامنا لكل الطروحات المتبناة من زملائنا في النضال وفي أي مكان كانوا فالكل يعمل لتحقيق ما يصبو إليه شعب الجنوب.

- هل تعتقد أن عودة القيادات الجنوبية من الخارج ستساهم في لملمة وحدة الصف الجنوبي، ومتى يحين موعد عودتكم، ولماذا تأخرتم عن العودة؟

عودة القيادات الجنوبية سيكون له أثر بالغ الأهمية بل أنه شرط حيوي للعمل اليومي والميداني الجاد والتقارب ليس بين القيادات اجمعها وحسب ولكن التقارب مع جماهير الشعب ورفع معنوياتهم وسد الفراغات التي قد تخلق كثيرا من الإحباط.

وليس من المعقول أن تظل القيادات الجنوبية باقية في الخارج طول الزمن بل الأصل في الأمر أن تعود ما إن تتوفر الظروف الملائمة والتي نأمل أن تتوفر اليوم قبل الغد.

- هل يجري تواصل أو تشاور بينكم وبعض حكومات العالم أو المنظمات الدولية بشأن القضية الجنوبية؟

القضية الجنوبية كما يعلم الجميع قضية كبيرة وتهم العالم وهناك تواصل مستمر مع دول كثيرة عبر قنوات رسمية ومع منظمات متعددة وبشكل غير منقطع.

ونأمل أن تثمر كل تلك الجهود لتحقيق ما نصبو إليه وهو أن تأخذ قضية الجنوب أولوية هامه تساعد كافة الدول في حلها.

- لا تزال القوى السياسية بالشمال منشغلة بالصراع على السلطة والجنوبيين لم يستطيعوا حتى اللحظة عقد مؤتمر حوار جنوبي، برأيك إلى أين يسير بنا الحال؟

هناك قضايا ونزاعات كثيرة على صعيد الشمال وصراعات مختلفة أهمها كما ذكرت الصراع على السلطة .. والأمور ستأخذ مداها وهذا أمر مفروغ منه.

وما يعنينا بدرجة رئيسة هي قضية الجنوب والتي تطلب منا توحيد الجهود وإنضاج الظرف الذاتي المتمثل بالتوافق الجنوبي وتفعيل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافنا وليس أمامنا أي خيار آخر غير التوافق، ونؤكد هنا بأن هذه المسألة هي الأولوية الملحة أمامنا ونأمل أن نعمل جميعنا بكل جد وبعقول متفتحة ونضع جانباً كل المسائل الذاتية والمواقع لنثبت لجماهير شعبنا وللعالم أننا نعمل من أجل الجنوب واسترداد دولته وهويته في المقام الأول ، دون السعي لأي منابر أو مناصب أو امتيازات مهما كانت بل هدفنا هو ما يسعى إلى تحقيقه كل جنوبي حر.

- كيف تقرؤون مستقبل الجنوب خلال الفترة القادمة؟

مستقبل الجنوب يا أخي بيد أبنائه، وكما نرى الشعب في الجنوب بغالبيته قد حسم أمره منذ سنوات وحدد ما يكون عليه مستقبله

ونحن متفائلون بمستقبل يعيد لأبناء الجنوب حياة مستقرة آمنه يسودها العدل والرخاء بإذن الله.

- برأيك ما هي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الحراك الجنوبي؟

على المستوى الشعبي يسير الحراك بثبات نادر منذ انطلاقته ويثبت في كل مرة استعداده لتقديم كل شيء في سبيل تحقيق أهدافه بالرغم من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها في مدن عده من قبل قوات النظام أو بقاياه وبالرغم من الحصار الإعلامي داخلياَ وخارجياَ وشحة الإمكانات المادية .

لكن إذا تطرقنا للصعوبات الحقيقية التي يواجهها الحراك فإننا نشير بكل شفافية إلى قضية عدم توافق القيادات في الداخل والخارج وعدم القبول بالآخر وهذه المسألة نعمل جميعا على تجاوزها لأنها مسالة حاسمه فتوافق القيادات في الداخل والخارج بشكل حقيقي ومستدام يمثل حجر الزاوية في تأمين مسيرة الحراك .

ونحن نقول دائماً أن أهم وأعلى سقف نبحث عنه اليوم هو توحيد وتوافق قيادات الجنوب في الداخل والخارج وأن توحدهم أولاَ وقبل كل شيء سيمكن الجنوب من تحقيق هدفه المنشود وسقفه العالي الذي لا يستطيع أحد بعد ذلك أن يحركه إلى الأدنى حتى قيد أنملة.

- إلى أي مدى يعول على الحوار الوطني المرتقب في حل القضية الجنوبية؟

الحوار ليس شعارا نردده فقط كي نقنع العالم أو أي طرف بحسن النوايا بالرغم أنه بحد ذاته وسيلة حضاريه لحل كل الأزمات مهما استعصت، ولكن الأمر برمته الآن يعتمد على النوايا الحقيقية للطرف الشمالي، واعترافه بأن القضية الجنوبية هي القضية المحورية الأساسية وليست قضية داخلية أو فرعية ضمن قائمة الصراعات والنزاعات التي تشهدها الساحة الشمالية، وكما ترى لم نلمس حتى الساعة أي بادرة طيبة تدل على جدية الطرف الأخر كما أننا لسنا على استعداد لدخول الحوار من أجل الحوار دون أن نلمس على الواقع مواقف حقيقية تجاه ما قدمناه كقيادة مؤقتة لمؤتمر القاهرة والورقة التي تمثل رؤيتها للحوار وخطوات التهيئة له .

كما أننا على ثقة بأن الحوار لن ينجح إلا إن كان جاداً ومسئولاً تشارك فيها كل الأطراف تحت رعاية إقليميه أو دوليه ودون استثناء أو تجاوز أي طرف جنوبي.

الكل يدرك صعوبة هذا الأمر في ظل غموض متعمد لمواقف الأطراف الشمالية تجاه قضيتنا وكذلك عدم الثقة التي كسرتها أحداث كبيره نعرفها جميعاً . ولا يظن أحد أن الجنوبيين لم يتعلموا دروساً كبيره بل بالعكس لقد فهمنا الطرف الآخر أكثر مما يجب، ولهذا نحن حريصون على أن يكون هناك حوار حقيقي وندًّي يقود إلى استرداد الحقوق كاملة دون أي انتقاص .. وهذا ما ينتظره شعبنا في الجنوب ولن نخذله أبداً بحسن نية أو بغيرها.

كما أننا لا نتوقع أن يتم حوار دون الأخذ بعين الاعتبار لكثير من الخطوات الممهدة له بالإضافة إلى ضرورة جمع الشمل الجنوبي على صعيد واحد وعلى موقف واحد.

وهكذا فإن علينا أولاً العمل بجد داخل العائلة الجنوبية كما علينا أيضاً أن نطلب كافة الضمانات التي يمكنها أن تزرع نوعا من الثقة حول مسارات الحوار ومخرجاته وهذا من حقنا بعد كل تلك الدروس المؤلمة.

- ما نظرتكم إلى الأشهر الستة الماضية من حكم الرئيس هادي؟

الرئيس عبد ربه منصور هادي أتى في أصعب ظرف يمر به اليمن ويعمل بصبر وحكمة ونأمل أن يتوفق خلال ما تبقى من المرحلة الانتقالية الصعبة التي حددتها المبادرة الخليجية.

- هل ستشاركون في الحوار الوطني في حال أقيم وفق الآليات التي تضمنها قرار إنشاء لجنته العليا والذي لا ينص على تساوي المقاعد بين الشمال والجنوب؟

مرة أخرى نؤكد على ضرورة التوافق الجنوبي والخطوات الممهدة للحوار كما اشرنا لذلك في إجابة سابقه.

- ما رأيكم بالحملات الإعلامية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من أطراف يمنية جنوبية شمالية ولمصلحة من ذلك؟

لا أعلم من هي الجهات التي تقصدها لكننا نؤكد على ضرورة أن تكون علاقتنا بالشقيقة والجارة الكبرى المملكة العربية السعودية علاقة حيوية وقوية نابعة من المصالح المشتركة والشراكة الإستراتيجية التي نسعى إليها ، وأن لا يتم توظيف قضيتنا في أي نزاع إقليمي أو دولي فنحن نحترم الجميع ولنا خصوصيات في علاقاتنا مع دول الجوار .. ولا أظن أن أي قائد جنوبي سيضع قضية الجنوب في كفة أحد فنحن هدفنا الآن استعادة الحقوق الكاملة والحرص على أن يكون أداؤنا بالشكل الذي يجعل قضيتنا موضع احترام واعتراف الجميع بها كقضية عادلة.

- ماذا عن ما يقال حول هرولة بعض قيادة الجنوب نحو النظام الإيراني بشكل يؤثر سلباً على القضية الجنوبية ما تقيمكم لخطورة الزج بالقضية الجنوبية في إطار الصراعات الإقليمية، ومن يتحمل ذلك؟

أخي العزيز اسمح لي أن أضع ما تشير إليه في خانة التكهنات والشائعات وأتمنى ذلك لأنه من غير الممكن أن أتصور بأن هناك من القادة الجنوبيين من لازال يفكر بهذه الطريقة وعلى أي حال فقد أشرت في إجابتي السابقة وقلت الرأي في هذا الصدد بأن لا أحد مهما كان شأنه يستطيع توظيف قضية شعب الجنوب لأي غرض يسئ لعلاقات شعبنا بمحيطه الإقليمي وهو أمر غير معقول ونأمل أن جميع القيادات الجنوبية مدركة تماماً لهذا الأمر وقد صقلها الزمان والنضج ..

-هناك أصوات جنوبية كثيرة تطالب بالجلوس على طاولة واحدة لإجراء حوار جنوبي جنوبي، فما رأيكم بذلك؟

قضية الحوار الجنوبي الجنوبي مسألة حيوية أشرنا لها في سياق حديثنا هذا وأنا أضع يدي بأيدي كل الزملاء لإنجاح ذلك الآن وبشكل ملح.

- ما هي كلمتكم إلى كل من:

القيادات الجنوبية في الخارج / القيادات الجنوبية في الداخل/ الشارع الجنوبي/ القوى السياسية الشمالية/ الرئيس التوافقي عبدربه منصور هاذي/ أحزاب المشترك:

أقول لأبناء الجنوب أنكم أنتم من سيغير مسار التاريخ ويعيد الحق إلى نصابه وكلنا رهن تطلعاتكم ونحن على ثقة بأن الإصرار والثبات لتحقيق كل الأهداف هو الطريق الأمثل الذي بدأتموه وتسيرون الآن عليه .

وللقيادات الجنوبية أتمنى أن نمتثل جميعا لما يطلبه الشارع الجنوبي في التوافق والتوحد بما ينجز المهام المناطة بنا بشكل خلاق .

وللأطراف الأخرى نقول بأن هناك فرصة تاريخيه لحل القضية الجنوبية كمفتاح للاستقرار في اليمن وخارجه وعلى الجميع أن يعترفوا بذلك ويسعوا بجد إن شاؤوا فتح الطريق نحو مستقبل مستقر وآمن ومزدهر للجميع وعلى الكل التعلم من التاريخ ومن تجارب شعوب كثيرة وعلى الكل أن يعلم بأنه لم يعد هناك متسع للتكتيك والأنانية وتغليب المصالح الذاتية أو الجهوية على المصالح الكلية لشعب الجنوب فقد حصحص الحق ولن يكون هناك أي نجاح دون تمكين أبناء الجنوب من تحقيق مصيرهم .. ونتمنى للجميع التوفيق في هذا المنحى.

وأخيراً أشكر جريدة «الأمناء» وأشكرك أخي فراس اليافعي على أدائك المتميز متمنياً لكم التوفيق والسداد من الله.



اللواء ركن صالح عبيد احمد في سطور :

من مواليد عام 1945م

ولد في قرية المركولة منطقة الضالع وفيها نشأ وتلقى دراسته الأولية .

انضم إلى الجبهة القومية وساهم مع زملائه في جبهة الضالع في مسيرة التحرير وتثبيت دعائم دولة الاستقلال جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

ومن ثم واصل دوره في مسيرة ألبنا والتقدم والدفاع عن الوطن .

ففي عام 1969م التحق في سلك الخدمة العسكرية وبترقية استثنائية إلى رتبة ملازم ثاني وتدرج في المناصب العسكرية ابتدآ بقائد فصيلة وحتى وزيرا للدفاع .

حاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعسكرية.

في المؤتمر الثالث للحزب الذي انعقد عام 85م انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب.

في 86م انتخب إلى عضوية المكتب السياسي للحزب.

بعد قيام الوحدة عين نائب لرئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع .

حاصل على وسام الثورة 14اكتوبر ووسام الإخلاص من الدرجة الأولى وميدالية التفوق القتالي بالإضافة إلى عدد من أوسمة الصداقة بين الشعوب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.