انسحب عضو لجنة الحوار الوطني اليمنية علي البخيتي يوم الأربعاء من فريق القضية الجنوبية في اللجنة، بسبب "عدم الاعتذار للجنوبيين عن حرب 1994، وعدم التراجع عن الفتاوى الدينية التي أباحت الجنوب خلال تلك الحرب من قبل التيارات الأصولية المتشددة". وقال البخيتي "إن انسحابه من فريق القضية الجنوبية يأتي إثر إصرار بعض المكونات السياسية على شرعية حرب 1994، ورفضها تقديم اعتذار عن تلك الحرب التي دعمتها الفتاوى الدينية".
وظهر الجنوب كدولة مستقلة عن اليمن عندما انسحبت بريطانيا عام 1967 من مناطق تسيطر عليها على امتداد الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية.
لكن الصراع بين الشمال القبلي والجنوب "التقدمي" قاد إلى حرب عام 1979. وعندما انهار الاتحاد السوفيتي الذي كان يرعى الجنوب عاد الجنوب للاندماج طوعا مع الشمال في 1990 قبل أن تنتكس في 1994 مع محاولة انفصال جنوبية قمعتها صنعاء بالحديد والنار.
وكانت فتاوى دينية صدرت عند بدء الحرب بين الشمال والجنوب في 1994 تبيح قتل الجنوبيين باعتبارهم يحمون النظام الحاكم هناك الذي اعتبروه شيوعياً ملحدا وعليه يجوز قتل من يحميه من الأهالي.
وأضاف البخيتي "تلك القوى السياسية ترفض التراجع عن الفتاوى الدينية خلال حرب 94 ، والتي بموجبها استبيح الجنوب وتعرض أهله إلى أكبر عملية نهب وسلب للحقوق والأراضي والممتلكات في تاريخ اليمن الحديث".
ووفقا لوكالة "يو بي اي" فقد اعتبر البخيتي أن انسحابه "جاء بعد قناعة بأن من يرفض الاعتذار للجنوب عن الحرب الظالمة والفتاوى الدينية التي استباحت الجنوب لا يمكنه أن يقر بوجود حقوق لهم أو إعادة الأراضي والممتلكات التي نهبت خلال تلك الحرب".
وخلفت حرب 94 عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من اليمنيين في حين ينادي "الحراك الجنوبي" الممثل للجنوب في لجنة الحوار الوطني "بفك الارتباط" عن الشمال واستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة إلى ما قبل 1990 تاريخ قيام الوحدة اليمنية.