دخول إضراب سكان ليبرتي عن الطعام إحتجاجا علي المجزرة الكبري في أشرف شهره الثاني، يعني بأنهم مصرين أيما إصرار علي المضي قدما في الطريق و السبيل الذي إختاروه بمحض إرداتهم من أجل نصرة الحق و دحض الباطل، وهذا مايعني أيضا بأن الخطر المحدق بحياتهم سيزداد أكثر من السابق مما يستدعي تحركا سريعا من أجل حسم هذه القضية و إنهائها من خلال الاستجابة للمطالب المشروعة التي يرفعها هؤلاء المضربين. قبضات الرفض و الغضب و الاحتجاج المرفوعة في مخيم ليبرتي و التي وجدت صدي و إمتدادا لها في مختلف دول العالم، يمكن إعتبارها بمثابة رسالة الي كل من يعنيه الامر من أن هذه القبضات انما رفعت من أجل الحق و لاترضي ببديل عنه أبدا، وان الحديد و النار الذي تلوح به حكومة نوري المالكي و نظام ولاية الفقيه من أجل إسكات صوت الحق و الحقيقة، لم يجدي نفعا منذ عام 2003 ولحد الان، ذلك أن هؤلاء السكان قد صمموا علي المضي قدما في طريق الحق و النضال الي النهاية من أجل الحرية و إسقاط الاستبداد في إيران. سياسة الحديد و النار التي إتبعتها و تتبعها حكومة المالكي ضد سكان أشرف و ليبرتي، وإمعانها في حجب الحقائق المتعلقة بالرهائن السبعة المختطفين من قبل قواتها الخاصة و سعيها من أجل عدم الاذعان للمطالب و الاستغاثات الدولية، يؤكد إصرار هذه الحكومة علي الاستسلام التام لضغوطات و إملاءات نظام ولاية الفقيه، وان مسار الاحداث في قضية الرهائن يؤكد بأنها مازالت مصرة علي المكابرة الفارغة في إنكار الحقائق، وقد قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية يوم 30 ايلول/ سبتمبر أمام المجمع البرلماني للمجلس الاوربي ( سيناريو المالكي وفالح الفياض هو انكار الهجوم وأخذ الرهائن واسقاط المسؤولية عن عاتقهم في الاعدام الجماعي لسكان أشرف، بينما الأممالمتحدة والأمريكان يدركون جيدا أن المالكي هو من نفذ الهجوم علي أشرف وأن الرهائن بيده. اننا زودناهم في هذا المجال بمعلومات دقيقة وتفصيلية، لا شك أنهم اذا أرادوا أن يبقوا ملتزمين بتعهداتهم المكررة والمستمرة تجاه سلامة وأمن السكان ومنها حسب مذكرة التفاهم في 25 كانون الأول/ديسمبر 2011 واذا حاسبوا المالكي ووضعوه أمام التزاماته الدولية فان الرهائن سيتم اطلاق سراحهم بسرعة أو يتم تحويلهم الي بلد اوربي)، وهذا يعني بأن القضية لم تعد تخضع لحسابات التقدير و التخمين وانما تجاوزت ذلك وعلي المالكي أن يدرك و يعي ذلك و يتحسب من التبعات المترتبة علي المضي في إتجاه معاكس لها.