اعلن الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، مساء اليوم الجمعة، ان المملكة العربية السعودية لم تبلغ الاممالمتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الامن. وقال بان كي مون في تصريح صحافي من نيويورك ان الاستبدال المحتمل للعربية السعودية في مجلس الامن "قرار يعود الى الدول الاعضاء"، الا ان الاممالمتحدة "لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن".
وكانت المملكة العربية السعودية رفضت الجمعة تسلم مقعدها في مجلس الامن بعد انتخابها عضوا فيه تعبيرا عن احتجاجها على "عجز" هذه الهيئة الاممية عن مواجهة الازمات في الشرق الاوسط، خصوصا في سوريا.
وفي رد ضمني على الاتهامات التي وجهتها السعودية الى مجلس الامن، قال بان كي مون ان الاممالمتحدة ترغب ب "العمل بشكل وثيق جدا مع المملكة العربية السعودية لمواجهة تحديات مهمة"، مشيرا الى العمل "على وضع حد للحرب في سوريا، ومساعدة الشعب الفلسطيني على اقامة دولة قابلة للعيش، والمساعدة على انجاح المرحلة الانتقالية في اليمن، وتقديم المساعدة الانسانية الى كل الذين هم بحاجة اليها، ومكافحة الارهاب والانتشار النووي".
وبشأن الاجراءات الواجب اتخاذها بعد الموقف السعودي، قال بان كي مون ان "العديد من الدول الاعضاء المعنية تجري نقاشا بينها" بشأن هذا الامر.
وفي حال اصرت الرياض على موقفها يعود الى مجموعة آسيا- المحيط الهادىء داخل الجمعية العامة للامم المتحدة اقتراح مرشح جديد يقدم الى الجمعية العامة.
وكان رفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن شكل سابقة فاجأت عددا كبيرا من الدبلوماسيين في المجلس.
وطرح عدد منهم الجمعة فرضية تراجع المملكة عن قرارها الذي لم يبلغ الى المجلس رسميا.
وقال دبلوماسي في المجلس "انه امر غير متوقع تماما، ولقد بحثنا جميعا في سجلات المجلس لايجاد سابقة فلم نجد". واضاف ان ترشيحا الى المجلس "يستغرق سنوات من الاستعداد"، وهذا ما يجعل خطوة الرياض بالتالي مفاجئة.
ولأن انتخاب الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس يتم على قاعدة اقليمية، فاذا ما تمسكت السعودية بقرارها، يعود للمجموعة العربية في الجمعية العامة ايجاد مرشح جديد يفترض ان يوافق عليه اعضاء الجمعية خلال عملية تصويت، كما حصل لدى اختيار الرياض الخميس.
واعتبر دبلوماسي آخر انه "قد يحصل انتخاب جديد لكن من الممكن ايضا اقناع الرياض بتغيير موقفها".
واوضح أن "الحكومة السعودية ابدت في الاسابيع الاخيرة قلقها الصريح في شأن سوريا والمسألة الفلسطينية". وتعرب الرياض ايضا عن قلقها من التقارب الحاصل بين البلدان الغربية الاعضاء في المجلس، خصوصا الولاياتالمتحدة وايران.
وفي بيان صدر بعد ساعات على انتخاب السعودية عضوا غير دائم في مجلس الامن، انتقدت وزارة الخارجية السعودية سياسة "الكيل بمكيالين" التي ينتهجها المجلس حيال الشرق الاوسط.
ويجدد المجلس المؤلف من 15 عضوا كل سنة خمسة من مقاعده العشرة للاعضاء غير الدائمين بناء على قاعدة اقليمية. وانتخبت الخميس السعودية وتشاد وتشيلي ونيجيريا وليتوانيا لفترة سنتين ابتداء من الاول من كانون الثاني (يناير) المقبل.