استجوب برلمان الاطفال صباح اليوم عدد من ممثلي حكومة الوفاق اليمنية وممثلي المنظمات الدولية العاملة في اليمن وذلك في اول يوم من انعقاد جلسات اعمال فترة انعقاده السابعة والأخيرة والتي تستمر لثلاثة ايام متواصلة بمجلس النواب والذي يعقد تحت شعار ( توصيات جنيف – مخرجات الحوار الوطني الشامل – إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة ) . حيث بدأ البرلمانيين الاطفال في اولى جلسات اليوم باستجواب ممثلي وزارة حقوق الانسان حول وضع حقوق الانسان في اليمن وخاصة في مجال حقوق الانسان ومتابعة تنفيذ توصيات جنيف حول وضع حقوق الانسان في اليمن وخاصة في مجال الاطفال .
وأشارت كل من غادة السقاف مديرة ادارة منظمات المجتمع المدني امل الجرادي مدير عام منظمات وشئون المجتمع المدني الى قيام الوزارة بعمل العديد من التقارير المتعلقة بحقوق الطفل و استعراضها على الجهات ذات العلاقة منوهتين الى اخر تقرير والذي كان قبل شهر تقريبا وتم عرضه على المجتمع المدني لطرح ارائهم و اثراءه بالملاحظات.
واوضحن في ردهن على تساؤلات البرلمانيين الاطفال ان الوزارة قد قامت خلال الفترة الماضية بعمل عدة ندوات وورش عمل خاصة بالتوعية بحقوق الطفل و متابعة الجهات التي تعمل في حقوق الطفل .
وتسائل البرلمانيين عن دور الوزارة في تنفيذ توصيات جنيف و النزاعات المسلحة التي يذهب ضحيتها الاطفال ، وانتقد الاطفال الوزارة و دورها حيث قالوا ان دور الوزارة لم يتغير من عام 2000 الى الان .
فيما اكدت امل الجرادي ان وزرة حقوق الانسان مهنية و ليست تنفيذية و يجب ان يكون التعاون من كل الجهات الحكومية للخروج بنتائج مرضية .
واضافت غادة السقاف ان دور الوزارة تنسيقي و ليس تنفيذي و فيما يخص قضايا اللاجئين و النازحين هناك ادارة البلاغات و الشكاوي و قد تلقت الوزارة العديد من الشكاوي بهذا الخصوص و عالجتها, منوهة الى ان الوزارة الان في صدد انشاء مرصد وطني لحقوق الطفل.
فيما اوصى الاطفال ابن يكون لهم دور عملي في المرصد الوطني لحقوق الطفل و ان يكون للبرلمان وحدة خاصة في وزارة حقوق الانسان وان يكون لهم دورا في التوعية لان الاطفال يستمعوا لاطفال مثلهم افضل من الكبار .
وفي جلستهم الثانية استجوب اعضاء برلمان الاطفال ممثلي مجلس مساندة اللاجئين في اليمن حول اوضاع الاطفال المتضررين من الجماعات المسلحة , والمساعدات الانسانية التي تقدم لهم وكذا برامج اعادة تأهيلهم .
وفي رد لتساؤلاتهم اشار ديفيد كبريتي مدير مشروع حماية الطفل في المجلس الى ان المجلس وعبر المنظمات المحلية التي تعني باللاجئين يقوم باستقبال جميع الاطفال المتضررين من الجماعات المسلحة من أي محافظة كانت حتى التي لم تتعرض لهجمات مسلحة بشكل كبير ويتم رصدها وتوثيقها ومن ثم تقديم الخدمات الطبية والانسانية والمساعدات لهؤلاء الاطفال .
وقال ( ندعم مركز الاطراف الصناعية بصنعاء والذي يستقبل الاطفال المتضررين ويتم تحويلهم للمستشفى بحسب الاحتياج ونتكفل بتكاليف العلاج ونقل المصابين من مناطقهم الى المستشفى ) مشيرا الى ان هناك اكثر من خمسين طفلا تمت زراعة اطراف صناعية لهم حتى الان وان هناك برامج تأهيلية لمساعدتهم واعادة مجهم من جديد في المجتمع .
فيما تطرق احمد الزهيري من مشروع حماية الطفل بالمجلس عن رصدهم لست انواع من الانتهاكات الجسيمة التي تحدث للاطفال وهي تجنيد الاطفال واختطافهم والهجوم على المدارس والمستشفيات والتحرش الجنسي والقتل والتشويه ومنع وصول المساعدات الانسانية , حيث يتم رصد تلك الانتهاكات ومرتكبيها ويتم رفع تقارير حولها للامم المتحدة ومجلس الامن عبر اليونسيف والمنظمات الدولية الاخرى .
من جانبها اكدت امل الشلالي من مشروع حماية الطفل ان المنظمة تعمل بجدية في مختلف محافظات الجمهورية لكن يقل تواجدها بشكل مباشر في المناطق التي تعاني من مشاكل امنية وعدم استقرار بشكل كبير , منوهة الى ان اليمن تمر الان بمرحلة تعافي مبكر بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني ويجب العمل بجدية خلال هذه المرحلة من اجل قضايا الطفولة المختلفة .
وفي الجلسة الثالثة استجوب برلمان الاطفال العقيد الركن عبد الملك القائفي مسئول ملف حقوق الانسان بوزارة الدفاع حول ماتم انجازه في موضوع تجنيد الاطفال , وطالبوا باخراج المعسكرات من الاحياء والتجمعات السكنية وفرض هيبة الدولة ونفوذها في المناطق التي تقع في يد المسلحين سواء في شمال الشمال او جنوباليمن , وتسائلوا عن دور وزارة الدفاع في حماية الاطفال وعدم توريطهم في الصراعات المسلحة .
وتسائل الاطفال عن مصير حديقة 21 مارس التي ماتزال حتى اليوم مقرا للفرقة الاولى مدرع بالرغم من صدور قرار بتحويلها لحديقة ومتى سيستطيعون الذهاب اليها والاستمتاع مع اهاليهم بها .
وتلخصت ردود القائفي في ان الحكومة لم تسرح أي حالة تجنيد اطفال حتى الان سوى المذكرة التي قرأها وتم اصدارها من قبل الفرقة الاولى مدرع حيث تم تسريح مائة شخص تم تجنيدهم في العام 2011 لم يكونوا مقيدين اصلا في سجلات القوات المسلحة .
وتطرق القائفي الى وجود خطة تنفيذية سيتم التوقيع عليها وتنفيذها خلال ال12 شهرا القادمة مشيرا الى وجود معوقين لم يكشف عنهم هم سبب عدم التعامل بشفافية مع هذه الخطة .ونفى في الوقت ذاته ان تكون هناك حالات تجنيد رسمية في أي جهة من جهات القوات المسلحة لكنه اعترف في الوقت ذاته بوجود 42 حالة تجنيد لاطفال كشفت عنها منظمات دولية مستغربا وضع اليمن بسببها في قائمة العار مقارنة بالسودان التي يوجد في المعسكر الواحد منها اكثر من 3500 طفل مجند .
وعلل وجود هؤلاء الاطفال بالحاق بعض الاطفال من ذوي الجنود الشهداء الذين قتلوا حيث يتم الحاقهم في بعض المرافق العسكرية التي لا يحملون فيها السلاح .
واكد في ختام حديثه ان العمل جار في تنفيذ مشروع حديقة 21 مارس والتي تم استلامها رسميا من قبل امين العاصمة وتم اخراج الوحدات العسكرية ماتبقى من المعسكر هناك هي المؤخرة العسكرية وفي القريب العاجل سيتم اخلائها تماما والعمل على تنفيذ مشروع الحديقة الذي تم تصميمه واعداده من قبل عدد من الشركات التجارية . هذا وسيناقش برلمان الأطفال يومي غد الاربعاء وبعد غد الخميس مع السفارة الامريكية دور الحكومة الأمريكية في دعم برامج الأطفال في اليمن وخاصة في المرحلة الانتقالية , ومعرفة اسباب عدم توقيع الولاياتالمتحدةالأمريكية على اتفاقية حقوق الطفل الدولية إلى جانب معرفة دور الاتحاد الأوروبي في دعم برامج الأطفال وعلى وجه التحديد بعد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المتعلقة بحقوق الطفل .
كما سيناقشون مع ممثلي منظمة اليونسيف دورها في المرحلة الانتقالية القادمة والخطط والاستراتيجيات في مجال الطفولة ودور اليونسيف في متابعة وكذا معرفة دور المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في تنفيذ التوصيات التي أرسلت من اللجنة الدولية لحقوق الطفل وأبرز التوصيات التي كان لها صدى في النقاش مع الجانب الحكومي . كما سيستمع ويناقش أعضاء برلمان الأطفال في جلساتهم الحالية دور الحكومة البريطانية في دعم برامج الأطفال في اليمن وعلى وجه التحديد في المرحلة الانتقالية وسيتوج ممثلي أطفال اليمن جلسات أعمالهم هذه بإصدار عدد من القرارات والتوصيات اللازمة التي سيخرجون بها في ختام أعمالهم لهذه الجلسات .