ربما لم يخطر على بال مبتكر تطبيق «الواتساب» نفسه حين كان يصمم موقعه الأجتماعي، الذي يمتاز بانخفاض تكلفة ارسال الرسائل والفيديو والصور مقارنة بتكاليف شركات الاتصالات، ما خطر ببال طلاب الثانوية العامة في اليمن من استخدام هذا التطبيق في تصوير وإرسال نماذج أسئلة الامتحانات إلى أقربائهم لحلها وإعادة إرسالها بالطريقة نفسها. يقول والع الجابري، 25عاماً، وهو أحد الذين أرسلت إليهم نماذج ألأسئلة: للأسف الشديد أستغل طلاب الثانوية العامة مرونة التقنيات الحديثة والوسائط المتعددة في عملية تسريب أسئلة الامتحانات إلى خارج القاعات وبدلا من ان يستفيد الطالب من هذه التقنية في البحث والتطوير وتنمية مهاراته، اقتصر فهمه وتفكيره على ترويضها وفقا لاحتياجاته في الحصول على المعلومة ولو بطريق الغش». تأسيس للفشل .
في المجتمع اليمني يساهم الجميع في إرساء الغش دون تفكير في العواقب التي سيجنيها الجيل القادم من الفشل جراء بناءه على أساس منهار . فبعد نصف ساعة من بداية الوقت المحدد للامتحان وصلت إلى هاتف الجابري ثلاث إلى اربع صور لأوراق الامتحان، برغم أني ضد هذه الظاهرة لكن عند وصول الأسئلة من طالب تمكن من تصويرها وإرسالها أدركت تماماً مدى التساهل الذي تتعامل به لجان المراقبة مع الطلاب ولم أتردد في الإجابة على الأسئلة وإعادة إرسالها بل سألت احد الأصدقاء المتواجدين بجواري للتأكد من صحة الإجابات».
يضيف،»يجب ان تتعامل لجان الامتحانات بجدية مع الامر فلو وجدت الجدية لمنع حتى دخول الهاتف الى قاعة الامتحان لان استخدام هذه الاجهزة في تبادل المعلومات يعطي الطالب المهمل درجة امتياز». سلاح ذو حدين .
الاخصائية الاجتماعية في مدرسة هائل سعيد انعم، نجيبة البناء، قالت أن « الواتساب سلاح ذو حدين، حد تنتفع به وحد يضرك». وأضافت «على الأب الذي يريد ان يبني ابنه على أساس نموذجي، ان يطلب منه ترك هاتفه المحمول في المنزل والذهاب لقاعة الإمتحان بقلمه ومسطرته» .
عبد الله سعيد المخلافي مدير المركز الانتخابي في مدرسة هائل سعيد انعم (وسط العاصمة)، قال إن لجوء الطلاب لاستخدام «الواتساب « في تناقل المعلومات فيما بينهم (الغش)، يعد أسلوباً جديداً . لكن هذا يعتبر جريمة ، شأنها شأن أي محضر غش، ويعاقب الطالب بحرمانه من المادة بشكل عام».
وأضاف ،»سمعنا عن وجود مثل هذه الظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا لم يحدث في مركزنا».
وأكد قوله «على الوزارة، ان تشدد على بقية المراكز الامتحانية في المحافظات، كأن تستخدم أسلوب العقاب، وان تحول هؤلاء المخالفين إلى الشؤون القانونية لأخذ الجزاء العادل.
أمانة جيل مستشار وزير التربية والتعليم، الدكتور أمين السلطان قال:»حقيقة لم نجد هذه الأشياء عياناً، من خلال زيارتنا للعديد من المدارس في أمانة العاصمة و نحن نرفض.. بشدة اي شيء يعكس غير نتيجة الطالب، لكن الواقع أن مدراء المراكز الإمتحانية مكلفين برصد التجاوزات، ونحن نضبطها».
وأضاف «على الإدارة القانونية ضبط اي شخص كان وراء هذا الموضوع، وعندنا إجراءات قانونية تتخذ بشكل رسمي عند ثبوت مثل هذه الحالات.
وعن تحركات وزارته للحد من ظاهرة الغش، قال «الوزارة لجأت لعدة وسائل للحد من ظاهرة الغش بكل الوسائل الممكنة، وانتم تشاهدون الان الطلاب داخل المجموعة الواحدة او اللجنة الواحدة لديهم اكثر من نموذج وهذا لا شك أنه حد من ظاهرة الغش وإن شاء الله نحن ماضون في هذا السياق بالخطوات التدريجية للحد ما أمكن من هذه التجاوزات».
ورغم توفير 30 ألف جندي لتأمين الامتحانات إلا أن الدولة لم تستطع تأمين دفاتر طلابها، ليس من العدو المرتقب هذه المرة ؛انما من العدو الافتراضي.