قال سفير اليمن لدى الأممالمتحدة، خالد اليماني، الأربعاء، أن اليمن تشهد أوضاعاً انسانية وصحية صعبة، في ظل استمرار الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح على المدنيين في البلاد. وتحدث اليماني في كلمة القاها أمام أعضاء مجلس الأمن في الجلسة التي عقدت بشأن اليمن، قائلاً " تواجه بلادي اليمن هذه الايام اوضاعا انسانية وصحية غاية في الخطورة والتعقيد بعد مرور قرابة العامين والنصف من الانقلاب الدموي الذي قادته مليشيا الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق وبدعم من ايران الدولة الراعية للارهاب في العالم ،واليوم ايها السادة، صارت اليمن عنوانا رئيسيا للموت والفقر والمرض الذي تسببت فيه هذه المليشيات منذ سبتمبر 2014م".
وأشار اليماني الى "الوضع الانساني والصحي والبيئي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، والذي يزداد تعقيدا مع تفشي وباء الكوليرا الذي بات يحصد أرواح مئات اليمنيين،وعلى الرغم من مناشدات المجتمع الدولي والجهود المكثفة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية ومكتب الشؤون الانسانية وبرنامج الغذاء العالمي ومركز الملك سلمان للاغاثة الانسانية الا ان المليشيا ترفض التعاون وتصر على معاقبة شعبنا في ابتزاز خطير فهم يتوهمون بأن تعظيم الكوارث الانسانية والصحية سيدفع المجتمع الدولي الى فرض حل يقدم التنازلات السياسية لهذه المليشيا". وحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" فإن اليماني أكد على " اهمية التعاون القائم حاليا بين الحكومة اليمنية وبين الاممالمتحدة وكافة منظماتها العاملة في اليمن، ونجدها مناسبة للتعبير عن عميق عرفاننا وتقدير شعبنا اليمني لكل العاملين الاممين في اليمن رغم حراجة الظروف التي يؤدون فيها واجبهم الانساني النبيل ولمواجهة تفشي وباء الكوليرا في اليمن".
وتابع "كان مجلسكم الموقر في بيانه الرئاسي الصادر في 15 يونيو قد اكد دعمه للمبعوث الدولي ومقترحاته من اجل السلام الا أنه ومع الاسف فان تحالف الحوثي-صالح قابل مقترحات ولد شيخ احمد الاخيرة بالرفض".
واستدرك سفير اليمن في الاممالمتحدة "لقد أكدت امام مجلسكم الموقر في مناسبات متكررة موقف الحكومة اليمنية الساعي الى السلام المستدام لان هذه الحرب لم تكن يوما خيار الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولكنها فُرضت علينا، وضربت المليشيا الحوثية عرض الحائط بكل الخيارات السلمية وكل التضحيات والتنازلات التي قدمها الرئيس هادي من أجل عدم الدخول في أتون حرب عبثية يكون الخاسر الأول والأخير فيها هو شعبنا اليمني العظيم،ورغم ذلك فإننا سنظل نمد يدنا للحل السلمي العادل والشامل الذي يقوم على المرجيعات ويؤسس لسلام حقيقي لا يفضي لجولات حروب عبثية قادمة ولايقبل بالابتزاز ولا يكافئ الانقلابيين والارهابيين والعصابات على انتهاك سيادات الدول الوطنية".
ونبه اليمان الى "انه وخلال شهر يونيو الماضي وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان وقوع 917 حالة انتهاك من قبل الحوثيين ادت الى مقتل 180 مدنيا واصابة 205 اخرين، وتم اختطاف 236 شخص فيما سجلت 33 حالة اختفاء قسري، وتزايدت اعداد الاطفال اللذين تم جنيدهم من قبل الحوثيين". وقال "من المؤسف جدا في الوقت الذي تتزايد فيه اعداد الضحايا من الأطفال في تعز وغيرها من المناطق اليمنية ويزداد عدد المعتقلين والمخفيين في سجون الحوثيين يوما بعد يوم من دون ان يرفع المجتمع الدولي صوته للدفاع عن هذه الحقوق الانسانية المنتهكة و يواصل الضمير الانساني الصمت الرهيب حيال هذه القضية وكأن لسان الحال يقول أن انسانية اليمنيين لا ينطبق عليها القانون الانساني الدولي وأن المجتمع الدولي ليس معنياً بقضيتهم".
وأضاف " ان الحكومة برئاسة فخامة الرئيس هادي تولي جل اهتمامها وطاقاتها لحشد الدعم العربي والدولي لمواجهة الوضع الانساني المتدهور وتفشي وباء الكوليرا في كافة المناطق اليمنية..مشيراً الى ان مستوى التحديات في هذين الملفين أكبر بكثير من قدرة الحكومة اليمنية على مواجهتها في ظل الأوضاع الراهنة".
ولفت الى " انه حتى هذه اللحظة لم يتم تمويل سوى33.3 بالمائة فقط من خطة الاستجابة الانسانية للامم المتحدة في اليمن للعام2017 رغم أننا دخلنا في النصف الثاني من العام".
وناشد السفير " الضمير الانساني والدول الاعضاء في الاممالمتحدة الى الإسراع في تغطية ماتبقى من احتياجات في خطة الاستجابة للعام الحالي..مهيباً بالدول التي تعهدت في المؤتمر جنيف بالاسراع لسداد التزاماتها للامم المتحدة حتى تتمكن من مواجهة انتشار الكوليرا والمجاعة في اليمن".