لا شك أن احاطة المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي جاءت مخيبة للآمال، ولم تكن متوقعة، وكانت قاصرة ومنحازة وغير مهنية في مجملها، متجاهلاً بذات الوقت انتهاكات الحوثيين وجرائمهم ورفضهم لمبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنها التحالف العربي. لم تكن هذه المرة الأولى التي يسقط المبعوث الاممي مارتن غريفيث ، لكن المتابع للأمر يعرف أن المبعوث الأممي قد بدا متسقا مع كل الخطوات الحوثية ويعمل على مساعدتها في تنفيذ اجنداتها ولو كان ذلك على حساب الشعب اليمني الذي يعاني الامرين تحت وطاه وسطوة هذه المليشيات . وخلال احاطته لمجلس الأمن الخميس الماضي، تجاهل غريفيث تماما التطرق او الإشارة الى الجرائم البشعة التي ترتكبها مليشيات الحوثي في اكثر من مكان، وشن هجماتها على المناطق الآهلة بالسكان في أكثر من محافظة وإطلاقها الصواريخ بعد إعلانها وقف إطلاق النار لحين تاريخ تقديم الإحاطة. احاطة غريفيث الأخيرة كانت بعيدة كل البعد عن الواقع اليمني المعاش وما حدث من تطورات وتفاعلات خلال الايام الماضية في الساحة اليمنية وميدان المواجهات العسكرية، الرجل بدا كمن يغرد خارج السرب او يقدم معلومات واحداث عن واقع ليس له صله او علاقه بما يحدث في اليمن تماما ذلك ان غريفيث بتجاهله لما يتم من انتهاكات او احداث انما يعمل على تجسيد ما يتهم به فعلا من تواطئه مع مليشيات الحوثي وينكشف ذلك بعد كل احاطه يقدمها امام مجلس الامن الدولي اذ يعمد دائما عدم التطرق الى انتهاكات او جرائم الحوثيين حتى وان كانت طازجة ولم يمر عليها وقت طويل. وكما كان متوقعاً أن تلقى جريمة حكم الاعدام التي اصدرتها مليشيا الحوثي بحق اربعة صحافيين يمنيين معتقلين في سجون الجماعة، جزاءً من احاطة المبعوث الأممي لمجلس الأمن، إلا أنه تجاهل تلك القضية تماماً وكان شيء لم يكن، ولم يتطرق اليه ولو حتى بإشارة، الأمر الذي اعتبره نشطاء حقوق الإنسان تجاهل متعمد لقضية إنسانية خطيرة وتبرير لجريمة الحوثيين البشعة. أكتفى غريفيث خلال احاطته بترديد معزوفاته ونغماته المكررة دائماً، الأمر الذي اصاب اليمنيين بحاله من اللا تصديق لما قدمه اذ انه فاجا الجميع بإحاطة بارده فاقدة للمصداقية، بعيده عن الحقيقة، فيها الكثير من اللهو والكلام المحشي بعبارات منمقة لا تودي اى طريق او حقيقه، وهو ما جعل غريفيث محط اتهامات لليمنيين بكثير من الأوصاف. غريفيث تجاهل استمرار مليشيا الحوثي في شن هجمات قتالية في جبهات تعز واستمراها في القصف المدفعي على تعز ومارب وأخرها قصف إصلاحية سجن النساء في تعز الذي خلف 30 امرأة بين قتيلة وجريحة، وهو ما يعد واضحا انه انحياز فاضح للمبعوث الاممي للمليشيات الحوثية وتغاضيا عن فضح جرائمها امام مجلس الامن الدولي . تجاهل حادثة قنص العقيد الصليحي والدي توفي امس السبت متأثرا بجروجه من قبل قناص حوثي والتي لم يقم المبعوث ولا البعثة الأممية بأي دور في اسعافه بالرغم من التواصل اليومي مع مكتبهم لتوفير آلية نقله للخارج بعدما ساءت حالته في المستشفى حتى توفي دون تلقي الرعاية، وهو ما لاقى انتقاد نشطاء وإعلاميين يمنيين، لعدم الادانة الواضحة للحوثيين، من قبل المبعوث الأممي غريفيث، لما تعرض له احد العاملين في فريق الرقابة المشتركة لوقف إطلاق النار. ولا يبدو من مواقف المبعوث الأممي أنه جاء لمقاربة وجهات النظر من أجل حل الأزمة في البلاد وإنهاء الانقلاب، بل تبدي مواقفه المتواطئة مع المليشيا الحوثية وكأنه سفيرا لها لدى المجتمع الدولي، وهذا مالم يعد مقبولا عند الجهات المسؤولة، ولا حتى على المستوى الشعبي المناهض لهذه المواقف المتواطئة.