يومًا بعد آخر تتكشف نوايا مليشيا الحوثي بحق التعليم في اليمن، إذ تسعى المليشيا وفق سياسية ممنهجة لاستهداف العملية التعليمية في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها. فمنذ اليوم الأول لانقلابها على الدولة اليمنية، عمدت المليشيا إلى وضع يدها على المؤسسات التعليمية بغية تحويلها إلى منابر طائفية تستخدمها للتعبئة والتظليل على السكان القاطنين في مناطقها. وكانت المليشيا قد بدأت فعليا بأولى تلك الخطوات من خلال تغييرها للمناهج التعليمية واستبدالها بمواضيع طائفية، إضافة إلى حرمان المعلمين من رواتبهم؛ كي يتسنى لها استقطاب الأطفال وتجنيدهم للقتال في صفوفها. ومؤخرًا أصدرت الجماعة قرارً قضى بتغيير أسماء خمس مدارس حكومية في صنعاء كانت تسمى بأسماء صحابة وشخصيات وطنية وجمهورية إلى أسماء شخصيات طائفية ورموز حوثية لا تمت بصلة لرحلة النضال الوطني التى يتغنون زيفًا بها . مدرسة (خالد بن الوليد) الحكومية أبرز تلك المدارس التي تم تغيير اسمها وتحويله إلى مدرسة "الإمام الهادي"، وهو أبرز المرجعيات الدينية الشيعية، في اليمن، فيما تم تغيير اسم مدرسة (الفاروق) إلى "مدرسة الإمام زيد". وطال التغيير الحوثي أيضًا أسماء: مدرسة عثمان بن عفان، حيث غيرت المليشيا اسمها إلى "مدرسة مالك الاشتر"، فيما استبدلت اسم مدرسة عمر المختار ب"مدرسة علي بن الحسين"، إضافة إلى مدرسة (بابل) التي غير الحوثيون اسمها إلى مدرسة (21) سبتمبر، وهو اليوم الذي اجتاحوا فيه العاصمة صنعاء بقوة السلاح. سياسية التجريف التي طالت المدارس، سبقتها سياسية مماثلة طالت الجامعات اليمنية، إذ قامت المليشيا باستبدال أسماء بعض القاعات والمدرجات الدراسية بأسماء بعض قادتها ورموزها الذين سقطوا صرعى بنيران الجيش الوطني في مختلف الجبهات. وفي ظل التجاوزات السافرة التي تقوم بها المليشيا بحق التعليم في اليمن، يبقى دور الأممالمتحدة محصورًا في التنديد بتلك التجاوزات التي طالت معظم الموافق التعليمية في اليمن .