نظم مركز الإعلام الثقافي CMC اليوم ورشة عمل نقاشية خاصة حول "مستقبل الساحات بعد الانتخابات 21فبراير" وتم خلال الورشة مناقشة عدد من المحاور وأوراق العمل التي تركزت على الأوضاع الحالية والمستقبلية للساحات من شتى النواحي ورفعها وبقائها وجدوى ذلك من عدمه. وفي افتتاح الورشة أشارت الأستاذة /وداد البدوي رئيس المركز إلى أنه لم تكن هناك أي رؤيا واضحة بعد الانتخاباتحول مستقبل الساحات كونها لم تقم بأي خطوات جادة في تحقيق ما تريد بالإضافة إلى ما اعتبرته أن الأحزاب مسيطرة على الساحات وهي بالتالي لم تعد مجدية. وقالت البدوي "أن هذه الفعالية تأتي لتطلع أراء كافة الجهات والأطراف حول مستقبل الساحات وجدوى بقاءها من عدمها والخروج بقرار مصيري يهم البلاد وأبناءه جميعاً.. مضيفة "أن الكثير يرى بقاء الساحات حتى تحقق كافة الأهداف ويختلف أخرون برفع الساحات للتحول إلى ثورة المؤسسات والسعي لبناء الدولة المدنية الحديثة المنشودة وصنع قرار مستقبل اليمن . من جانب أخر ناقش الأستاذ/ مانع المطري ورقة الساحات من التأسيس إلى الانتخابات وأستعرض فيها كثير من الأوضاع والمتغيرات والمناخات التي عاشها الشباب طوال عام كامل وتطرق إلى المخاطر التي عاشها الشباب خلال فترة ما قبل الانتخابات والتوقيع على المبادرة الخليجية والاتهامات التي كان يتلقاها الشباب بشكل مباشر من قبل القوى والتيارات السياسة المهيمنة على الساحات بالتدنيس والتجسس والشحن الفكري وما إلى ذلك الذي طالما يهدد بالانقسامات واشعالها . أما مرحلة مابعد جمعة الكرامة تمثلت مجزرة جمعة الكرامة محطة ونقطة فارقة ومحورية في مسيرة الثورة بما أحدثته من أثر زلزالي وتصدع كبير في بنية النظام جعل الغالبية العظمى من المترددين يصلون إلى قناعة أن الغلبة للثورة فتوالت الإستقالات والإنضمامات من مراكز قوى في المجتمع والسلطة والقبيلة والعسكر ، كما أن إنضمام الفرقة الأولى مدرع أعطى نوعاً من الأمان النسبي من ناحية إيقاف الإعتداءات الدائمة لقوى النظام على الساحة . إلى ذلك تحدث المحاضر فؤاد الصلاحي بدوره عن الساحات من منظور الوفاق الوطني وأكد في ورقته الخاصة بذلك "أن الحسم الثوري كان لدى الشباب منذ بداية الثورة لو لا التجميد المباشر الذي تعرضوا له من عدم الدعم للمسار الثوري الأمر الذي أدى إلى انحرافه . وأشار الصلاحي أن اصرار الشباب هو الذي أدهش العالم وهو نفسه الذي وصل إليه الحالنا اليوم من تقدم للشاب والثورة الشبابية التي تحولت إلى ثورة شعبية منوهاً أن عدم تفعيل دورهم وابراز صيحاتهم وغياب التوعية السياسية هو الذي أخر انتصار الثورة كلياً وتحقيق كل أهدافها فهناك كما نلاحظ دائماً صدامات قبلية وعنصرية ومذهبية وغيرها نتجت عن احتكار للمنصة الذي افرزت الكثير من النزاعات الداخلية الأمر الذي أدى إلى عدم القيام بمهام الثورة ناسين أو متناسين أن الساحات وسيلة للتغيير تمكنهم من إكمال أهدافهم الثورية وعدم انحراف المسار الثوري . وناقش الورقة التالية الأستاذ عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق والتي كانت بعنوان بقاء الساحات .. الجدوى والتبعات ..ونوقشت الورقة بمشاركة الحاضرين وتناولت العديد من النقاط كان أهم نقطتين تحدثت عن المزاوجة بين أعادة هيكلة الجيش والحوار والمساواة بينهم ولاقت النقاط المطروحة تجاوباً كبيراً وسط نقاش مطول ووسعة صدر وروح عالية لتبادل الآراء والاتفاق فيها ولأيضاً الاختلاف وكانت الورقة الأخيرة ناقشت موضوع البيئة المحيطة بالساحات وتأثرها من الاعتصامات والتي قدمها الأستاذ شرف الحمزي بعيداً عن السياسة ومع ذلك لاقت هذه الورقة العديد من ردود الفعل الغاضبة ومداخلات معارضة من قبل الشباب المشاركين جراء ما تناولته الورقة حول التأثر البيئي من بقاء الساحات ومن أهم النقاط التي تناولتها ورقة التأثر البيئي من الساحات – والتي شملت كافة الساحات بما فبها ساحات التحرير وعصر التابعة للمؤتمر الشعبي العام –رمي المخلفات وعدم المحافظة على النظافة وقطع الطرقات وإزعاج السكان والعيش وسط الأجواء المحملة بالغبار ومتغيرات الطقس والتي قد تؤدي إلى العديد من الأمراض وكذا التلوث الضوضائي الذي يغير طبيعة العيش ولاتعني كل تلك النقاط تقييد الحرية والتعبير عن الرأي وانما الأخذ بعين الاعتبار أن يتم أتخاذ تجنب كافة ما من شأنه زيادة المشاكل وتفاقم الأمور والتلوث البيئي على مختلف الأصعدة من جانبهم المشاركين استعرضوا واقع الساحات من التأسيس إلى الانتخابات "كما تطرقوا إلى محور "بقاء الساحات الجدوى والتبعات" ومحور "الساحات من منظور الوفاق الوطني" واختتمت أوراق العمل بورقة حول الساحات وتأثيرها على البيئة بحضور مختلف التوجهات الشبابية والسياسية تم التطرق لمختلف وجهات النظر حول بقاء أو رفع الساحات واستعرض المشاركون مجمع الحجج التي تستدعي الرفع فيما طرح الطرف الأخر وجهة نظره من البقاء. واعتبر شباب الساحات بقاءها ضماناً لتحقيق أهداف ومطالب الثورة الشبابية كاملةً فيما رأى البعض الآخر منهم أن الثورة لا يجب أن تنحصر في ساحة بل أن تخرج من هذا الحيز إلى مختلف المؤسسات والمرافق لنبني دوله مدنية في كل الجهات وبعيداً عن الساحات على أن تبقى للساحات رمزيتها فهي وسيله وليست غاية.. ومن الناحية الأخرى طالب البعض برفع الساحات كون الوفاق الوطني حقق تقدماً في الحكومة المشتركة والانتخابات المبكرة التي شارك فيها كل الأطراف معتبرين بقاء الساحات يخدم بعض الأحزاب فقط والشخصيات غير أن الساحات لم تعد بفعلها الثوري تطغى على الفعل السياسي خاصة أن ثمة أصوات من جوار الساحات في التحرير والتغيير على حدِ سواء. جاءت هذه الورشة في إطار اهتمام مركز الإعلام الثقافيCMC بما تمر به اليمن من أوضاع بعد ثورة 11 فبراير 2011م يذكر أن مركز الإعلام الثقافي CMC يركز في نشاطه على الجوانب التي تنهض بالثقافة والإعلام في اليمن ، وتوظيف الفنون المختلفة لخدمة القضايا التنموية والتوعويه وخلق جيل مثقف قادر على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع ما يسهم بالنهوض بالحركة الثقافية والإعلامية والمدنية وإقامة الفعاليات لتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية المختلفة.