لم تسمح ممارسات الحكومة الطائفية في بغداد لأي عربي مؤيد أو معارض لصدام بالوقوف معها أو حتى إعطائها فرصة، مارست الحكومة الإقصاء والطائفية وحملت لواء الدفاع عن العراقيين الشيعة وكأننا لسنا عربا أو نحمل دماءً عربية! سعدنا بطلب دول الخليج وموافقة العراق على عدم دعوة بشار الأسد للقمة العربية القادمة التي ستعقد في بغداد، ونأمل أن تشكل هذه الخطوة بداية لعودة العراق إلى محيطه العربي الاستراتيجي ودوره الفاعل الطليعي. من المهم أن يدرك أصحاب القرار في بغداد أن ذلك يتطلب الارتقاء التاريخي، وتغيير السياسات والممارسات، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وإعادة المهجرين، وفتح صفحة جديدة، وإرساء مصالحة وطنية لا تقصي أحدا. كان العرب وحتى العالم يستمع عندما يتحدث أو يتحرك العراق أو العراقي أيام صدام، كان للعراق والعراقي هيبة ووزن، أما الآن فلا أحد يهمه حتى متابعة أخبار العراق أو ما يجري فيه. أصبح العراقي بعد الاحتلال سجينا أو مهجرا، أكان مؤيدا أو معارضا للحكومة الحالية، لم يعد أحد يرحب بالعراقي أو العمل معه. هذا أمر محزن لكل عربي غيور. نحن لا نعادي إيران لأنها شيعية بل نعاديها لممارساتها الطائفية ولن يتسع المجال لبرهنة ذلك لكل ذي لب. من المهم أن يدرك العراقي أن لديه محيط من 22 دولة عربية ولديه عمق يزيد عن ثلاثمائة مليون عربي، من المهم أن يدرك العراقي أن العربي من دمه ولحمه، قبل أن يصبحوا سنة وشيعة وهندوس ومجوس! إن بناء دولة عراقية ديموقراطية قوية، تحترم الإنسان وكفاءته، هو قوة لكل العرب، لم ولن يصبح السني شيعيا ولا الشيعي سنيا، كل ولد ولم يختر مذهبه أو دينه، فعلام التقوقع وكره الذات وزرع الأحقاد! نحن نؤكد بأننا سنساعد العراق ليعود لحضنه العربي الطبيعي، وسنسخر عقولنا وأقلامنا لذلك عندما تساعد الحكومة نفسها وشعبها!