أربعة أعوام مضت والعراق هو العراق منذ بدء المغامرة الأمريكية هناك أعدم صدام ثم برزان والبندر ثم طه ياسين رمضان على قضية مقتل 148 شخصاً في حادثة الدجيل التي تعرض فيها موكب الرئيس صدام حسين حينذاك لكمين يهدف اغتياله لكن الحال لم يتغير ، أكثر من 000،600 قتيل عراقي منذ بدء الحرب إضافة إلى ملايين براميل النفط المسروقة عبر الجماعات المسلحة وربما الشركات الغربية وليس لهؤلاء أو تلك من وكيل ولا أي تحرك في اتجاه تحديد المسؤول. السابع من يوليو - تموز الماضي ، كان قد شهد حدثاً كثر على فاعليته الرهان ، حين أعلن العراقيون والامريكيون نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، ابو مصعب الزرقاوي إثر إلقاء طائرتين حربيتين امريكيتين من طراز اف 16 قنبلتين ، زنة الواحدة باوند «رطل انجليزي» على أحد المخابئ في بلدة هبهب ، قرب بعقوبة ، عاصمة محافظة ديالي. ردود الفعل على مقتل الزرقاوي جاءت على خلاف إعدام صدام ورفاقه ،حيث رحبت بالحدث معتبرة أنه يشكل ضربة قوية لتنظيم القاعدة. كان الرهان أن يكون مقتل الزرقاوي وإعدام صدام ورفاقه عاملاً حاسماً إلى حد كبير في تشتيت صفوف المجاهدين العرب وتنظيم القاعدة في العراق من ناحية من خلال مقتل الزرقاوي وضرب معنويات المقاومة العراقية ، من حيث إعلان نهاية الرموز الأبرز في قيادة حزب البعث الذي كان حاكماً في العراق لكن النتيجة جاءت في اتجاه آخر ، اندلاع مواجهات طائفية في العراق أخذت في التطور صوب حرب أهلية فعلية ، حيث باتت المدن العراقية المختلفة ، وبخاصة العاصمة بغداد ، تشهد عمليات تصفية طائفية متزايدة ، وصار شائعاً العثور على جثث لاشخاص تعرضوا للتعذيب والقتل بواسطة طلقات نارية في الرأس . العنف الطائفي في العراق كان قد اكتسب طابع الانتشار ، في أعقاب تفجير مرقدي الإمامين الهادي والعسكري في سامراء ، في الثاني والعشرين من فبراير شباط 2006م لتشهد العراق زيادة ملحوظة في عمليات التفجير بواسطة انتحاريين ، أو سيارات مفخخة ، قرب مساجد تابعة لكل من الشيعة والسنة ، فيما تزايد اتساع نطاق عمليات التهجير والتطهير بين أبناء الطائفتين ، واستيلاء كل جانب على ممتلكات الآخر. في مقابل ذلك التقت المرجعيات الدينية السنية والشيعية العراقية ، ووقعت على «وثيقة مكة في الشأن العراقي» مساء الحادي والعشرين من اكتوبر تشرين الأول 2006م. وثيقة الاتفاق ، تضمنت عشر نقاط ، وحظيت بموافقة قيادات دينية تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي ، إلى المحافظة على وحدة العراق واستقلاله ، وحماية الأماكن المقدسة ، وإطلاق سراح «الممختطفين الأبرياء» وكذلك الرهائن المسلمين وغير المسلمين ، وإلى نبذ إطلاق الأوصاف المشينة على السنة والشيعة ، وأن يكونوا صفاً واحداً. إلا أن مصير «صلح مكة» الذي حظي بمباركة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ، وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ، كان التجميد.. ذلك أن أياً من الجهات المعنية والموقعة عليه لم تلتزم به ، بل ظل كل طرف يحمل الآخر مسؤولية الفشل في تنفيذه. كان طالباني أدى قبل عام من ذلك التاريخ ، اليمين الدستورية ، رئيساً للعراق خلال المرحلة الانتقالية ، لكن أول انتخابات عامة بمشاركة كافة العراقيين من أكراد وعرب سنة وشيعة إلى جانب باقي الاقليات الاثنية والدينية ، في 31 ديسمبر كانون الأول عام 2005م وذلك لاختيار حكومة دائمة للعراق. وكانت المرة الأولى في تاريخ العراق القديم والمعاصر ، التي يتم فيها اختيار كردي رئيساً للعراق ، بعد أن اختارت الجمعية الوطنية العراقية جلال طالباني رئيساً للبلاد لفترة ثانية ، وذلك في الثاني والعشرين من ابريل نيسان عام 2006م. أميركياً شكل فوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلسي الكونغرس الامريكي التطور الأبرز ، إذ عد ذلك فوزاً لرافضي الحرب على مؤيديها ، وسط تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى أدنى مستوياتها ، وكذلك زيادة مستوى الرفض الشعبي لهذه الحرب. وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد ، الذي يعد إلى جانب نائب الرئيس ديك تشيني ، أكبر المؤيدين للحرب كان أول ضحايا التغيير السياسي الجديد في الولاياتالمتحدة. ورغم التطورات السياسية المثيرة في الولاياتالمتحدة ، فقد أعلن بوش عن استراتيجية جديدة في العراق ، تتمثل بزيادة عدد أفراد القوات الامريكية بحدود 20 ألف عنصر ، إضافة إلى زيادة تمويل الحربيين في العراق وافغانستان. وتتضمن خطة بوش تخصيص مساعدات اقتصادية جديدة للعراق تقدر بنحو مليار دولار ، وهي الأحدث في مخصصات امريكية للعراق بلغت 30 مليار دولار إلى جانب ارسال التعزيزات لكن خطة بوش واستراتيجيته في العراق أخذت تواجه بانتقادات من جانب الديمقراطيين في الكونغرس ، بالإضافة إلى ممارسة ضغوط أخرى عليه ، مثل المطالبة بوضع جدول زمني للانسحاب وهو ما أقره الكونجرس الامريكي في جلسته الأربعاء الفائت ليهدد بوش باستخدام الفيتو ضد القرار حتى لايصبح قانوناً.