تحرر الأستاذ والناشط السياسي عبد الله عمر باوزير من الإجابات العامة ، ووقف على مفاصل الأزمة اليمنية التي وصَّفها بالأطراف اليمنية المأزومة والفاقدة لثقافة الدولة ومؤسساتها والتي تعمل على خلق الأزمات والمشاكل لتوطد رجلها في المعلب السياسي وتتاجر بقضايا اليمن ومواطنيه سعيا وراء فرض آرائها ومواقفها . والأستاذ عبد الله عمر باوزير عضو المجلس المحلي بالمحافظة ، ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حضرموت فرع الوادي والصحراء ، وله نشاط وحضور سياسي واجتماعي في الإعلام والمنتديات والفضائيات . عبد الله باوزير : الربيع العربي أتاح الفرصة لعودة مشردي الربيع الأوربي وتنظيمهم لأحزاب ومنظمات أطلق عليها مجتمع مدني ..دعمتها ماديا وإعلاميا مؤسسات غربية لإحداث التغيير في العالم العربي من خلال الفوضى الخلاقة ..لا الثورة البناءة ، وساعدت الأنظمة على نجاح هذه الثورات بما وفرته لها من أسباب ومبررات . عبد الله باوزير : رغم الخصوصية الجيواستراتيجية للوضع في اليمن فما يزال مجموعة أوراق موزعة بأيدي لاعبين إقليميين ودوليين ورغم ما يبدو من حرص غربي إلا إنني أرى أن الأمريكان والبريطانيين بالذات لم يتوصلوا بعد إلي صيغة محددة للدور اليمني في امن التدفقات النفطية واستقرار المصالح الدولية !؟ . عبد الله باوزير : المطلوب ممارسة الكثير من الضغوط علي أطراف الأزمة داخل حكومة الوفاق وخارجها ، حتى لا تتحول اليمن إلي عراق أخرى في خاصرة الجزيرة العربية!! ، نعم عراق أخري لأننا لا نعيش ربيع عربي بل خريف تحولت معه الساحات إلي وسيلة إلي تحويل العالم العربي إلي ساحة لصراعات أيديولوجية وإستراتيجية –إقليمية ودولية . عبد الله باوزير : لليمن خصوصية جيواستراتيجية .. ونموّذج الحل اليمني غير صالح إلا لليمن فضلا عن ليس كل الحكام العرب يتمتعون بمواصفات وجسارة الرئيس :علي عبدالله صالح . عبد الله باوزير : الأزمة اليمنية على طريق الانفراج لان ما دفعت به الأزمة من انقسامات في المؤسسات الاستراتيجية وداخل المجتمع يهدد سير تنفيذ المبادرة ويعيق الرئيس: عبد ربة منصور واكبر المعيقات حرصه علي انسجام حكومة الوفاق التي لم يرتقي بعض أعضائها إلي مستوى المهمة الوطنية ولا زالوا في اسر انتماءاتهم الحزبية والمناطقية الضيقة.. عبد الله باوزير : وإذا لم يساند الجميع الرئيس عبدربه منصور واقصد بالجميع أطراف الأزمة ودول الخليج العربية والدول الكبرى .. وعليهم جميعا أن لا يستغلون الأوضاع التي دفعت بها الأزمة إلى مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية بل والاقتصادية!! في توسيع دائرة ونفوّذهم – ويدركوا أن اليمن ليس لبنان ؟! كما أن البحرين ليس تونس.. فأن المنطقة برمتها ستتغير خرائطها الاستراتيجية . عبد الله باوزير : المنتظم السياسي اليمني مأزوم ومنتج للازمات .. جميع مكوناته الحزبية شمولية –انقل الأزمات .التي حكمت وتلك التي اضطهدت ونشاءت مطاردة داخل اليمن المشطر أو خارجة" قوموية أو اسلموية، اشتراكوية أو لبرالية" جميعها دوغماتية ذات ثقافة مغلقة النهاية وبصرف النظر عن اختلاف الأيديولوجيات فان العقلية واحدة وان اختلف الخطاب والأطروحات.. لذلك لا تنتعش هذه التنظيمات ألا في الأزمات . عبد الله باوزير : إذا ما استعرضت (حكومة الوفاق) ستجدها مكونة من ممثلي تنظيمات ليس لها وجود خارج مقراتها وما تمثيلها إلا نتيجة تحالفاتها مع المؤتمر الشعبي العام من جهة أو مع التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي وان جمع الجميع (اللقاء المشترك) الأمر الذي أثار الكثير من المشاعر المناطقية والاجتماعية . عبد الله باوزير : أتمني علي الرئيس هادي اخذ زمام المبادرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. نعم وحدة وطنية لا توافقية سياسية وبوضوح تأخذ بعين الاعتبار تمثيل مكونات الدولة الجغرافية والديمغرافية لقطع الطريق أمام أزمات الباب الدوار وللشروع في حوار وطني شامل أفقي وراسي لبناء دولة قابلة للاستمرار-تتمتع مكوناتها الإقليمية أو الجغرافية والاجتماعية بحكومات ومؤسسات تشريعية وتنفيذية لإدارة مواردها الجغرافية والبشرية . عبد الله باوزير : ما يتعلق بالحراك الجنوبي.. آلا تجد في تجاهل القوي السياسية والاجتماعية الجنوبية ما يبرر رفض الحراك للمبادرة التي جعلت من تنظيمات 70% منها من محافظة واحدة واغلبها بقايا تنظيمات ولم يعد لها حضور حني داخل حارات مقرتها قوى سياسية مشاركة في الحكومة!؟ فضلا عن مشاركة الحوثيين ووضع قضيتهم علي قدم المساواة .. مع إقراري وتسليمي بحقهم ، هل علينا انقر لمن يطالب بوضع قضية " الجعاشن "علي قدم المساواة ونحولها من اجتماعية إلى سياسة !! . عبد الله باوزير : هناك الكثير والكثير في الخطاب السياسي مع قضايا تنتظر الحلول منذ1990 والخطاب الإعلامي لزعامات في الإصلاح ما زال مستفز لمشاعر أبناء حضرموتوالجنوب .. ويدفع في اتجاه تعزيز الحراك وتوسيع دائرة تأثيره داخل المجتمع بل بداء المجتمع يطالب بما هو اخطر من جنوب . عبد الله باوزير : ما لم نواجه كل قضايانا منذ عصور التجزئة السابقة لمطلع القرن العشرين وحتى اليوم ونخضعها للتحليل بموضوعية وتجرد بعيدا عن رغبوياتنا السياسة والذاتية فان الحوار الوطني لن يكون هروبا إلي الأمام بل اندفاع إلي قاع الهاوية !؟ . عبد الله باوزير : بناء الدولة المدنية الحديثة يجب أن يكون الموضوع المحوري لبناء دولة يمنية- قابلة للاستمرار وقادرة علي الإسهام في توفير الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة .. وإلا لن نجد مرحلة قادمة نرحل إليها مشكلاتنا !! يصر البعض على وصف الأحداث الأخيرة التي اجتاحت الوطن العربي بأنها ربيع عربيا سيثمر تغيير حقيقي نحو دولة مدنية حديثة يسودها المواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية ، تقيمك للإحداث التي اجتاحت الوطن العربي ؟ كثر الحديث عن الدولة المدنية الحديثة منذ سنوات سابقة تمتد إلي بدايات العقد الأخير من القرن الماضي .. أي في أعقاب انهيار المنظومة الاشتراكية علي إثر تحطيم الشعب الألماني لجدار برلين1989!!يومها كان العالم العربي يعيش حالة من لانقسامات في ظل نظام عربي مصاب بالشلل والعجز .. وفي حالة ذهول وهو يشاهد تساقط أنظمة رهيبة –قمعية وشموليه تتهاوي أمام ثورة الربيع الأوربي!؟ ، ومنها ما كانت لها تحالفات وعلاقات بالأنظمة العربية الشمولية وقوي اليسار العربي المعارض من مثقفين وسياسيين يتمتعون بحياة مرفهة في عواصم دول الكتلة الاشتراكية ، ويؤدون دور وضيفي سياسي بل واستخباراتي لصالح الاتحاد السوفييتي يومها .. هؤلاء احتضنتهم- لندن وباريس بل والبعض واشنطن ؟ تغير العالم واتجه نحو الديمقراطية – اللبرالية ولم تتغير الأنظمة العربية واتجهت إلي مجاراة المطالب الأمريكية بضرورة التحول إلي الديمقراطية مضطرة أمام ضغط المساعدات الأمريكية والأوربية ، وباشرت عملية تفصيل ديمقراطية علي مقاساتها !! ، إلا إن ذلك أتاح الفرصة لعودة مشردي الربيع الأوربي وتنظيمهم لأحزاب ومنظمات أطلق عليها مجتمع مدني ..دعمتها ماديا وإعلاميا مؤسسات غربية لإحداث التغيير في العالم العربي من خلال الفوضى الخلاقة ..لا الثورة البناءة وساعدت الأنظمة على نجاح هذه الثورات بما وفرته لها من أسباب ومبررات .. ورغم انهيار الأنظمة لم يحدث التغيير وما زالت مصر وتونس في حالة من الفوضى ولن تنتهي بانتخاب رؤساء الجمهوريات .. كما هو واضح أما ليبيا فتعيش حالة من الانقسامات المناطقية- الجهوية والقبلية بل والعرقية في الوقت الذي تعيش سوريا حرب أهلية مدمرة توقفها واستمرارها يتوقف على اتفاق روسي –أمريكي يؤدى إلي توقف صراع القوي الإقليمية العربية-الفارسية-التركية ؟ أما اليمن ورغم الخصوصية الجيواستراتيجية فما يزال مجموعة أوراق موزعة بأيدي لاعبين إقليميين ودوليين ورغم ما يبدو من حرص غربي إلا إنني أرى أن الأمريكان والبريطانيين بالذات لم يتوصلوا بعد إلي صيغة محددة للدور اليمني في امن التدفقات النفطية واستقرار المصالح الدولية !؟ ، بالإضافة إلي وجود خلافات بين أطراف النظام الإقليمي يعكسه الدعم المتحفظ للرئيس :عبد ربة منصور وان كان دعم المملكة العربية السعودية هو الأبرز والأقوى – إلا إن المطلوب ممارسة الكثير من الضغوط علي أطراف الأزمة داخل حكومة الوفاق وخارجها حتى لا تتحول اليمن إلي عراق أخرى في خاصرة الجزيرة العربية!! نعم عراق أخري لأننا لا نعيش ربيع عربي بل خريف تحولت معه الساحات إلي وسيلة إلي تحويل العالم العربي إلي ساحة لصراعات أيديولوجية وإستراتيجية –إقليمية ودولية شبيهة بما أحدثته الثورة العربية الكبرى في العقد الثاني من القرن العشرين .. وتسألني عن الدولة المدنية والمواطنة المتساوية ؟! لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إعادة صياغة الدولة بواقعية مبنية علي الحقوق الاجتماعية والمساواة وهذا لا يتحقق إلا في النظام الاتحادي .. لا من إقليمين كما يدعو إليه البعض.. وهذا يتطلب قبول الفاعل الإقليمي. نظر المجتمع الدولي للنموذج اليمني باعتزاز في ظل ربيع عربي غارق في وحل من الدماء واجترار الخلافات ونبش الصراعات الحزبية والسياسية والفئوية والعرقية ، مدى صحة نجاح النموذج اليمني السلمي ، وهل يصلح لتعميمه نموذج سلمي حضاري ؟ قلت لك في إجابتي السابقة : لليمن خصوصية جيواستراتيجية .. ونموّذج الحل اليمني غير صالح إلا لليمن فضلا عن ليس كل الحكام العرب يتمتعون بمواصفات وجسارة الرئيس :علي عبدالله صالح . . الذي تعاطي مع المبادرة الخليجية بمسئولية تجلت في إصراره علي تحويلها إلي خطة إنقاذ وليس فقط خارطة طريق كما يحلوا للبعض تسميتها !! ولم يوقعها إلا بعد إجراء التعديلات المطلوبة عليها ..وفي الرياض وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار رجال الدولة السعودية بالإضافة إلي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلي المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوربي إلي جانب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة- السفير: جمال بن عمر.. كل ذلك لم يأتي عبثا ولا استسلاما منه كما حاول خصومة وأعدائه تصويره !! وإنما بما أملته عليه مسؤولياته في لحظة تاريخية فارقة دللت علي إدراكه لتركيبة الشعب اليمني وخطورة هشاشة منتظمة السياسي .. وطغيان الانتماءات العشائرية والمناطقية الجهوية والاجتماعية.._لذلك أصر علي تسليم السلطة من خلال المؤسسات الدستورية وان يتولى منصب الرئاسة رئيس منتحب لقيادة الدولة والمجتمع .. محملاً النظام الإقليمي صاحب المبادرة مسؤولياته لا تجاه اليمن بل وتجاه امن واستقرار الإقليم والمصالح الدولية وكذلك النظام الدولي ممثلا في الدول الكبرى– قبل أن يغادر منصبة السيادي إلي دوره السياسي . ولو أخذنا سير الأحداث منذ فبراير2011وحتى انتخاب الرئيس عبدربه منصور في فبراير2012لأدركنا عدم وجود أوجه مقارنة بين-الرئيس السابق: علي عبدالله صالح ومعمر القذافي وبشار الأسد !! ، ولا بين اليمن والدول العربية الأخرى لأسباب جيواستراتيجية تتعلق بأمن قوس النفط العالمي الممتد من باب المندب إلى بحر قزوين وتدفقاته بالإضافة إلي الملاحة والتجارة الدولية ، فضلا عن الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية والخليج كل ذلك كان خلف المبادرة الخليجية وكل ذلك لا يجعلها صالحة لإخراج سوريا من الحرب الأهلية التي تدور رحاها هناك لحسابات تداخل فيها الإقليمي بالدولي ولا أظنها ستتوقف برحيل الأسد ولا تغيير النظام فقط بعد أن كشف عن طائفيته وتحالفاته الإقليمية والدولية. على أي حال ..كون المبادرة لا تصلح لغير اليمن لا يعنى أن الأزمة اليمنية على طريق الانفراج لان ما دفعت به الأزمة من انقسامات في المؤسسات الاستراتيجية وداخل المجتمع يهدد سير تنفيذ المبادرة ويعيق الرئيس: عبد ربة منصور واكبر المعيقات حرصه علي انسجام حكومة الوفاق التي لم يرتقي بعض أعضائها إلي مستوى المهمة الوطنية ولا زالوا في اسر انتماءاتهم الحزبية والمناطقية الضيقة.. وإذا لم يساند الجميع الرئيس عبدربه منصور واقصد بالجميع أطراف الأزمة ودول الخليج العربية والدول الكبرى .. وعليهم جميعا أن لا يستغلون الأوضاع التي دفعت بها الأزمة إلى مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية بل والاقتصادية!! في توسيع دائرة ونفوّذهم – ويدركوا أن اليمن ليس لبنان ؟! كما أن البحرين ليس تونس.. فأن المنطقة برمتها ستتغير خرائطها الاستراتيجية . إذا عدنا إلى المشهد اليمني المعقد ، هل تعتقد بان اتفاق أطراف الأزمة أو بعضها في اليمن على الحل السلمي والمرحلة الانتقالية سيؤسس لدولة مدنية حديثة ، أو سيستمر مسلسل توليد المشكلات والأزمات ، وسنعمل على ترحيل مشاكلنا لتنفجر بشكل مميت في المرة القادمة ؟ يا أخي..أي قارئ بموضعية للمشهد اليمني.. لن يفوته إدراك أن المنتظم السياسي اليمني مأزوم ومنتج للازمات .. جميع مكوناته الحزبية شمولية –انقل الأزمات .التي حكمت وتلك التي اضطهدت ونشاءة مطاردة داخل اليمن المشطر أو خارجة" قوموية أو اسلموية، اشتراكوية أو لبرالية" جميعها دوغماتية ذات ثقافة مغلقة النهاية وبصرف النظر عن اختلاف الأيديولوجيات فان العقلية واحدة وان اختلف الخطاب والطروحات.. لذلك لا تنتعش هذه التنظيمات ألا في الأزمات ..حيث تجد مجالا للظهور ومبرر لدعم الرعاة.. وإذا ما استعرضت (حكومة الوفاق) ستجدها مكونة من ممثلي تنظيمات ليس لها وجود خارج مقراتها وما تمثيلها إلا نتيجة تحالفاتها مع المؤتمر الشعبي العام من جهة أو مع التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي وان جمع الجميع (اللقاء المشترك) الأمر الذي أثار الكثير من المشاعر المناطقية والاجتماعية وجميعها متفاعلة ويمكن أن تنفجر وتنقل الأزمة إلى مسارات أخري لا إعاقة تنفيذ الجانب المهم من المبادرة "مؤتمر الحوار الوطني !!" الذي تعمل كثير من الأطراف المشاركة في الحكومة علي أعاقته رابطة بينه وبين هيكلة القوات المسلحة والأمن .. رغم اختلاف المهام .. بين ما هو فني يتعلق بهيكلة مؤسسات يوما هو سياسي يتعلق بإعادة هيكلة دولة وصياغة نظام سياسي .. وأظن مجلس الأمن الدولي قد تنبه إلي ذلك فاصدر قراره الأخير الذي يضع أي طرف يعيق قرارات رئيس الجمهورية وتنفيذ المبادرة تحت طائلة المادة 41 من البند السابع.. الأمر الذي سيمكن الرئيس من إيقاف مسلسل توليد المشكلات والأزمات ..لذا أتمني علي الرئيس هادي اخذ زمام المبادرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.. نعم وحدة وطنية لا توافقية سياسية وبوضوح تأخذ بعين الاعتبار تمثيل مكونات الدولة الجغرافية والديمغرافية لقطع الطريق أمام أزمات الباب الدوار وللشروع في حوار وطني شامل أفقي وراسي لبناء دولة قابلة للاستمرار-تتمتع مكوناتها الإقليمية أو الجغرافية والاجتماعية بحكومات ومؤسسات تشريعية وتنفيذية لإدارة مواردها الجغرافية والبشرية وفقا لدستور الدولة والقوانين المحكومة بنصوصه ..وهذا سيضع حد لترحيل المشكلات ويمنع تفجرها في أزمات في المستقبل-لثلاثة عقود وربما اقل – تتحمل الأجيال القادمة مسؤولياتها ..وقد تتوحد الجزيرة العربية ويصبح اليمن المستقر محور الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم. يذكر البعض بان اتفاقية الخليج والتي تم توقيعها من قبل طرفي الأزمة ، وأدت أيضا إلى تقاسم المصالح بين الطرفين لا تمثل إجماعا من قبل المجتمع اليمني وشرائحه ، ولذلك بعد ما يقارب عام من التوقيع على الاتفاقية لم نشهد تقديم أي طرف سياسي حلولا واقعية ومفصلة لمتطلبات المبادرة ، علما بان هناك من يصرح ويرفض المبادرة جملة وتفصيلا سواء من شباب الثورة أو من قبل الحراك الجنوبي ؟ تقصد باتفاقية الخليج المبادرة .. وهي اتفاقية بعد توقيعها، دون شك أدت إلي تقاسم الحقائب الوزارية لا المصالح كما يفترض !؟ وان كان هناك من تقلد المنصب الوزاري لتحقيق مصالح شخصية أو لقوى اجتماعية أو سياسية فذا وارد بل وموجود والشواهد كثيرة ولا تخرج بعض المشاريع التي تقدم بها بعض الوزراء ومنذ الأسبوع الأول عن مثل هذا الطموح وكأن هذه الحكومة ليس لديها مهمة محددة لا خراج البلاد من أوضاعها المتوترة والانقسامية إلي حالة توفر لها أرضية لمناقشة أوضاعها وتحديد أسباب أزماتها ووضع الحلول لها من خلال حوار وطني شامل وغير قاصر علي أطراف حكومة الوفاق أو الأطراف الموقعة علي المبادرة .. ولكنها الثقافة السياسية ذات البنية الواحدة وان اختلفت المباني في حجمها وإشكالها تظل بنيتها الهيكلية وأسسها واحدة .. وأحزابنا وان اختلف الخطاب يظل نتاج عقلية واحدة.. لذلك لم يتغير أي شي ذات الأدوات والممارسات .. التي كانت تنتقد وأقولها بوضوح ربما أسوء .. أما الحلول المطلوبة فهي ليست من اختصاصاتها وبنص المبادرة على الحكومة تهيئة الظروف المناسبة لعقد مؤتمر الحوار الوطني وتوفير الوسائل والتسهيلات لإنجاحه ، إذا ليس مطلوبا من أطراف الوفاق الحكومي تقديم مشاريع للحلول لا واقعية ولا خيالية مفصلة أو ملتبسة وان وجدت يجب أن تطرح علي الحوار الوطني وليست برسم قرارات حكومية !! أما من يصرح برفض المبادرة ليس فقط الساحات وإنما عناصر قيادية لتنظيمات مشاركة في الحكومة للابتزاز السياسي أو لأسباب جهوية أو عقائدية معروفة .. وربما مدفوعة الثمن وجميعها ستتراجع إذا ما أعاد الرئيس هادي النظر في عملية التوافق وشكل حكومة وحدة وطنية علي أسس وطنية لا سياسية !! هذا في ما يتعلق بشباب الساحات و أطراف الوفاق !! . أما ما يتعلق بالحراك الجنوبي.. آلا تجد في تجاهل القوي السياسية والاجتماعية الجنوبية ما يبرر رفض الحراك للمبادرة التي جعلت من تنظيمات 70% منها من محافظة واحدة واغلبها بقايا تنظيمات ولم يعد لها حضور حني داخل حارات مقرتها قوى سياسية مشاركة في الحكومة!؟ فضلا عن مشاركة الحوثيين ووضع قضيتهم علي قدم المساواة .. مع إقراري وتسليمي بحقهم ، هل علينا انقر لمن يطالب بوضع قضية " الجعاشن "علي قدم المساواة ونحولها من اجتماعية إلى سياسة !! وهناك الكثير والكثير في الخطاب السياسي مع قضايا تنتظر الحلول منذ1990 والخطاب الإعلامي لزعامات في الإصلاح ما زال مستفز لمشاعر أبناء حضرموتوالجنوب .. ويدفع في اتجاه تعزيز الحراك وتوسيع دائرة تأثيره داخل المجتمع بل بداء المجتمع يطالب بما هو اخطر من جنوب شمال إذا لم تدرك مختلف الأطراف خطورة التركيز علي أطراف الأزمة في صنعاء وتتجاهل .. مجتمعات لها تطلعاتها وقضاياها المرحلة .. أما الانشغال بتلك الزعامات في صنعاء فقط فالمقابل الكثير من الرفض!!؟وتوسيع التصدعات التي أحدثها خطاب تلك الزعامات-العشائرية والمناطقية لثاني اكبر الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق . المطلوب وطنيا ومحليا وإقليميا ودوليا من كافة القوى السياسية والاجتماعية في اليمن التوجه إلى الحوار الوطني الشامل على الرغم من جهلنا الكامل لآلية الحوار وطريقته ونوعيته " سياسي أو اجتماعي " . ففي رأيك هل سيستطيع هذا الحوار المقيد بفترة زمنية قصيرة حلحلت مشاكل اليمن وإيجاد حلولا حقيقية لها ؟ أم انه سيكون هروبا إلى الأمام وترحيل المشاكل للمرحلة القادمة ؟ لا مجال ولا وسيله أمامنا غير الحوار الوطني الشامل لا من حيث المشاركة الواسعة السياسية والاجتماعية .. بما فيها مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العلمية الخ..وإنما موضوعات الحوار بكل أبعادها التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من القضايا التي شكلت العقلية السياسية الأوحدية –وتسببت في الحالة الانقسامية والذهنية العشائرية والمناطقية التي أبرزتها هذه الأزمة .. وأدت إلي تحويلها أزمة وطنية لا مجرد أزمة سياسية !! ما لم نواجه كل قضايانا منذ عصور التجزئة السابقة لمطلع القرن العشرين وحتى اليوم ونخضعها للتحليل بموضوعية وتجرد بعيدا عن رغبوياتنا السياسة والذاتية فان الحوار الوطني لن يكون هروبا إلي الأمام بل اندفاع إلي قاع الهاوية !؟ ** أنا هنا لا أهول ولكن احذر وسبق وان حذرت ومنذ 2007 في ندوات عامة في منتديات فكرية واجتماعية مثل منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي-بمدينة المكلأ وكذلك منتدى الثورة وأخري في جامعة حضرموت وأخرها في جامعة تعز عشية ( ثورة الشباب) وجميعها قوبلت فيها بالاستهجان من المزايدين والمجندين في فرقة حسب الله- وأنت تذكر ما جري في جامعة تعز ولا بد أنك تذكر ذلك الدكتور الذي قال "ما يشتي الحضرمي؟"وما حدث بينكم معه!! لم نكن مطبلين.. وتابعنا ذلك في مقالات منشورة وعلي شاشات الفضائيات , ولم يناقشنا احد في ما ذهبنا إلية إلا بعد أن استغلت ثورة الشباب من القوي والزعامات الانتهازية وتصاعدت الأزمة .. سمعنا بعض الثناء في الوقت الضايع!؟ اليوم نحذر مره أخرى ونحن نسمع الرفض المسبق لبعض العناوين الرئيسية التي يجب أن تكون على أجندات الحوار الوطني ومنها الفدرالية ذات الأقاليم المتعددة .. ولا نقول جنوب وشمال..التي يطالب بها دولة المهندس :حيدر العطاس والرئيس الأسبق:علي ناصر محمد- وإنما خمسة أقاليم ..وأظن هذا العنوان يجب أن يكون الموضوع المحوري لبناء دولة يمنية- قابلة للاستمرار وقادرة علي الإسهام في توفير الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة .. وإلا لن نجد مرحلة قادمة نرحل إليها مشكلاتنا !! يدعو البعض لحل مشكلة الجنوب في إطار ما يسمى بفدرالية الأقاليم ، ألا تعتقد ان الوقت متأخر على مثل هذا الطرح ، والأمر الآخر كيف سيتم إرساء دولة مدنية حديثة على أساس فدرالي في وجود قوى تقليدية معيقة تمنع من قيام الدولة وتحاربها ، وتريد الاستحواذ عليها ، كما قال الأستاذ هيكل في توصيف الأزمة اليمنية " قبيلة تبحث عن دولة " ؟ انا لا أوافق الأستاذ هيكل في تبسيطه وتسطيحه للازمة اليمنية !! فقد شاهدت وسمعت هيكل وهو يتناول قضايا الوطن العربي في السنوات الأخيرة على قناة الجزيرة مع محمد كريشان ، وعلينا أن نتذكر ما قاله قبل بضعة أشهر على اندلاع الأحداث في تونس ومصر في تلك الحلقات التي سجلت على ضفاف التايمز.. ألم يقل:المسبح فارغ ولا يوجد من يملأه .. متحدثا عن الأنظمة والشعوب واستسلامها ليقول : لا أرى أي بوادر للتغيير ، وإذا بالثورة تندلع في تونس .. وغادر بن علي تونس لتندلع في مصر بعد حوالي ثلاثة أشهر في يناير 2012، ويغادر الرئيس مبارك منصبة ليتولي المجلس العسكري السلطة .. بعد أشهر تحدث هيكل عن ضرورة إنها تظاهرات وإعتصامات ميدان التحرير وطالب بانتخاب المشير طنطاوي لرئاسة الجمهورية محذر من الفوضى الخلاقة التي لا تعبر عن ثورة واضحة الأهداف بقدر تعبيرها عن ناس في الشارع لا يدركون التزامات الدولة ويصرون على ما يريدون في الوقت الذي يواجه المجلس العسكري مسؤولياته من موقع مختلف .. محذرا من خطورة ذلك الوضع الذي لا يتجاوز مطالب في الميدان مصرة علي ما تريد ، وقيادة تدرك التزامات مصر ، وغير قادرة علي التجاوب مع تلك المطالب مسقطا ذلك علي تونس . وفي تلك الحلقة التي لم يتجاوب فيها مع الصحفي كريشان قال عن اليمن : قبيلة تبحث عن دولة .. ذلك التبسيط بالإضافة إلي ما ذكرت يجعلني أقول للمستشهدين بهيكل .. أن هيكل لم يعد ذلك المطلع المتابع ولا صاحب العلاقات الخاصة والمتميزة مع دوائر صنع القرار في واشنطنولندن أو باريس .. كما كان أو كما يقول.. وقد وجد في الجزيرة_القطرية ما يعوضه عن ماضي لم يعد له وجود لا من حيث الزمان ولا السياسات بل و لا نوعية صناعها .. اليمن قبائل لا تبحث عن دولة – بل دولة تبحث عن الخلاص من أسار شراكة السياسي،القبيلة ،العسكر.. وقد بداء السياسي يتحرك في اتجاه التخلص من تلك القوي لبناء الدولة .. منذ 2006 ، وكان الرئيس علي عبداللة صالح ..بالفعل يريد بناء دولة غير خاضعة لثلاثية الشراكة بناء علي رغبته في اختتام حياته السياسية ..ولكن مراكز القوي وجماعات المصالح في السلطة والمعارض حالت دون تحويل برنامجه الانتخابي إلي عمل جاد في اتجاه بناء الدولة..لكي لا يكون اتأترك ويتحمل عنهم مفاسدهم كسوهارتو!! يا صاحبي. تكاد تنحصر مطالب قيادات الجنوب في مطلبين ، فك الارتباط والفدرالية المزمنة من إقليمين . في رأيك هل هذه الحلول واقعية وقابلة للتطبيق على ارض الواقع ؟ أولاً:هناك خطاء يقع فيه السياسيون وأوقعوا لإعلام فيه وهو إطلاق مصطلح أو كلمة قيادات جنوبيه وقيادات شمالية علي قيادات حزبية جميعها تمارس العمل السياسي لتنظيمات سياسية مرخصة وتمارس نشاطها وفقاً للقانون اليمني ، فهل اعتبر الدكتور يسين سعيد نعمان أمين عام الاشتراكي-جنوبي وعبد الوهاب الأنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح شمالي .. وكذلك السيد عبدالرحمن الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن (رأي)جنوبي.. والأمر ينسحب علي السيد حيدر العطاس وعلي سالم البيض وكذلك علي ناصر محمد.. جميعهم ينتمون إلي أحزاب داخل المشترك أو خارجه ، وحتى اللحظة هذه لم نسمع من إي منهم إعلان استقالته من حزبه ، كما لم تعلن أحزابهم شطبت عضويتهم !! . هذا علي ماذا يدل ؟! آلا يدل علي أننا نعيش أزمة فكر وثقافة سياسية أسهمت في إعطاء الأزمة مساحات أوسع وحولتها إلي أزمة وطنية مركبه وذات أبعد في خطيرة تجاوزت الجهوية إلي المناطقية والعشائرية مستغلة ثورة أو انتفاضة الشباب من جهة وحركة ( الحراك الجنوبي) من جهة ثانية بالإضافة إلي قضية الحوثيين في صعدة..مما فتح الباب علي مصراعيه أمام سياسيين من مختلف الاتجاهات لدخول سوق الأزمة ومن بوابات _الشباب والحراك والحوثيون .. فانعقدت الاجتماعات والمؤتمرات في الخارج بزعامات سياسية من الحزب الاشتراكي_ ومنها وأهمها في تقديري مؤتمر القاهرة الذي هندسه السيد حيدر العطاس ، وجلب إليه أعضاء الحزب الاشتراكي من الجنوب و بعض النواب إلى جانب أعداد من المغتربين ووجه الدعوة إلي علي البيض وزعامتي الرابطة رأي وأبناء الجنوب ولأسباب تتعلق بزعامة هذا التكتل أو التجمع رفض البيض المؤتمر واشترط الجفري ان يكون تنظيم جبهوي _حزبي .. ونجح حيدر في أعطي هذا المؤتمر صفه (قياده جنوبيه) في الوقت الذي ظل البيض .. يطلق علي نفسه رئيس الجمهورية مستندا علي رئاسته لدولة الانفصال عام1994. هؤلاء هم من يطلق عليهم القيادات الجنوبية .. وجميعهم يدعون قيادتهم للحراك.. مما تسبب في شق الحراك وما حصل مساء 6/7/12يؤكد عكس ما يدعون!؟ ، فهل ما يطرح لفك الارتباط _أي الانفصال أو المطالبة بفدرالية من إقليمين ..جنوب-شمال يمثل إجماع ولو نسبي أشك في ذلك ، بل وازعم ان أبناء حضرموت وعلي اختلاف انتماءاتهم السياسية والمجتمعية يرفضون المشروعين وبأغلبية نسبية عالية..و ان كان من اختلاف فهو يتلخص في استقلال حضرموت أو فدرالية من خمسة أقاليم ، أي ان يكون إقليم حضرموت _ولاية في دولة اتحادية وهذا ما جعل خطاب :البيض يتغير في اتجاه فدراليه جنوبيه ، وكذلك :العطاس في حكم محلي يرقي إلي مستواء الفدرالية.. وهناك حوار يجري مع علي ناصر وحيدر العطاس عن طريق ما أطلق عليه لحنة الاتصال . وفي تقديري هو حوار مساومة_ سياسية لن تؤدي إلي نجاح الحوار الوطني .. وان أشاد بذلك السفير: جمال بن عمر_ أجد في تشديد الرئيس: عبد ربه منصور هادي ما ينبه إلي ان الأزمة ما زالت متفاعلة وهنا مربط الفرس . ثانيا : علي النظام الإقليمي ممثل في (مجلس التعاون لدول مجلس التعاون) أن لا يأخذ الأزمة علي أنها أزمة سياسة _عسكرية أو عشائرية .. بل أزمة ألقت بتداعياتها علي المجتمع وأدت إنقسامات داخلية وحالة من المشاعر المتضاربة وشعور متنامي بالتهميش لدي القوي السياسية والمجتمعية في المحافظات خارج العاصمة_صنعاء مما سيفقد جميع القيادات السياسية القدرة علي تنفيذ أي اتفاقيات بين القوي السياسية .. الأمر الذي يتطلب الشروع في حوارات وطنية_محلية وعلي نتائجها تتم عملية صياغة أجندات الحوار.. لا ان تفرض ..حتى لا تستغل من قبل أطراف خارجية-إقليمية أو دولية، ومن خلال هذه الحوارات ستتحد درجة وحجم من يطلق عليهم قيادات!؟ مطلوب من اليمنيين الاتفاق على دستور عصري وحديث يؤسس للدولة المدنية الحديثة كناشط سياسي ، ما هي مطالبكم في الدستور القادم والنظام الانتخابي . وما تصورك للدولة المدنية اليمنية الحديثة ؟ يا أخي اسمح لي أن أقول لك: كثيرة هي المصطلحات والتعريفات التي نرددها دون أن نعرف دلالاتها ..دولة مدنية ماذا تعني ؟! أكثر من دولة يتمتع مواطنيها بحقوقهم كاملة ولا سيادة فيها لحزب أو فئة وان الشعب هو صاحب السيادة ومفوضها من خلال نظام انتخابي يوفر للشعب ممارسة حقه في اختيار ممثليه في انتخابات عامة –مباشرة وتنافسية إلي السلطات الثلاث_ السيادية أو التنفيذية والتشريعية والقضائية ومن دون الدخول في تشعبات ونظرات دولة ذات نظام ديمقراطي-سياسي-اجتماعي ينظم العلاقة بين الدولة والمجتمع وفق مبادئ المساواة والعدالة وينظم ذلك دستور يتم استفتاء الشعب علية ويعد قانون الدولة الأول الذي تخضع كل التشريعات والقوانين المنظمة لحياة ومناشط المجتمع.. و لا يوجد دستور عصري و أخر غير عصري وإنما أنظمة ديمقراطية وأخرى كليانية ودكتاتورية الأخر ما إلي ذلك من النظم السياسية _ وجميعها تنظمها دساتير تائمها وتعطي الدولة حق ممارسة القوة القهرية _ في تنفيذ سلطة القانون. اما تصوري للدولة اليمنية فهو الدولة الاتحادية المكونة من ولايات أو أقاليم –علي أسس جغرافية واجتماعية.. تديرها حكومات محلية لها مؤسساتها التشريعية والتنفيذية المنتخبة وفي إطار الشخصية الدولية والقانونية .. للدولة اليمنية التي تمثل السيادة علي المستويين الدولي والوطني _وتمثلها حكومة مركزية ذات مهام محددة.. تشمل أراضي ومواطني الدولة .. تقابلها أخري إقليمية تتمتع بحق وضع السياسات الإدارية والتنموية الداخلية الخاصة بالإقليم وإقرارها هذا بشكل عام وهناك الكثير من النظم الاتحادية المحققة للوحدة مع الحفاظ علي التنوع والتميز- وكل ذالك يجب ان يخضع لحوار مستفيض تناقش فيه وتبحث كل القضايا بوضوح و مسؤولية لاستخلاص الأسس البنيوية والقانونية وللدولة في الحوار الوطني الشامل_ للأهمية لا لفدرالية الإقليمين فهي البوابة لا لانفصال فحسب بل ولزعزعة امن المنطقة وتعريض المصالح الدولية لمخاطر عدم الاستقرار. زدهرت المجالس والهيئات سواء كان على مستوى الجنوب أو على المستوى المحلي في المحافظات ، فهل هذا التزايد الفطري للهيئات والمجالس والجهات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تطرح مشاريع متناقضة ومتصارعة ظاهرة صحية ؟ طبيعي ان يحصل مثل هذا في ظل التهميش الحاصل نتيجة انشغل القوي السياسية بجني ثمار الأزمة من خلال مساومات في صنعاء .. مما أدي إلي فراغ سياسي .. اندفع البعض بحسن نية وأخر مدفوع من قبل أطراف (التوافق_الحكومي) ومن أطراف إقليمية ولا استبعد الأطراف الدولية !! . كيف تنظرون لمستقبل اليمن بعد الأزمة الطاحنة التي مر بها الوطن ؟ يقول الرئيس الفرنسي الراحل السياسة قراءة الخرائط.. واليمن بموقعة الجغرافي في الزاوية الجنوبية الغربية المتحكمة في حركة الملاحة والتدفقات النفطية في بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر _ الذي يعد أنبوب النفط الغرب بالإضافة موقعة علي تخوم اكبر الاحتياطيات النفطية وكثافته السكانية أصبح في بؤرة اهتمام العالم.. وكل ذلك يضعنا أمام مستقبل مبشر .. إذا ما غادرنا المطامع الصغيرة والذاتية الضيقة السياسية –العشائرية والمناطقية بل والحزبية..وأظن أن في هذه الأزمة الكثير من الدروس والعبر إذا لم نستوعبها ونحول نتاجها إلي حالة من الوعي بمصالحنا ومصالح العالم .. فأن المستقبل قاتم لأنه سيكون ليس قرارنا !! وهذا يكفي.