قبل بداية أي حفلة موسيقية ينظر الجمهور في العازفين ويستعرضهم واحدا واحدا، ومن خلالهم يستطيع أن يتكهن بنوعية العزف القادم جيدا سيكون أم متواضعا، ولا شك أن هيئة التحرير الجديدة ومن تقوم باستكتابهم من الأقلام المختلفة ربما يغيرون وجه شبام التي ألفناها، غير أننا ندع هذا لقادم الأيام حتى لا نجازف بمدح أحد أو الإساءة إلى أحد، وإن كان يحضرني الآن، وبقوة، قول محمود درويش (( أنا يوسف يا أبي/ يا أبي/ إخوتي لا يحبونني/ لا يريدونني بينهم يا أبي/ يعتدون علي ويرمونني بالحصى والكلام/ يريدونني أن أموت كي يمدحوني/ وهم أوصدوا باب بيتك دوني/ وهم طردوني من الحقل/ هم سمموا عنبي يا أبي)) مما عانى منه الكتاب والكتابة الحضرمية في السنين الماضية، وأثر سلبا على مستوى الأداء الصحفي، فلم نسمع كما يقول السرديون سوى راو وحيد أسبغ صوته على النص وحاول تقديم وعي الشخصيات من خلال صوته. فهل نستطيع أن نشهد من خلال هذه التغييرات التي مست هيئات تحرير الصحف في حضرموت في الأسبوعين الأخيرين تجديدا وتفعيلا في صحافة حضرموت؟ وهل ستشهد صحيفة (شبام) دراما صحفية متصاعدة بحيث تدخل عنصرا فاعلا في صناعة الإنسان والبلد، أو أن الأمور ستبقى على رتابتها؟ نحن تعودنا على أن كل صحف الدول والأنظمة السياسية في العالم الثالث تقوم بالدور الغنائي نفسه الذي كان يقوم به الشاعر القديم في تمجيد قبيلته، وقلما هجا شاعر قبيلته أو انتقدها إلا الصعاليك، فلعلنا –بناء على هذا- بحاجة إلى مجموعة من الكتاب الصعاليك (بالمعنى الإيجابي للكلمة) لتحرير دلالات جديدة في الكتابة الصحفية على مختلف المستويات بحيث يغدو حتى الكاتب الذي يهمس إلى نفسه غير بعيد عن تفاعله مع المجتمع وإحساسه به، وعندما يغدو كل مقال جزءا من وجود الناس وهمومهم، وعندما يغدو كل أنا هو نحن، يمكن حينئذ أن تحف المباهج والنجاحات ب (شبام) أو بأي صحيفة أخرى. وعلى أية حال هذه لحظة انتقال تمر بها (شبام) فإما أن تثبت من خلالها قدرتها على التجاوز، وإما أن تعود إلى سابق عهدها تناغما مع عادة ألفت عليها، فتملأ صفحاتها كيفما اتفق لمجرد إصدار العدد فقط، من باب أن في ترك العادة عداوة كما يقولون. ——————– *الوتر السادس:عمود أسبوعي في صحيفة شبام