صدر عن دار دوعن للنشر والتوزيع بالمكلا في أواخر عام 2013م كتاب للباحث في الجغرافيا وقضايا الهجرة والتنمية الدكتور عبدالله سعيد باحاج تحت عنوان ( مآثر حضرمية في الديار التونسية : من الفينيقيين إلى الهلاليين إلى الحضارمة الأندلسيين ) . وقد تولت مطبعة وحدين بالمكلا طباعة هذا الكتاب ، وهذا هو الإصدار الثامن لدار دوعن بالمكلا والتي بدأ نشاطها منذ عام 2007م ، كما أنه الإصدار الثامن عشر لمؤلفه ، وهو مجموعة محاضرات ألقاها في بعض منتديات حضرموت . ويتناول هذا الإصدار الجديد للدكتور باحاج وبإيجاز ما تركته هجرة الحضارمة منذ القدم وإلى اليوم من مآثر وتأثيرات في بقاع شتى من العالم وبوجه خاص في بلاد المغرب العربي والديار التونسية على وجه التحديد ، وذلك من خلال ما طرحه المؤلف من رؤية علمية واحتمالية ملموسة حول علاقة الحضارمة بالفينيقيين الذين استوطنوا جزر البحرين في الخليج العربي ومنها إلى سائر بلاد الشام ثم إلى سواحل المغرب العربي ومن ضمنها السواحل التونسية وهناك أطلقوا اسم (حضرموت ) على إحدى مستوطناتهم الكبرى والمسماه اليوم ( سوسة ) وهي المدينة الثالثة في الجمهورية التونسية الحالية . وتناول الدكتور باحاج علاقة الحضارمة بالهلاليين في هجرتهم من حضرموت إلى نجد وإلى الحجاز ثم إلى صعيد مصر وأخيراً إلى البلاد التونسية وتحديداً إلى القيروان وانتشروا بعد ذلك في بقاع كثيرة من البلاد المغرب العربي وغرب إفريقيا ونهر السنغال وغيرها من المناطق المجاورة . وأشار المؤلف في ذلك إلى ما رافق السيرة الهلالية من أسطورة ووقائع تاريخية موثقة . وفي المحور الثالث والأخير من الكتاب تناول المؤلف شيئاً عن هجرة الحضارمة الأندلسيين من بلاد الأندلس إلى الديار التونسية أثناء النزوح الجماعي الكبير للعرب والمسلمين من الأندلس بعد انهيار الحكم العربي والإسلامي فيها . ومن هذه الهجرة الحضرمية الأندلسية ظهر العلامة المعروف عبدالرحمن بن خلدون والذي أثبت نسبه إلى حضرموت بخط يده في أحد كتبه .