يتواصل نجاح شباب حضرموت في المجال الإعلامي الجديد ، وعلى وجه التحديد ، على موقع التواصل الاجتماعي الشهير ( اليوتيوب ) عبر إشهار قنواتهم الخاصة فيه ، ونشر العديد من الفيديوهات الرائعة ، والتي لا يكاد يخفت بريق أثر عمل ما منها حتى يتألق آخر ، إدراكًاً منهم لأهمية الإعلام البديل ودوره في التعريف بحضرموت الحضارة والثقافة ، ونقد بعض الظواهر والسلوكيات في المجتمع الحضرمي خصوصاً وإن هذا المنبر الإعلامي (اليوتيوب) يستقطب فئة كبيرة من المشاهدين الشباب الهاربين من أساليب القنوات الفضائية الرسمية الكلاسيكية ، وفي ظروف غياب قناة حضرمية خاصة مختصة بالشأن الحضرمي لطالما دعت الحاجة لها بإلحاح وانتظرها الكثيرون انتظاراً وحتماً ستأتي . تلك الأعمال بمختلف أشكالها الفنية الإبداعية لاقت استقبالاً حاراً وحفاوةً عظيمةً في الوطن وأكثر منه في المهجر لأنها عكست الواقع وتجلياته وتداعياته بإمكانات جد بسيطة وقدرات شبابية خلاقة مبدعة وواعدة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :(( قناة الحضرمية)) الوثائقية لأحمد بن يحيى – (سلسلة خنبقة،والمسلسل الكرتوني حضرم تون) لبدر بن هلابي – فلم (حرب المكلا ) لمنير باحداد – كليب (بوحضرم ستايل ) لشباب مجموعة مواهب حضرموت. وفي الآونة الأخيرة ظهرت أعمال إعلامية إبداعية رائعة ، منها برنامجي (فيس باي ) و (قدها فضيلة على المسكين ) على قناة التواصل الاجتماعي (اليوتيوب ) ، وحظيت بتفاعل جماهيري واسع من حيث المشاهدة والمشاركة والتعليقات والإعجاب ،على الرغم من عدم استخدام الأساليب الترويجية الحديثة والاستراتيجيات العلمية في التسويق عبر الإنترنت، التي كان بالإمكان - في حال انتهاجها – رفع نسبة المشاهدة أضعافاً مضاعفة ، وجعل تلك البرامج تنافس ليس على المستوى الوطني فحسب ، بل على المستوى العربي ككل ، تنافساً يجعلها في مراكز متقدمة في هذا المضمار الذي يتزايد مشاهدوه يوماً عن يوم . (فيس باي ) : برنامج (يوتيوبي ) كوميدي ساخر ، فكرة وتقديم الواعد / زكريا بابعير ،إخراج / رامي باجبير . حيث يمكن اعتباره أكثر برامج الإعلام الجديد تميّزاً على مستوى المحتوى والتقديم من حيث الشكل والموضوع العام . تدور فكرة هذا البرنامج حول موقع التواصل الاجتماعي الأول : "الفيس بوك" الأكثر استخداماً في العالم أجمع وما يحدث على صفحاته من ممارسات وسلوكيات خاطئة وسوء استخدام لمقدرات هذا الموقع وتقنياته بأسلوب فني ممتع ،وبلهجة حضرمية بحتة ،وبإمكانات مادية زهيدة . وقد قدم لنا هذا البرنامج الموهبة الإعلامية الصاعدة : زكريا بابعير في أجمل صورة ،وعلى أكمل وجه و لفت إليه الأنظار بتلقائيته وعفويته في التقديم والأداء ، أكثر من أي عنصر من عناصر ذلك العمل الإبداعي المتميز . ومنذ الحلقة الأولى لبث هذا البرنامج الشهري فقد حقق نسبة عالية من المشاهدة تجاوزت حاجز ال ( 3000) مشاهدة وهو إنجاز يحسب لفريق العمل ونجاح للمادة الفنية الحضرمية ومن يدري ربما تصدر هذا العمل في القريب العاجل مركز الصدارة في قائمة أفضل عشرة برامج عربية يوتيوبية . برنامج يوتيوبي آخر بعنوان (فضيلة على المسكين ) يتزامن مع نشر البرنامج الأول ولا يقل عنه جودة ومشاهدة من إعداد وتقديم المبدع عمار جمال / مونتاج وإخراج / المتألق أحمد باجابر / الحائز على جائزة الحائز علي جائزة افصل صانع قصه تلفزيونيه بماليزيا فهو برنامج حيوي يتناول أهم القضايا الاجتماعية ويتم شرح أسبابها و أضرارها على الفرد والمجتمع بشكل عام وذلك بطريقة إعلامية مختلفة بحيث يفهم الأشخاص مدى خطورة تلك الأفعال وتأثيرها السلبي على الجميع. في الواقع إننا نشهد هبة كوميدية شبابية جديدة مختلفة في شكلها ومضمونها من حيث القالب الكوميدي وطريقة كتابته وبُعده عن الابتذال والإكليشيهيات الجاهزة التي اعتدناها في مسلسلاتنا الكوميدية التقليدية. أبطالها ثُلة من الشباب الهواة الذين تحذوهم الرغبة في تقديم منتج فني حضرمي راق للساحة الإعلامية الجديدة ، يُدخل البهجة إلى قلوب المشاهدين التواقين إلى مشاهدة المادة الإعلامية المحلية. ولعل تشجيع مثل هذه القدرات الشبابية الخلاقة والارتقاء بها يؤسس مستقبلاً لقاعدة إنتاج إعلامي حضرمي حر ومتميز، لربما تتبناه إحدى شركات الإنتاج الكبرى ويكون بمثابة جواز المرور إلى العالمية.