بداية التهجير: (نحن مهجرين قسراً ولسنا لاجئين) هاجر جميع أبناء منطقة عبدالله غريب الواقعة غرب مدينة المكلا والتابعة إدارياً لمديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت منذ يوم السبت الموافق 15/2/2014م صوب مديرية غيل باوزير بسبب الحصار الشديد الذي فرضه عليهم جنود الأمن المركزي المرابطين في النقطة العسكرية الواقعة أسفل عقبة عبدالله غريب الشهيرة اثر أطلاق الرصاص على النقطة العسكرية من قبل مجهولين والقيام بعمليات اشتباك مع الجنود من قِبل مهاجمين لا ينتمون إلى أبناء المنطقة بحسب ما أفاد به ممثل أبناء المنطقة الأخ / عبيد سالم محمد المطملي. بعدها بدأ حصار على المنطقة دام قرابة الأسبوعين دون استجابة من قبل قوات الأمن المركزي أدت إلى تهجلر أبناء المنطقة اللذين طالبوا برفع الحصار عليهم ورفع النقطة ونقلها إلى مكان آخر بعيداً عن المنطقة حتى لايعاني أبناء المنطقة من اي مشاكل ومخاطر تحدث هناك. ويقول أبناء المنطقة بأن الحصار المفروض تخلله الكثير من الاعتداءات والمضايقات مثل قطع الماء عن المنطقة لمدة ثلاث أيام متتالية, ومنع أبناء المنطقة من الدخول أو الخروج, والتهديد بالسلاح لبعض رعاة الغنم بقصد منعهم من مزاولة مهنتهم, وإطلاق الرصاص بين الحين والأخر على المنطقة وعلى المواشي بهدف إخافة أبناء المنطقة وترويعهم.. وغيرها من الممارسات التي تعرضوا لها, ما أدى إلى تهجيرهم قسراً إلى مديرية غيل باوزير , هكذا قالوها أبناء المنطقة ( نحن مهجرين قسراً ولسنا لاجئين ). حفاوة في الاستقبال وصل أبناء منطقة عبدالله غريب إلى مديرية غيل باوزير وسط استقبال شعبي كبير من قبل أبناء وأعيان المدينة واستقبلوهم بحفاوة وكرم كبير وصفوها بأصالة كرم الضيافة الحضرمية حيث قاموا بتجهيز وإفراغ ثانوية ( الفقيد سعيد عوض باوزير ) من أجل احتواء أهالي منطقة عبدالله غريب وإسكانهم فيها , وتأمين بعض المواد الغذائية التي تلزمهم , وبلغت عدد الأسر المهجرة من منطقة عبدالله غريب حوالي ( 140 ) أسرة تتكون من ( 829 ) فرداً من الأطفال والنساء والرجال وشيوخ. وعبر أهالي منطقة عبدالله غريب عن شكرهم الخاص للسلطة المحلية في غيل باوزير على رأسهم الأستاذ / ياسر بامعافى أمين عام المجلس المحلي بالمديرية , وجميع أبناء واعيان ومشايخ مديرية غيل باوزير على حسن ضيافتهم ونصرتهم في قضيتهم ووصفوا موقفهم بالموقف الشجاع وقالوا إن أبناء غيل باوزير ينثلج بهم الصدر وتقر بهم العين. معاناة إنسانية مستمرة حزم أبناء منطقة عبدالله غريب أمتعتهم وقلوبهم تبكي على فراق تلك الديار التي سكنوها منذ القدم, شعور حزين عندما يفارق المرء بيته ومسكنة الذي يأويه, وما حز في نفوس أولئك الأهالي أنهم فارقوا ديارهم بسبب بعض أفراد من قوات الأمن كان سبباً رئيسياً في تهجيرهم ومهما كان سبب ذلك العداء الا أنهم كيف يهجروا أبناء منطقة بأسرها دون رأفة أو تحمل للمسؤولية. قال أبناء المنطقة نحن لا نرضى بتعطيل الدراسة بسبب مكوثنا في هذه المدرسة التي تحتوينا نحن وأسرنا , ونحن لنا أبناء أيضا يدرسون في هذه المدرسة وان هذا الأمر يحز في أنفسهم, لكن ظروفهم حكمت عليهم بذلك الموقف الذي لا يحسدون عليه, من جانب أخر تعاني منطقة عبدالله غريب من شحه الإمكانيات الخدمية حيث لا يوجد فيها لا كهرباء , ولا مياه موصلة بالبيوت, ولا اتصالات, ولا خدمات للصرف الصحي , ولا صحة , ولا تعليم , وان المنطقة مهملة ومحرومة تماماً من جميع خدماتها الأساسية ولم تحظ بنصيبها من الاهتمام والرعاية ولو بالقليل حسب ما أفاد أبناء المنطقة. السلطة المحلية بالمحافظة ودورها المطلوب أفاد أبناء المنطقة بأن السلطة المحلية بالمحافظة لم تتجاوب مع أبناء المنطقة مباشرة وأهملت موضوعهم بشكل تعسفي, وحاول أبناء المنطقة التواصل عدة مرات مع المجلس المحلي بالمحافظة وبعد التواصل أبدى المجلس استعداده بخطاب غير رسمي بالتعاون مع أبناء المنطقة لتلبية مطالبهم التي وصفها بالمشروعة وأنهم كسلطة محلية بالمحافظة مستعدين أن يقدموا كل ما بوسعهم لنصره أبناء منطقة عبدالله غريب, لكن إلى هذه اللحظة لم يتم التجاوب بشكل تنفيذي من قبلهم كسلطة. وأضاف المتحدث باسم أبناء المنطقة أنه لم تخرج أي لجنة من قبل المحافظة لتفقد الأوضاع في المنطقة ومؤازرة أهلها في قضيتهم ولم يقدموا أي مساعدات من شأنها تخفف معاناة تلك الأسر المهجرة من ديارها. وتواصلوا كذلك مع مدير الأمن بالمحافظة وتجاوب معهم ووعدهم بأنه سيرفع تقرير رسمي إلى وزير الداخلية من أجل رفع النقطة العسكرية ولازالت الإجراءات قيد التنفيذ وبانتظار توجيهات المحافظ بخصوص هذا التقرير حسب ماقالوا, وفي هذا السياق يطالب أبناء المنطقة السلطة المحلية بالمحافظة بسرعة الالتفات لقضيتهم وحلها بأسرع وقت ممكن لأن هذه القضية على حد وصفهم تعتبر قضية إنسانية ولم تحظ بنصيبها من الاهتمام الرسمي حتى الان. مطالب بحاجة إلى تجاوب عاجل طالب أبناء المنطقة السلطات المعنية بضرورة الإسراع برفع النقطة العسكرية ونقلها إلى مكان آخر من أجل أن تكون المنطقة في مأمن من مرمى نيران تلك النقطة العسكرية حسب ماقالوا, حيث يعتبر هذا هو المطلب الوحيد لهم, وأكدوا على ضرورة تنفيذ هذا المطلب, وأكدوا أن مطالبهم إنسانية ولا علاقة لهم بالسياسة ولا بنزاعاتها وتجاذباتها المختلفة. في مناشدة لأبناء منطقة عبدالله غريب : نطالب كل الغيورين من أبناء حضرموت لنصرتنا والوقوف معنا في قضيتنا ودعمنا بكل ما تجود به الأنفس وتقر به العين ولكم عنا جزيل الشكر والامتنان..