لم يعد في المكلا عاصمة حكم السلطنة القعيطية أي شي يشير إلى أنها كانت موجودة سواء قصر السلطان القعيطي الذي هو الآخر قد يختفي في أي لحظة جراء الإهمال وعدم الصيانة والترميم , و مبني الماركيت الذي أنشأه السلطان عمر بن عوض القعيطي عام 1352للهجرة . تنسج حول هذا المبني التاريخي ( الماركيت ) الكثير من الروايات الناتجة عن جهل الجيل الجديد من أبناء المكلا بتاريخ مدينتهم الغابر ، فالبعض يقول أن هذا المبنى أنشأه السلطان عمر بن عوض القعيطي ككنيسة للجنود البريطانيين ورعاياهم من الوافدين الى حضرموت إبان الوجود البريطاني في الجنوب، والبعض الآخر يقول أن هذا المبنى أنشئ من أجل أن يخصص كمبنى للبلدية في عهد السلطان القعيطي ، إلا أنه في الحقيقة أن السلطان عمر القعيطي أنشأ هذا المبني ليكون سوق مخصص للخضروات واللحوم وأطلق علية اسم الماركيت ، وليكون بذلك وقفاً لصالح مسجد السلطان عمر بالمكلا . ورغم أن الماركيت ظل ومنذ إنشائه ولفترة قريبة تحت أشراف وإدارة الأوقاف بالمكلا , حتى أصدر محافظ حضرموت السابق الأستاذ عبد القادر هلال قراراً يقضي بتسليم ونقل الإشراف على الماركيت ( الوقف ) من قبل الأوقاف إلى مركز جامع عمر للبحوث والدراسات بالمكلا ويتميز هذا المبنى بهندسته المعمارية الجميلة ذات الطراز المعماري الهندي , ليكون على نفس الطراز الذي بني علية قصر السلطان القعيطي , وكغيره من الأماكن والمعالم الأثرية في حضرموت تعرض هذا المبنى التاريخي للإهمال , وأصبح جواره مكبا للقمامة , وأضحى شبح تأكل وانهيار هذا المبنى يحوم حوله إلى وقتاً قريب. هذه الأيام يشهد هذه المبني ( الماركيت ) عمليات ترميم , وبرغم حاجة المبني الفعلية لعملية الترميم إلا أن هذا الترميم الذي يجري الآن ، يعمل على طمس معالم هذا المعلم التاريخي ، ولعل ما يزيد الطين بله هو تقسيم هذا المبنى التاريخي إلى محلات تجارية بطريقة تجعل المبني يفقد لمسته الجمالية والمكانية ، بدلاً من الحفاظ علية كمعلم تاريخي وسياحي للمدينة .