فشلت جهود الوساطة الرئاسية التي تمثلت بإرسال اللواء عبد القادر هلال, أمين العاصمة, إلى محافظة صعدة, للقاء عبد الملك الحوثي, واللواء علي الجائفي, قائد قوات الاحتياط, إلى مدينة عمران للقاء مشائخ المحافظة, بهدف إخراج مقاتلي جماعة الحوثي من مدينة عمران, وقبيلة "حاشد" بما يسمح بعودة أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى مسقط رأسهم في "العصيمات" بعد أكثر من 20 يوماً على إخراجهم منها من قبل مقاتلي الحوثي. وقالت مصادر قبلية وسياسية متطابقة ل"الشارع" إن الرئيس هادي أرسل "هلال" و"الجائفي" إلى صعدة وعمران من اجل "العمل على التوصل لعقد صلح كلي" مع جماعة الحوثي ومنع قيام أي حرب أو اصطدام في المحافظة, والمناطق التي سبق أن حدثت فيها مواجهات مع أولاد الأحمر في "حاشد" لإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه, ومنع اندلاع أي حرب متوقعة بين الجانيين في مدينة عمران. وأوضحت المصادر أن "هلال" عاد, أمس الأول, من صعدة إلى العاصمة صنعاء, بعد أن التقى بعبد الملك الحوثي, وأبلغه المطالب الرئاسية بعقد "صلح كلي" إلا أن الأخير رفض تلك المطالب. وأكد ل"الشارع" مصدر رئاسي أن "هلال" التقى, أمس الأول, بعد عودته من صعدة, برئيس الجمهورية, وأبلغه رد عبد الملك الحوثي. وأفاد المصدر بأن عبد الملك الحوثي قال ل"هلال" إن "محافظة عمران يمثلها أهلها ومشائخها, وما حصل بين أنصار الله وأولاد الشيخ انتهى بهروبهم من معقلهم ومسقط رأسهم بعد انتصار أنصار الله من أبناء عمران, وحاشد, عليهم". وقال المصدر: "أرسل عبد القادر هلال إلى صعدة لأنه يحظى باحترام من عبد الملك الحوثي, وكلف بأن يطرح وجهة نظر رئيس لجنة الوساطة الرئاسية, لعقد صلح كلي يمنع أي حرب أو اصطدام بين الجانبين في عمران ومناطق الاقتتال التي حدثت مع أولاد الأحمر". وذكر المصدر أن عبد الملك الحوثي قال للوسيط الرئاسي إنه "لا علاقة له بعودة أو عدم عودة أولاد الأحمر إلى حاشد والعصيمات" وأن أولاد الأحمر عليهم "قضايا ثأر مع قبائل عذر وخيوان وغيرها, جراء جرائم قتل تورطوا فيها, أبرزها قضية قتل أسرة في مطعم في مدينة حوث, كما عليهم قضايا ثأر مع أبناء منطقة العصيمات, ومن أبناء عمومتهم", في تأكيد واضح من قبل زعيم جماعة الحوثي رفضه السماح لأولاد الشيخ الأحمر بالعودة إلى "حاشد". وأوضح المصدر أن الحوثي قال لعبد القادر هلال إنه "لا يوجد شخص من أبناء صعدة في عمران" كي يُطلب من جماعته سحب مسلحيها من هناك. وقال المصدر: "قال الحوثي إن قتال جماعته لأولاد الأحمر لم يبدأ من عمران, بل من كتاف, التي عمل أولاد الشيخ على الدفع بمقاتلين سلفيين إليها لقتال الحوثيين, الذين دافعوا عن أنفسهم حتى أوصلوا القتال إلى عقر دار أولاد الأحمر, وكان القشيبي (حميد القشيبي, قائد اللواء 310 مدرع) أحد الداعمين لهم, وأن لدى جماعته الدليل على ذلك, وأنها اعتقلت, يوم سقوط منطقة الخمري, أسرى من الجيش ومن حراسة أمن الفرقة الأولى مدرع, وسلمتهم للدولة".