في ربيع الثورات والتغيير تأتينا الأعياد العالمية مجحفة وكأنه لم توقد ثورات منذ زمن تنتزع لنا حق موثق صادقت عليه الدول كتعبير لتغيير مسبق سيجعل المستقبل آنذاك والذي نعيشه الآن حلم محقق،، تداولت الأيام والسنين وطوى قرن الثورات ليشهد رقي عند من آمنوا بحق الكرامة الإنسانية رغم بعض التقصير فالكمال لم يعرفه العالم بعد ، وعلى أعتاب تلك الأيام والثورات الحالية يأتي الثامن من مارس كرمز ثورة أخرى جنسها واحد يرى نفسه شريكاً أساسياً بنهضة الأمم ، ففي خمسينات القرن الماضي وقفت النساء بالغرب ينادين بحق الكرامة بالعمل والتوافق الاجتماعي ، ليجعلن منه يوما مخلدا ومصادقا عليه كيوم عالمي يضم انجازات المرأة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ولتخرج النساء أيضا في بعض تلك الدول إلى اليوم للمناداة بمطالب عصرية أخرى لم تلبى ولا لمثيلاتهن من النساء بأصقاع الأرض المختلفة ليثبتن أن الدونية رغم الحداثة قائمة . عالم آخر .. لا زالت المرأة العربية تصارع مخاض عسيرا لفرض حق التشارك والمبني على اختلاف المجتمعات والعقائد المختلفة والنعرات الطائفية الحديثة والسياسات الهزيلة والقمع المتمكن ليظل اليوم العالمي لدي السلطات في أغلب ربوع الوطن العربي تطبيع فقط ومناداه ، فلا في ظل السلام وجد العدل ولا في ظل الحقوق التي خرجت لأجلها النساء والرجال معا تغير حال ما مضى فلا زلن تحت وصاية الضعف والعجز وقمع كل تحرك يرى أن المرأة قضية لا أساس نودي به في كل حين . لن أكون قاصرة الطرف بحق الرعاية التي توليها بعض الدول العربية للمرأة وسبل تنميتها وتمكينها إلا انها حوصرت ضمن مجالات دون أخرى والتي كان من أبرزها المجال الاجتماعي الذي شهد تحرك ملحوظ في الربع الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي إضافة إلى لمسات تنموية شهدها قطاع الصحة والتعليم والعمالة على حد سواء فيما كان المجال السياسي مفرغا إلا من أحزاب آمنت بدورها كصوت يعدل الشوكة حينا وحينا يغلبه وإن ظفر بمقعد فلا يرى له . فكر ..واحتياج يعج العالم العربي واليمني خاصة بعادات تقصي المرأة وتنبت لنا مع الأيام مجتمعاُ نسوياً مناهضاً، فعلاقة المزج والزج العقائدي باحتياجات وحقوق مباحة للمرأة خلق لنا بيئة رجعية رغم نحيبها حول الإنجازات التي أوجدتها ، فالشراكة الحقيقة لم يبلغ مفهوما الضمني لدى الكثير خاصة عند النخبة المثقفة التي يلقى على عاتقها مسئولية تقريب الفكر الحديث وملئ ثغرة البعد العالمي في الاحتياجات والحقوق البشرية عوضا عن الدينية التي تستباح في كل حين ولا يرى لها ، فخلال عقدين وأكثر وما قبلهما من الزمن لا زالت المرأة اليمنية تبقع تحت وطأة الأمية ونقص الاحتياج بالخدمات الصحية والأمنية التي تكفل لها حقها بالعيش وبالشراكة التنموية والاستقرار. إنجاز متعثر .. شهدت الفترة الأخيرة بتسعينات القرن الماضي ومستهل القرن الحديث ظهوراً فاعلاً للمرأة على صعيد العمل والنشاطات التنموية ومنظمات المجتمع المدني والنشاطات الاجتماعية والخدمية التي عززت من قدراتها على مواكبه الحداثة رغم شحه الموارد والبرامج التي تمولها الدولة أو التي أتت (صدقه ) من المانحين باسمها تحت سقف – تنمية المرأة – المفرغ من أي أثر بارز يشيد به. فلا زالت الكثير من القضايا الشائكة والمتعلقة باستقرار منظومة السلم الاجتماعي كالزواج وحق الإرث والمشاركة السياسية والتنمية والتعليم متعثرة بعصر يفترض انه قد خطى فيها بشكل حقيقي في ظل غياب اهتمام الدولة بوضع برامج تعزيز مشاركة المرأة بالتنمية ضمن استراتيجياتها . أخيرا ستأتي الأيام العالمية على اختلافها كل عام للافتخار بالانجاز والرؤية للطموح المستقبلي في ظل واقع مظلم، رأت فيه المرأة كيف يسقط بعضا منها ميتا دون إثم ووقتا زرعته ببيتها لم تنل فيه تقديرا عميقا يعزز مكانتها الاجتماعية عوضاً من كونها ربة منزل تقبع خلف الأربع شاكية لا عاملة ومنجزة في خضم المشكلات التي يعاني منها المجتمع بجنسيه . ورغم الألم العميق يا معشر النساء كل عام وانتن كمال المجتمع وباب جنته . Twitter: @ra_eidah