دعيتُ اليوم لحفلِ تأبين الفقيدِ المخترع المهندس هاني محمد باجعالة، الذي وافاهُ الأجلُ قبل أن يرى حُلمه يتحقق، و قبل أن يُكرَّم التكريم اللائق بشخْصِه وعِلمِه وعَمَله من قِبل محافظته ودولته، وحقيقةً لم أعرفه شخصيا، بل عرفتُه عن طريق حُب أصدقائهله، ووفائهم لمشروعه الطموح، وحديثهم الودود الدائم في مجالسهم عنه. وفي اعتقادي أنَّ الرجل يستحق الكثير منا من مجردِ حفل تأبين، أو ذكرى وفاة، فالرجلُ ومن خلال النظر إلى ما قدَّم من أعمالٍ وإنجازات تفخر بها محافظته محلياً ودولياً،والى ما يحمل من شهادات تقديرٍ وتكريم وميداليات من دولٍعربيةٍ واجنبيةٍومراكز بحثية عالمية، نراهُ قامةً كبيرة في مسيرة العطاء الحضرمي في تاريخ حضرموت المعاصر، وأرى أن يتم استحداثُ جائزةٍ علمية سنويةٍ تحمل اسمه تتخصص في مجال الاختراعات والابتكارات العلمية و يتنافس فيها الشباب والشابات من أبناء المحافظة، ويتكفَّلُ بدعمها ماديا التُّجار الحضارم وأهلُ الخير، ويُشرف عليها ويديرها أصدقائه المخترعين، حتى تستمر مسيرة العطاء، ولا يذهب جُهدَه وحلمه سُدىً، وتكون له وقفاًفي ميزان أعماله عند الله تعالى. وأن يتم إصدار عملٍفني يضم بين دفَّتيه ماقام به مع أصدقائه وأخوانه في مؤسسة حضرموت للاختراع من مشاريع واختراعات وتوثيقها، والعمل على تنفيذ ما لم يتمكن من تنفيذه في حياته. وكم من (هاني) بيننا،عاش مطمورا مغمورا لم نسمع عنه، ولم نرى منجزاته أمام أعيننا، بسببِ تقصيرٍ منا أحيانا لعدم متابعة النشاطات الشبابية، أو بسببٍ من تقصير الدولة والمحافظة عن تقديم دعمهما المطلوب لكل العقول والطاقات الشبابية، فيُصيبُهم الإحباطُ والفتور، ويضيع عِلمهم وعملهم وشغفهم الإبداعي في لُجَّة الجحودِ والنُكران. فالواجب علينا إذا، البحث بين أوساط شبابنا وفي مدارسنا وأنديتنا عن الموهوبين والمتميزين منهم، في شتى المجالات والتخصصات العلمية والأدبية، ودعمهم مادياً ومعنوياً، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لخدمتهم وتطوير قدراتهم العقلية وإنجاز مشاريعهم الخلاقة، والعمل على تقديمهم للعالم ولمجتمعهم بصورةٍ لائقة مشرفة، وتسهيل مشاركتهم في المعارض والمسابقات والمهرجانات الدولية.