إن تحقيق أهداف الثورة التحررية وآمال الشعوب والتعاطي مع التركة الثقيلة والأوضاع المعقدة ومواجهة القوى الطامعة والمتآمرة (في بلاد محتلة من قبل نظام همجي متخلف لا يعرف الا السرقة والنهب والقتل )) مهمة ضخمة لن تنجزها المليونيات والاعتصامات لان المليونيات والاعتصامات لتوجية الرسائل لدول العالم فقط باننا نطالب باستعادة دولتنا بل تحتاج إلى قوة عظيمة قوامها شعب معبأ حول مشروع وطني طموح وملتف حول قيادة وطنية متجردة قريبة من الناس حريصة عليهم وتشعر بآلامهم وحاجاتهم وغير مهووسة بالسلطة والمناصب والانتخابات، تقدر على تحريك الشارع واتخاذ القرارات الجريئة وتقدم المصلحة الوطنية في كل خياراتها وقراراتها. ومثل هذه القيادة لا اعتقد أنها موجودة الان لا في الجنوب ولا حتى في بعض الدول العربية لان القيادة الان أصبحت تنازع وشراء المناصب والولاءات الضيقة فقط لم نراء إلى الان قياديا حكيما سياسيا محنكا إلا ما رحم ربي وان وجد وجد بخارج الجنوب غير متفرغ لتوعية الناس بالداخل " لان ليس من مصلحته ان يتعرض لا إطلاق النار وفي اعتقاده ان النار والاعتقال للجهلة فقط بعد ان اعتقل هو سابقا واختار الرحيل .. مثقفي وسياسيو ومفكري الشعب غير متفرغين لحد الان بان يقودوا الشعب الثائر اقلها بان يقودوه فكريا وتوعويا لم أرى الكثير من المفكرين والمثقفين يقومون بعقد الندوات والمحاضرات الثورية التوعوية للشباب في الميادين ولماذا قال احدهم لان الميدان ليس لي أريد ان اعقد ندوتي في صالة مكيفة يحضرها الفلان الفلاني وتنقلها القناة الفلانية ولا يهمني كم ادفع . غرور. إن الهدف المنشود الان شامل ولابد ان يكون مستمرا مستديما ، ومفتاحه الفرد القيادي الرسالي الوطني الطموح الحريص على وطنه وشعبه حرصا يعلو فوق كل اعتبار أيديولوجي أو حزبي أو فئوي أو شخصي، ويدفعه لتسخير حياته من أجل وطنه وشعبه ومن أجل الشعب بالجنوب . ونجاح الثورة الجنوبية السلمية وبناء الدولة المنشودة وتحقيق النهضة يرتبط ارتباطا وثيقا بإحياء الفهم والتوعية الثورية وتحميل الناس رسالة حياة تصب في خدمة الوطن من أجل استنهاضهم وتوجيه طاقاتهم للنهوض بالثورة أولا ومن بعد النهوض بالوطن، هذا الفرد أو القيادي يجب ان يرسل رسائل تجنب الثورة الجنوبية من الانحراف نحو حرب البيانات وماسيلحق من كارثة بعد حرب البيانات والردود هذه . والى الان لم نجد هناك قيادة حكيمة تقود هذا الشعب العظيم نحو بر الأمان .شعب عظيم وقيادة محملة بعبئ الماضي المظلم تتجاذب في ماببينها البين تفسر تصريح أعضائها وتحلل كلامات التيارات الأخرى ونسى قادة ثورتنا ان هناك محتلا لعينا يجثم فوق أرضنا … محتلا برع في نهج التفرقة بين الكل فرق بين الأخ وأخيه وبين مختلف المكونات عبر طرق مختلفة .. الناظر إلينا من خارج حدودنا الجنوبية سيتساءل وحتما سيبادر بالسؤال هل لدى هذه الثورة وقادتها رسالة واضحة أو رؤية مستقبلية اقلها ولو للفترة الانتقالية