كنت اتجول ذات يوم في شوارع المكلا ،ادركتني صلاة المغرب ، فصليتها في جامع الشرج ، وبعد الصلاة مررت باحد محلات الشبس القريبة من الجامع وجدتها مزدحمة بالمشترين للشبس ، دفعت الرصيد عند المحاسب وجئت للبائع بالفاتورة فيها 200 ريال شبس ، وقفت في الطابور أنتظر دوري . كان أحد الزبائن في الطابور يحمل طفله معه ويقول : لعامل الشبس : (( أعطيني ب 30 ريال شبس للصغير )) . رد عليه العامل ((لو سمحت أدفع عند المحاسب وأحضر لي الفاتورة )) . قال الزبون : (( ياخي ما با روح هي ألا 30 ريال حطها في كيسك وخلصني )) . نظر إليه العامل وقال له : (( ما بقدر النظام انك تحاسب وتجيب فاتورة .. إلا للنساء )) . كنت أنتظر دوري وأستمع للمحادثة بين العامل والزبون , ونفسي تحدثني بالمشاركة في الحديث ولكني ألتزمت الصمت حتى أنظر ماذا سيحدث . فالعامل كان مصراً على النظام , وأرتفع صوت الزبون بالكلام الضوضائي والمتنرفز .. حتى أنه توصلت به لسانه أن يقول للعامل (( كلكم سرق )) .. نظر إليه العامل بصمت , وقال له : (( الله يسامحك أنا جيت آكل عيش في هذا المكان وما في نفسي أسوي أي شئ ثاني , الله معاك ياعم )) . وذهب الزبون وهو يتمتم غضبان . فتبسمت من موقف العامل وشعرت بالفخروالإرتياح , وأعجبتني أمانته كثيراً كثيراً . مع أن المبلغ كان بسيطاً جداً , فلا نقتصر الرؤية على الشبس و30 ريال , يجب كلنا نكون هذا العامل لتصبح بلادنا بألف خير ونعمة .