قالت مصادر أمنية ومحلية في محافظة الجوف "143 كيلومترا شمال شرق صنعاء" إن جماعة الحوثي المسلحة تخوض معارك شرسة مع وحدات من الجيش ومسلحين قبليين تابعين لحزب الإصلاح في عدد من مناطق المحافظة، وذلك بعد أيام قليلة من تلقيهم تحذيرات إقليمية ودولية قوية من مغبة التقدم نحو العاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن أعنف المعارك تدور بين مسلحين قبليين تساندهم قوات من الجيش وبين مسلحي مليشيات جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران في مديرية الغيل ومناطق الصفراء وبراقش وحصن آل صالح من محافظة الجوف. ولفتت المصادر إلى أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية من جراء تلك المواجهات المستمرة والمعارك الطاحنة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ونوهت المصادر إلى أن أبرز قبائل محافظات إقليم سبأ، وهي مأربوالجوف والبيضاء، قامت بتشكيل جيش شعبي قوام نواته الأولى 1000 شخص لوقف التمدد الحوثي في المحافظات الشمالية بقوة السلاح. وتعليقا على ذلك تحدث ل"العربية نت" عضو مؤتمر الحوار الوطني باسم الحكيمي قائلا: لا شك أن القبائل في الشمال بدأت تخاف من تمدد الحوثي مما جعلها تعلن عن تحالف جديد لمواجهته في هذه المناطق، كون المؤسسة العسكرية غير مؤهلة لبسط نفوذها في جميع أنحاء اليمن. والحقيقة أن الحوثيين يريدون أن يثيروا المشاكل في الشمال حتى يتم الدفع بالمؤسسة العسكرية من العاصمة صنعاء إلى هذه المناطق ثم تكون العاصمة لقمة سائغة بيد ميليشياتهم المسلحة". ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي عبد الباسط الشميري أن السعي للاستحواذ على حقول النفط يدفع الحوثيين للاستماتة من أجل إسقاط الجوف. وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت تحفظها على قرار تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم لكونه حصر مناطق النفوذ الحوثي في إقليم آزال الذي يضم صعدة وعمران وصنعاء وذمار ولم يستجب لرغبتهم في ضم محافظتي الجوف النفطية وحجة التي تمتلك شريطا ساحلياً وعدة موانئ مطلة على البحر الأحمر. ويرى مراقبون أن سقوط محافظة الجوف التي تحاذي الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية – بيد الحوثيين يخدم الأجندة الإيرانية التي تبحث أيضا عن موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر من بوابة جماعة الحوثي الساعية إلى التمدد في محافظة الحديدة والسيطرة على ميناء ميدي.