قبل أيام مرت الذكرى أل97 لميلاد المؤرخ والأديب محمد عبدالقادر بامطرف هذا الرجل الذي قدم الكثير من الأعمال الأدبية لهذا الوطن ، ويعد أحد الباحثين والمؤرخين الحضارمةالكبار ، فله العديد من المؤلفات والمسرحيات والقصص والبحوث ، كما أنه شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية . تقلد بامطرف العديد من الوظائف في المستشارية البريطانية بالمكلا والسلطنة القعيطية، كما كان مترجماً للأمير سيف الإسلام في الثلاثينات من القرن الماضي بالحديدة ، وكان قد تلقى الدراسة الثانوية بعدن وحصل على شهادة الدراسة التجارية بلندن ، كما حصل على دورة في الإدارة العامة بالخرطوم . كان يقوم بالكتابة في الصحف المحلية بالمكلا وعدن وخاصة الطليعة وفتاة الجزيرة ، وكان يعد من الكتاب الذين كان يوجهون سهام النقد لكل الاختلالات أكانت في السلطنة القعيطية أو المستشارية البريطانية ، وكانت مقالات صريحة وجزئية . بعد عام 63 تفرغ للتأليف حيث ألف العديد من الكتب ، وكان بيته مقصدًا للمفكرين والسياسيين والأدباء وظل مطالباً بوحدة حضرموت ( القعيطي والكثير ) ، ومطالباً برحيل المستعمر . بعد تسليم السلطة في حضرموت للجبهة القومية في 1967م كان بامطرف في قائمة من تم اعتقالهم إلى جانب رفاقه اللواء صالح يسلم بن سميدع والنائب بدر أحمدالكسادي والقاضي عبدالرحمن عبدالله بكير والنائب علي العماري ، حيث تم اعتقالهم والتحفظ عليهم ، وتم نقلهم إلى معتقل خاص بوادي حجر ، وقد تم نهب العديد من مؤلفاته وكتبه القيمة من قبل جهلة السلطة أثناء تفتيش منزلة ومنازل رفاقه بصورة همجية وقحة . بعد فترة اعتقال في حجر تم تحويل بامطرف ورفاقه إلى سجن المنورة ، وكان المعتقل مليء بالمعتقلين من أنحاء الجنوب منهم وزراء دولة الاتحاد ، أمثال: علي عاطف الكلدي، ومجموعة من أمراء العوالق والعديد من الشخصيات الحضرمية مدنية وعسكرية ، وكان بامطرف يعقد الندوات ويجيب على استفسارات البعض بل كان يؤدي دوراً علمياً بالسجن . في يوم 11/7/68م أفرج عن بامطرف ورفاقه من السجن ، وكانت فرحة أسرهم لاتوصف ، ولكن يافرحة ما تمت ، ففي يوم 29/7/68م أرسل المحافظ سالم علي الكندي رسالة لهم بالحضور إلى مكتبه ، وعندما حضروا أخبرهم أنها وصلت توجيهات بإعادتهم للسجن وعادوا إلى السجن حتى تم الإفراج عنهم بعد خطوة 22يونيو69. بعد ذلك عاد بامطرف إلى بيته وتفرغ للتأليف والكتابة ، وألف العديد من المسرحيات ، كما شارك في مؤتمرات اتحاد الأدباء بعدن وصنعاء 74/82 ، وفي المؤتمرات الفرعية للاتحاد . ويعتبر الفقيد بامطرف من أبرز المؤرخين والكتاب والباحثين ، ولكنه يحب أن يطلق عليه باحث ، رحم الله فقيدنا الكاتب والمؤرخ والباحث المرحوم محمد عبد القادر بامطرف، فقد ترك كنزاً ثميناً لايقدر بثمن ، وقدم لوطنه ( حضرموت ) العديد من المؤلفات والدراسات الأدبية والتاريخية .