تحولت المساجد لدى البعض إلى أماكنٍ للتسول ..ونزهة للأطفال فالمتسولين (( وماأكثرهم )) لا يرون حرجا في عرض مشاكلهم المُصطنعة او الحقيقية في المساجد وبعد الصلاة مباشره…وهو تصرف لا ..تحتمله المساجد من الناحيتين الدينية والاجتماعية الكثير من المصلين اكتسبوا الخبرة اللازمة لمعرفة صاحب الحاجة الحقيقي من المتسول (( المغشوش ))…فالنوع الأول لا يجد كثيرا من الكلام يقوله للمصلين ويكشفه الخجل الذي يظهر على وجهه وفي حركات يديه أما النوع الثاني ..فهو شحّات محترف ومن صفاته انه يحرص على أن يكون أول من يستمع إلى سلام التشهد الأخير من الإمام فيبدأ في سرد قصته الدرامية بكلمات عربيه فصيحة يُذّكِر المصلين فيها بأهمية الصدقة وفضلها ولا تمر عليه المناسبة دون الإشارة إلى ( الوحدة )) و تعاضد المسلمين ، واللافت أن خطاب (( المتسولين )) رغم قوته البلاغية إلا انه قصير جدا لا يتجاوز الدقائق الثلاث لا سيما إذا كان موثقاً بيدٍ مكسورة أو قدم يحملها عكاز أو طفلِ مشوه أو شهادة من مستشفى بإصابته بمرض لا يملك تكاليف علاجه . ولاينسى المتسول الإشارة إلى عجزه عن دفع إيجار البيت لمالكه ((الحضرمي)) الذي يطالبه في النهار ونصف الليل بالإيجار ، والسؤال الساذج الذي يبرز في هكذا حالة كيف ترك هذا المتسول المريض أو الذي يحمل معه مريضا قريته البعيدة ووصل بالعاهة إلى حضرموت ؟ الإضافة الجديدة لمتسولي المساجد هم الأفارقة الذين يشير بعضهم إلى إعتناقه الإسلام حديثا وأنهم من ارض بلال الحبشي مؤذن النبي محمد (( صلى الله عليه وسلم )) وآخرون رمت بهم الظروف غير المستقرة في بلدانهم إلى بلادنا ..ويتساءل الإنسان أين لجان إغاثة اللاجئين من هؤلاء الأفارقة وهي لجان تتسلم إعانات من جهات عالمية . أما أطفال المساجد فهي قصه مزعجه يعرفها كل من صلى بجوار طفل ُ إذ يعمد بعض أولياء الأمور إلى إحضار أبنائهم دون العاشرة من العمر إلى المساجد وهو أمر ظاهره تعليم الأبناء الصلاة وفي باطنه (( إخراج الطفل من البيت للتنزه )) لكن حضور الاطفال للمساجد في الحالتين يسبب إزعاجا للمصلين ويشتت تركيزهم في الصلاة إذ أن الاطفال يميلون إلى اللعب وكثرة الحركة أثناء الصلاة خاصة الذين لم يصلوا إلى سن السابعة فيحضرون إلى المساجد عادة بملابس البيت أو بسراويل فوق الركبه. وفي شهر رمضان تحرص العائلة كلها بما فيها (( الصبايا والصبيان )) على أداء صلاة التراويح وهذا يعني إضافة جديدة من إزعاج المصلين إذا لم يحرص الأهالي على تعليم أبنائهم وبناتهم الصغار الأهمية الدينية للمسجد والالتزام بالسكينة والهدوء داخله . وتقع على أئمة المساجد مسئولية تنبيه المصلين إلى عدم إحضار الاطفال إلى المساجد إذا كانوا لا يستطيعون السيطرة عليهم في المسجد كي لايتحملون (( وزر )) عبث أبنائهم بأذية المصلين بدلاً من الفوز بأجر صلاة الجماعة.