لم أتفاجأ ببزوغ نجم جديد في سماء الفضاء الإلكتروني الحضرمي، "موقع هنا حضرموت"، بإشراف مجموعة شبابية يقودها الزميل الرائع مجدي بازياد، ومعية المصور المتألق رشيد بن شبراق، والصحفي المتحفز نبيل بن عيفان وبقية المجموعة.. تبعث في النفس الأمل بمستقبل إعلامي مشرق قادم، وتؤكد أن حضرموت غنية بالطاقات والقدرات الإبداعية في شتى المجالات وأهمها الإعلام رغم كل محاولات التجهيل والتمهيش والإلغاء التي تحاك لها من قبل من يزعمون تمسكهم بالوحدة الوطنية!! ويبقى، أن سبب عدم تفاجئي لهذا المولود الجديد، طبيعة الانترنت فهو سبيل ممهد ليحقق الصحفي طموحه في إنشاء مشروعه الإعلامي، بخلاف الصحافة الورقية التي تكلفه الكثير من الأموال والإمكانات، فمن السهل واليسير جداً الانطلاق الإلكتروني، تستطيع أن تطلق، بمفردك، موقعاً إلكترونياً! فما عليك سوى أن تمتلك جهازاً محمولاً وخط انترنت وتدفع قيمة تصميم الموقع، وإن كنت تلقيت دورة في التصميم الإلكتروني، ولديك خبرة جيدة في ذلك، فلن يكلفك شيئاً كبيراً، وستضيف موقعك إلى كمٍ كبيرٍ من المواقع الإلكترونية، وفي مجال الأخبار لن تعدم من يسعفك بتعبئة الموقع بأنواع شتى من الأخبار المحلية والعالمية، فالنسخ واللصق هي الوسيلة الأسرع لكي يصبح موقعك مليئاً بالأخبار والمنوعات وكأنه وكالة أنباء!! كل ذلك ميسور اليوم، ولكن العبرة ليس الانطلاق، بل الاستمرار والتميز والأسبقية والريادة في تقديم الخبر، والمهنية في تناوله، والحصرية والتفرد في نشره، والأبعاد التي يتطرق إليها، والمدلول الذي يرسخه في عقل المستخدم القارئ للخبر، وبالتالي يتشكل رأي عام من تميزك وإبداعك وتألقك ..والوصول لهذه المرحلة يحتاج منك إلى جهد مضاعف، وإمكانات وموارد، تنهض بالجهد المبذول ليصبح نقلة نوعية في عالم الصحافة الإلكترونية. وهنا بيت القصيد؛ إنه التمويل، فلأجل أن يتميز موقعك ويسجل حضوره في الساحة الإعلامية، لابد لك من ميزانية تستطيع بها استقطاب من يكتب إليك حصرياً، وليس ينسخ لغيرك أيضاً، ضمن قائمة طويلة من المواقع التي أرسل إليها المقال أو الخبر، هنا لن تكون متفرداً كأنك قائمة لوحدك لا ينافسك أحد، فيأتيك حينئذ الخبر الحصري المليء بكل تفاصيل الحدث وصفاً، وتصريحاً، وتداعياً، ومتابعة، وتحديثاً، شخص يمتهن الصحافة ويعلم أن الموقع الإلكتروني الذي يرسل إليه الخبر الحصري لن يأخذ حقه أو يبخسه، بله أن يضاعفه له حينما يصبح للخبر رنيناً في ذهن الناس. اذهب وتصفح موقع ألكسا http://www.alexa.com المتخصص وانظر لترتيب المواقع الإخبارية من يحتل أولى التصنيف؟ ستجد أنها مواقع بُذِلت لها الجهود والأموال والإمكانات، فاستطاعت أن تتربع في مخيلة المستخدمين، وانطلقت لتشكل الرأي العام بل وتسيّره حيثُما أراد مُلّاكها، لم تنشأ وتعمل هذه المواقع بالبركة والبساطة واختصار الطريق، لكنها كانت تحترم نفسها وجمهورها وتضع لنفسها ميثاق شرف إعلامي، ومهنية تقودها في كل خبر تنشره، وكل تقرير تكتبه، وكل حدث تنقله، وكل تصريح تُعلنه، مهنية ليس لتصفية الحسابات فيها مكاناً، ولا لانتهازية المواقف لديها عنواناً وشعاراً، مهنية تعرف للناس حقوقها، وتقدر جهودها وتحترم خصوصيتها، تلتزم الصدقية شعاراً لها في كل عملها الصغير والكبير، والعظيم والحقير، حتى تتأكد من أي خطوة تخطوها، أوسعي تسعاه وتنطلق إليه. أتمنى للزملاء الأعزاء في موقع هنا حضرموت كل التوفيق في مهامهم الإعلامية، وأن يتبوأ موقعهم المكانة التي تليق بما يحمله من مسمى له رنينه في صفحات التاريخ البشري الحضاري.