عندما نصل إلى مرسى الحلقة السابعة تتوقف الرحلة، مع من حاورناهم لأنهم يكتفون بهذا القدر من الحلقات وتكون تلك الحلقة خاتمة للحلقات التي بدأناها معهم، هؤلاء الرجال هم من أثرى ساحتنا الأدبية والفكرية بما جادت به عقولهم النيرة من عصارة فكر فأودعوها كتباً نقرؤها اليوم أو مقالات أو دراسات وبحوثا تفيد الباحثين الناهلين من علمهم وثقافتهم ، ولعلي هنا ألفت انتباه القراء الكرام وكما وعدتهم في حلقة سابقة، بأن الرحلة مع الدكتور عبدالله حسين البار ستستمر إلى أن نقف حيث أراد هو دونما تدخل مني . . الرجل بحق يحمل عقلاً يشتعل عطاء ويموج بالفكر الصافي، وقلب يتدفق حيوية ونشاطاً. أعدُ ما نقوم به بين ( السائل والمجيب ) في هذا المجال خدمة لمجتمعنا في ما يعود عليه بالنفع، وكما جاء في الحديث الشريف لنبي الرحمة المهداة محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي و(……علم ينتفع به الناس ) ..الانتفاع هنا يمثل القاعدة الرئيسة في رحلاتنا التي نجوب فيها عقول هذه النخبة المختارة .. واليوم نركز حلقتنا على أسئلتكم قرائي الأعزاء التي جاءت على هيئة مداخلات لحلقاتنا السابقة، وقد تكرم الدكتور عبدالله حسين البار بالرد عليها مشكوراً، وهذا دليل حرصه للجواب على ما دار في عقولكم من تساؤلات والتي كان لها نصيب من اهتمامه .. وهاكم الأسئلة وتلكم اجاباته : ولكن أبدأه بسؤال كثر الحديث عنه من طلاب جامعيين حاولوا مفاتحتي به ، بصورة غير مباشرة : * ثمة مآخذ على بعض الاكاديميين الذين يتخذون مواقف شخصية ضد طلابهم في الجامعة، وهذه المآخذ تأتي من الطلاب أنفسهم، بحيث وصل بهم الوصف لبعض أساتذتهم: بأن (عقولهم فارغة، وذواتهم متضخمة، ونرجسيتهم باذخة). والسؤال الذي نضعه في هذا المقام بتجرد وحيادية : *ما مدى صدق قول هؤلاء الطلاب بشكل موضوعي ومحايد؟ وكيف يرى دكتورنا الأديب الناقد د. عبدالله البار واقع جامعة حضرموت اليوم؟ وما تقييمه لمستويات طلابه؟ (ج) يا صديقي الطالب مرآة الأستاذ، وإن لم يعِ الأستاذ ذلك يكون اختلال كبير في العملية التعليمية. لكن تقويم الأستاذ من قبل الطالب على النحو الذي ذكرته في سؤالك مسألة لا تليق، وإن كان فيها شيءٌ من الحق، لأنّ الأستاذ في مقام الأب، فهل يقبل أب من ابنه أن يصفه على هذا النحو؟ أحسب أن لا. وعلى أية حال، وبعيدا عن سؤالك ومتعلقاته الدلالية أذكر لك بعض ما تعلمته من أساتذتي الذين درست عليهم في أيام الطلب الأول كالدكتور كامل سعفان، أو في الطلب الأعلى كالدكتور فهد عكام، والدكتور محمد عبد المطلب. فهؤلاء الثلاثة مثل أعلى في التواضع مع طلابهم، وهم أشد حرصا على تتبع أخبارهم، وإفادتهم مما حصلوه من ثقافة ومعرفة ومناهج، ولم يدعوا فرصة تسنح لهم مع طلابهم إلا وحثوهم على السعي الدؤوب لتحصيل المعرفة، وفتح صدورهم بكل رحابة لسماع آراء أولئك الطلاب وإن تكن ساذجة، ولا تقتصر على العلم ومحتوياته بل تشمل كل شؤون الحياة حتّى غدا أساتذتهم أمثلةً عليا لهم يترسمون خطاهم، ويتمثلون طرائقهم في الحياة بكل صورها. ومن هنا كان اختلاطهم بهم حميما. ولقد بلغت المودة والثقة بين الأستاذ والطالب أن كان أحدهم حين ينتهي من تأليف كتاب من كتبه يقدمه لواحد من طلابه المقربين حسب اهتمامه ليقرأه ولم يزل مخطوطًا كما كان يفعل الدكتور كامل سعفان والدكتور فهد عكام شيئا من ذلك. وأقول لك صادقا: إنّي وقد بلغت من العمر ما بلغت لا أزال أحمل لهم من الإجلال والتقدير ما تجلى في الإهداء الذي سطرته لهم الثلاثة بصفتهم آبائي الذين أباهل بهم الآخرين. وقديما قال الفرزدق في مقام غير المقام ولكن يمكن الاستشهاد به: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ وأظن أن اللحظة التي يتمثل فيها الطالب في ذكر أساتذته بمثل هذا البيت يكون مقام الأساتذة في نفسه عظيما. *دعني دكتور عبدالله ألفت انتباهك، إلى أنك أجبت على الشق الأول من السؤال، وبقي سؤالان لم تجب عنهما، هل أفهم من ذلك بأن هذين السؤالين، تعمدت القفز عليهما لحاجة في نفس يعقوب ؟ (ج ) لا، ولكني استمهلتك حتى أبلع ريقي ثم أجيب عن سؤالك بما يناسبه. وأنت تسأل عن (واقع جامعة حضرموت)، واقول لك إن أحدًا كائنا من كان لا يستطيع الإحاطة بهذا الواقع في سطور محدودة تتضمنها مقابلة كهذه المقابلة، فالأمر في حاجة إلى درس يقوم على استبيانٍ عميق، وتأمل أعمق في المبتغى من هذه الجامعة وفي حاضرها وما ينبغي أن تكون عليه غدا. وهذا غير متوفر لي في مثل هذه اللحظة. لكني أذكر لك بعض هواجس في نفسي وددت لو أنا لم تعلق بها، وخاصة من خلال ما لمسته في القسم الذي انتميت إليه في كلية الآداب. من ذلك مثلا انعدام تجديد النشاط الأكاديميّ بفعاليات ثقافية غايتها إحداث حراك ثقافي يخرج الطلاب من دائرة الدرس في قاعاته إلى آفاق البحث العلمي والثقافي المتنوع والمتجدد فيشعر الطالب أن ثمة فضاء مفتوحا في مقدوره الانطلاق فيه بحرية ويسهم في تجديد خلاياه العقلية، ويحرر القسم العلمي والكلية من أن يتحولان إلى تعليم نمطي وكأن الجامعة ثانوية موسعة. هذا واحد. ومثله ثانٍ يتمثل في انعدام الاحتكاك الأكاديمي مع أساتذة ذوي خبرات علمية واسعة بغرض الاستفادة من علومهم وتجاربهم، وصدقني أن الدكتوراه هي بداية مشوار علمي وليست خاتمة له، وحاجة الدكتور المتخرج حديثا إلى أساتذة سبقوه في مجال التعليم الأكاديمي وتقلبوا قبله في درجات سلمه العلمي تفوق حاجته إلى مشرف يعينه على إنجاز أطروحته. واستقدام الأساتذة الزائرين من جامعات عربية وسيلة هامة لتحقيق ذلك الاحتكاك المثمر مع التجارب الحية لهؤلاء العلماء الكبار. طبعا سيقال لك إن الإمكانات المالية تحول دون ذلك ولكن بالإرادة والتصميم يتحقق ما نصبو إليه. وأمر ثالث يتعلق بالمكتبة الجامعية وكيفية التعامل معها، فعلى الرغم من احتواء مكتبة كلية الآداب على جملة صالحة من المصادر والمراجع فإن حاجة الأستاذ والطالب إلى مزيد منها لا تزال ماسة. وقل غير هذا وذاك مما أشبهه. ومع ذلك فمستقبل الجامعة سيكون خيرا وأفضل ما دأب الرجال فيها على تطويرها، وعلى المحافظة على حلمهم بجامعة ترتقي في الزمان مرتقى مشهودا. أما فيما يتعلق بمستويات الطلاب العلمية فأحسب أن في كل ثلاثين طالبا هناك عشرة طلاب لا يخلو منهم الرجاء. وهذا بسبب انصراف الطالب عن الاضطلاع على الكتاب واقتصاره على الملازم التي حولت المعرفة إلى (ساندويتش) قد يسد جوعا ولكنه لا يغذي الجسم بصورة تامة. وإنما تكون الموائد العلمية دسمة ومغذية بإقبال الطلاب على المصادر والمراجع الأساسية في الاختصاص العلمي الذي يدرسون، ولا ضير من الاستفادة من معطيات علوم أخرى حتى تتسع آفاق الطالب العلمية. * الدكتور طه حسين الحضرمي المعروف عنه الدقة والطرح الموضوعي في تناولاته ومقدماته الرصينة كان قد عدد صفات(البار ناقدا) في مقدمة كتابكم الموسوم (الشعر الجاهلي) موضحاً أبرز مزاياكم في الآتي : (1) المنهجية الراسخة . (2) الحس النقدي في إطار المنهج . (3) تفرد لغة كتاباتكم النقدية . هل نقول إن الدكتور طه حسين .. قد وفق في ما ذهب إليه من رأي ، أو أن لكم رأياً مغايراً؟ (ج) أولا تنبغي الإشارة إلى أن العلاقة بيني وبين الدكتور طه قديمة تتجاوز الثلاثين عاما، وهي مليئة بالنقاش العلمي والثقافي المثمر، ولا أزال حتى يومنا هذا أسعد بحضوره في حياتي لأنني أجد فيه العقل المخصب بالثقافة المتنوعة المتجددة، وأشعر من خلال مناقشاتنا في كثير من القضايا بآفاق تنفتح أمامي ولعل بعض الأفكار تتولد في ذهني فتغدو مشروعات تتنامى مع الأيام. إنه حدث سارّ وأساس في حياتي الأدبية. ولذلك تجدني أفتقده إن شغلته الأيام عني فأسعى للاتصال به هاتفيا إن لم تسعف الأيام بلقاء بيننا. أما فيما يتعلق بسؤالك فأقول لك: وفّق أو لم يوفّق، لم تعد هذه هي المسألة، ولكن المسألة هي هل كان بصيرا بالمقروء، وهل كانت قراءته عميقة كما ينبغي أن تكون القراءة أو لم تكن كذلك؟ والإجابة عن هذه الأسئلة جميعها هي نعم. والعلة عندي في ذلك أن الدكتور طه من أذكى من اشتغل بالنقد الأدبي، واستوعب مناهج عديدة في النقد الحداثي على نحو لافتٍ، ناهيك بتطاول أمد العلاقة بيننا حتى لأشعر أني أفتقد غاليا حين لا أتواصل معه أو لم ألتقِ به. فالحوار معه خصب ومفيد ولا يخلو من باعث على الاجتهاد وتوليد للأفكار. ومن تبلغ علاقتك به إلى هذا المستوى ثم يتهيأ للكتابة عنك لا بد أن يكون التوفيق حظَه وحليفه. سؤال للصحفي والكاتب السياسي والشاعر أكرم باشكيل الخزرجي جاء في مداخلته على الحلقة السادسة .. يقول فيه: *استوقفني رأي الدكتور عبدالله حسين البار في السياسة فكرا وممارسة وهنا ننطلق من تجربته في إدارته لقيادة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، أين كانت الغلبة؟ هل كانت للفكر أو الممارسة سياسيا على اعتبار أن الجو السياسي طاغٍ منذ النشأة على نهج وإدارة الاتحاد؟ (ج) الأستاذ أكرم من الأقلام التي يعتز بها من يطالع ما تكتبه ما بين حين وحين. وهو متنوع الإنتاج تنوعا ينبئ عن ثقافة متنوعة الاتجاهات، وهذه واحدة من سمات الكاتب الأصيل. ولقد تسلّل أحد أبنائي إلى صفحته في الفيس بوك وأراني بعض أشعار فيها لا تخلو من براعةٍ في الأداء وجمال في التشكيل وعمق في المعنى، فإن تكن تلك الأشعار من إبداعه فنحن في انتظار شاعر متميز، وإن تكن من مختاراته فهذا ذوق رفيع. هذ في عموم القول، أما بخصوص السؤال فالغلبة في الاتحاد كما ذكر الأستاذ للحزبية وليست للسياسة. وانا أفرق بينهما. فمن المتوجب على الأديب أن يكون له موقف سياسيا، ويمتلك رؤية سياسية تمكنه من التفاعل مع قضايا المجتمع على نحو عميق، وليس هذا بضاره شيئا لكنه يتضرر كثيرا من الالتزام الحزبي لأنه ينأى به كثيرا عن روح الأخوة والزمالة التي ينبغي وجودها بين الأدباء، وأنت تلاحظ ذلك في فترات الانتخابات حيث لا يختار الأديب لصفاته الثقافية أو الأدبية ولكن لانتمائه الحزبي أو للتنافس على الاستحواذ به حين لا يكون حزبيا على نحو ما كنا نحن ثلة اللا حزبيين في الاتحاد. وعليه فقد أخذت أطرح على عدد من الزملاء وجوب التخلي عن الحزبية في الاتحاد بعد إعلان الديمقراطية والتعدد الحزبي على مستوى الساحة السياسية لكنهم لم ينصاعوا، هذا قبل أن أصير إلى رئاسة الاتحاد. وحين صرت إليها جهرت بهذا الرأي في مقابلة مع أحد الصحافيين في جريدة الجمهورية وذكرت له أن من حق الأديب أن يكون ذا موقف سياسي يطرحه في كل إطار، لكن ممارسة الحزبية في داخل الاتحاد ضار باللحمة الثقافية. لكن الأخوة في الاتحاد لا يزالون على موقفهم من ممارسة الحزبية في الاتحاد وهذا ما أضر به وبحاله اليوم حتى تهلهل نسيجه، ولم تعد له القوة التي عهدها الناس فيه. لقد كانت الحزبية مسوغة في سنوات ما قبل الوحدة لأن الاتحاد كان قلعة حصينة يحتمي بها كل من تعرض لضرر بسبب مواقفه السياسية، وصوتا هادرا في الدفاع عن حقوق الأدباء في الجهر بالرأي ولو كان مخالفا لإيديولوجيا هذا النظام أو ذاك. أما اليوم فقد وهن دوره حتى في هذا الجانب على الرغم من حرص الأخوة في الأمانة العامة عليه دون سواه من مهام الاتحاد الكبرى. الأستاذ فائز أحمد جميل .. ضمن مداخلته قال : *استمتعتُ بهذه اللقاءات، وكانت الحلقات رائعة، حيث أعطى الدكتور في حديثه كثيرا من النقاط التي يجب أن يؤسس عليها الكاتب والأديب والمهتم بشأن الأدب قواعد اهتمامه . وبما أنني حديث الولادة في هذا الشأن وبدايتي الضعيفة في الاهتمام ومتابعة الأدب والأدباء والنقد والنقاد ، استسمح شخصك الكريم أستاذي علي سالمين عمر العوبثاني بأن تضع سؤالي الذي أوجهه لسعادة الدكتور / عبدالله حسين البار وسؤالي هو : *كيف يستطيع دارسو الأدب والنقد، تأسيس قاعدة متينة لهم حتى يتمكنوا من الولوج والغوص أكثر؟ خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يواجهها الدارسون من كل النواحي؟ (ج) لا سبيل إلى ذلك إلا بمزيد من الثقافة، وسعة الاطلاع. أما حديث الظروف ومشكلات العصر فتعلّة للوهن وخير من ذكرها الانصراف إلى العمل الجاد بالمعرفة وتحصيلها. ومن يقرأ سير المبدعين الكبار سيجد أنهم لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهبٍ ولكنهم عانوا مرارات لا تحصى وكابدوا عناء لا يحد، ومن هنا صاروا مثلا يحتذى وقدوة تتبع. القاص والشاعر/ صالح بحرق يقول في مداخلته : *الشعر العامي شعر اللحظة المواتية والفطرة الطبيعية غير المكتسبة انه يمثل لحظات براءة الشعر وطبيعته وسجيته الاولى وهو يتعلق ببيئة معينة في الغالب يكون الجهل والأمية فيها سائدا ولا يمكن ان يكون الشعر العامي نتاج حضارة إنه تسجيل لوقائع حياة بدائية .. وأضع هذه المداخلة المتواضعة بين يدي استاذي الدكتور المبدع عبد الله حسين البار رعاه الله لكي يوجهني إلى ما فيه الصواب. . بماذا تنصحه في هذا الاتجاه ؟ (ج) أخي المبدع الجميل صالح بحرق ما ذكرته عن الشعر العامي أو الشعبي لا يخلو من ظلم له ولطاقاته الإبداعية. فهو نتاج حضارة مثل الشعر الفصيح، ووليد ثقافة مثل الشعر الفصيح، وخلاصة موهبة وعبقرية مثل الشعر الفصيح. لكن كون ما عرفناه من شعر عامي في حضرموت جاء على ذلك الوصف الذي ذكرته فلا يعني بحال أن هذا هو جوهره، أو أنه غير قادر على استيعاب مضامين حضارية كبرى، وحسبك أن كثيرا من مفهومات التصوف الإسلامي ظهرت في أشعار بامخرمة على نحو يفوق من نظموا الشعر بالعربية الفصحى. المسألة متعلقة بالمبدع وموهبته وعمق ثقافته ولا غير. أسئلة ثلاث طرحها الشاعر المبدع : رياض عقيل بونمي :نبدأها بالسؤال الأول : * ما رأيك في قصيدة النثر التي اجتاحت الساحة الأدبية مؤخراً؟ والتي من الملاحظ أن الكثير منها مفككة الصور وغير منسجمة مع بعضها . (ج ) في اختصار شديد وبقول مجمل ما أسماه بعضهم بقصيدة النثر هي في يقيني كلام فيه تخييل لكن نسبته للشعر وعوالمه ضعيفة، وإن زعم الزاعمون لها ما شاءوا من نعوت وألقاب. وأنا اقول هذا بإجمال لعلمي أن الحديث في هذا سيطول ولن يسعه المقام. السؤال الثاني يقول : *سمعنا بأن لك موقفا من الأدب الإسلامي وأنك تنكر ذلك ، هل بالإمكان إيضاح هذا الموقف إن أمكن ؟ (ج) لقد أوضحته في مقالة نشرتها في كتابي "بعيدا عن الشعر قريبا من النثر"، وخلاصة الرأي أننا في حاجة لتفسير إسلامي للأدب، أما الرؤية فللأديب الحق في أن يرى ما يريد كيفما أراد. فإذا حصرناه في رؤية بعينها ألزمناه بما لا يلزم وهذا إعنات عانى منه الأدباء في عهد الإيديولوجيات في القرن العشرين، وهو مما لا يليق بكرامة الأديب وحقه في الحرية والإبداع. أما السؤال الثالث الأخير : هو : * في الساحة الأدبية شعراء شباب واعدون يكتبون الفصحى بجدارة، هل ترى بأن لديهم القدرة على السباحة في يم الشعر الفصيح ؟ (ج) لا تخلو السماء من نجم زاهر، ولا الرياض من طائر مغرد، وفي الشعراء الشباب كما تصفهم من ستمتحن الأيام مواهبهم وسيكونون في المستقبل علامات بارزة في عالم الشعر إن أخذوا أنفسهم بالشدة وعدم الاستهانة بمواهبهم. وفي هذا اللقاء سنعرض ثلاثة أغلفة من كتب الدكتور عبدالله حسين البار ،وسنتابع نشر البقية في حلقاتنا القادمة في حلقتنا القادمة سنواصل الرحلة مع الدكتور عبدالله حسين البار ، ونخصصها للنقد الأدبي وهو مجال تخصصه ترقبوا الحلقة التي ستنقلكم الى فضاءات رحبة ، وتمنحكم أريحية بما تحتويه من فوائد ومعلومات جديدة ، شاكرين الدكتور على تجشمه عناء الرحلة دونما كلل أو ملل ملبياً طلب متابعيه من القراء وإجابته على أسئلتهم بكل محبة ، وكما عهدناه فإنه يجود علينا من ينبوع علمه دون من ، رغم ارتباطاته الأكاديمية وانشغالاته في التأليف لكتبه ، ناهيك عن مسئولياته الأسرية ، التي تقتضي منه تخصيص حيزا من تفكيره .. وأمام هذا الكم الهائل من المشاغل لم يبخل علينا باستقطاع جزء من وقته الثمين كي يجيب . نسأل الله العلي القدير ، أن يطيل في أعمارنا جميعا كي نلتقي على مائدة الدكتور البار في الأسبوع القادم ، وننشر الحلقة الثامنة بمشيئته تعالى .