ناقش المشاركون في الجلسة الثانية لمؤتمر العدالة التصالحية في اليمن المنعقد حالياً بالعاصمة البلجيكية بروكسل ورقتي عمل حول دور العدالة التصالحية في حل النزاعات الأهلية ومشروع الوثيقة التصالحية للحالة اليمنية كمبادرة يمنية دولية . وفي الجلسة التي ترأسها مدير الشبكة الدولية للحقوق والتنمية في بروكسل رمضان ابو جزر استعرض المستشار الدولي في قضايا حقوق الانسان والنزاعات المسلحة الدكتور طاهر بومدرة ونائب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية أبوذر المنا ، المبادئ والتجارب الأساسية لاستخدام برامج العدالة التصالحية ومشروع الوثيقة التي تتضمن رؤى وأفكار اولية سيتم إثرائها بالمقترحات والآراء وتطويرها بناء على الخصوصيات الوطنية اليمنية مع مراعاة القيم الانسانية الراسية في القانون والعراف الدولية في إطار تشاور جامع. وأوضح مدير مكتب الشبكة الدولية للحقوق والتنمية في بروكسل رمضان أبو جزر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) أنه تم خلال الجلسة الثانية للمؤتمر تشكيل لجنة مصغرة من المشاركين وتضم خبراء دوليين في النزاعات لدراسة الأوراق المقدمة إلى المؤتمر وإعداد مشروع إعلان بروكسل للعدالة التصالحية في اليمن والبيان الختامي وتقديمها في الجلسة الثالثة لمناقشتها وإقرارها . وأشار إلى أن الجلستين الأولى والثانية نجحتا في تهيئة الأجواء الملائمة للاستمرار في مواصلة بقية أعمال المؤتمر في أجواء إيجابية يسودها روح التفاهم والتفاؤل للخروج بنتائج طيبة تنعكس على الواقع العملي بما يحقق ارضية سليمة لمواصلة العمل على تنفيذ برنامج العدالة التصالحية في اليمن.. مبيناً أن المداخلات لامست قضايا مهمة وحيوية فيما تعانيه البلاد من مشاكل وأهمية وضع الحلول المناسبة والملائمة لها لإخراج اليمن إلى بر الأمان. وكانت رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي السابقة المفوضة العليا للشبكة الدولية للحقوق والتنمية في أوروبا آن ماري لويزا رحبت في كلمتها خلال الجلسة الثانية بالمشاركين الذين يمثلون مختلف الاطياف والقوى السياسية والاجتماعية في اليمن. وأكدت أهمية التوافق والتوصل إلى حلول مرضية تؤسس لمرحلة جديدة مبنية على التصالح والتسامح لبناء دولة اليمن الجديدة.. متمنية للمؤتمر النجاح والتوفيق . كما شهدت الجلسة العديد من المداخلات والملاحظات والرؤى التي من شأنها الخروج ببرنامج وخارطة طريق للعدالة التصالحية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية . كما أكدت مداخلات المشاركين على ضرورة طي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة يسودها الحب والوئام والسلام بين كافة مكونات وافراد المجتمع اليمني ويفتح باباً واسعاً لوفاق وطني عام بين المكونات السياسية وتجسيد الشراكة في المستقبل، بعيداً عن كل نزعات الثأر والانتقام وتحقيق قدراً مناسباً من الإنصاف وجبر الضرر لضحايا تلك الصراعات. هذا وستتواصل اعمال المؤتمر الذي من المتوقع ان يختتم أعماله بإصدار إعلان بروكسل للعدالة التصالحية في اليمن والذي سيتضمن خلاصة ما تم الاتفاق علية من قبل كافة المشاركين وأهمها الموافقة على استمرار الحوار حول العدالة التصالحية والمصالحة الوطنية عبر الية واستراتيجية واضحة تضمن مصالح جميع الاطراف في الشراكة والعمل بيد واحدة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة اليمنية الحديثة. سبأ