قتل عشرون شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومسلحون قبليون في غارات جوية يعتقد أنها أميركية قرب مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن اليوم الثلاثاء والليلة الماضية، وقتل أكثر من عشرين من الحوثيين في اشتباكات بالمنطقة نفسها. وقالت مصادر قبلية وشهود إن طائرات بدون طيار يعتقد أنها أميركية شنت مساء أمس الاثنين ثم في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء غارات على مواكب سيارات لمسلحي القاعدة والقبائل أثناء انسحابهم من مدينة رداع. وأضافت المصادر أن الغارات وقعت في ثلاثة مواقع مختلفة في محيط قرى "يكلة" و"المرفد" و"العرين", مشيرة إلى أن إحدى الغارات أخطأت قافلة سيارات. وكان مسلحو القاعدة والقبائل بصدد مغادرة مدينة رداع بعدما خاضوا فيها مساء أمس الاثنين اشتباكات عنيفة مع مسلحي جماعة الحوثي الذين اقتحموا مؤخرا المدينة ضمن حملة عسكرية مكنتهم من الاستيلاء على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي. وقال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن إحدى الغارات أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين مفترضين دفعة واحدة خارج مدينة رداع. وأضاف أن تنظيم القاعدة بات يعتمد شن هجمات خاطفة على الحوثيين ضمن "حرب استنزاف" ضد الجماعة التي سيطرت في الأسابيع القليلة الماضية على مدن وبلدات في البيضاءوإب بوسط اليمن, وفي الحديدة غربيّه. اشتباكات دامية وأضاف مراسل الجزيرة أن 21 من مسلحي جماعة الحوثي قتلوا في الساعات ال24 الماضية خلال اشتباكات ضارية هي الأعنف منذ توغل الحوثيين في رداع الشهر الماضي. وأوضح أن خمسة حوثيين آخرين قتلوا قبل ذلك في هجوم لمسلحي القاعدة والقبائل, مشيرا إلى أن هدوءا حذرا ساد في رداع صباح اليوم الثلاثاء. وكانت مصادر قالت للجزيرة إن عشرة مسلحين حوثيين على الأقل قتلوا في هجمات شنها مسلحون قبليون وآخرون مرتبطون بتنظيم أنصار الشريعة -الموالي للقاعدة- في رداع قبل أن ينسحب المهاجمون من المدينة. وذكر مصدر محلي أن سكانا عثروا على جثث خمسة حوثيين قتلوا ذبحا في إحدى مدارس رداع. من جهتها, ذكرت مصادر قبلية أن 22 مسلحا من الحوثيين قتلوا الليلة الماضية في هجمات استهدفت معاقلهم ونقاطهم برداع. وفي منطقة المناسح الواقعة بمحيط رداع أفادت مصادر قبلية بأنه تم إخراج الحوثيين من وادي الجراح. وقال مصدر قبلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجمات -التي استهدفت الحوثيين في رداع- تأتي بعدما أُمهلوا أربعة أيام للخروج منها. بدورها, نقلت وكالة الأناضول عن مصدر قبلي أن مسلحي القاعدة والقبائل شنوا هجوما على تجمعات للحوثيين برداع عبر ثلاثة محاور. وكان مسلحو الحوثي سيطروا أمس الاثنين على مديرية جبل راس التابعة لمحافظة الحديدة غربي اليمن بعد انسحاب مقاتلي جماعة أنصار الشريعة منها. وأفاد مراسل الجزيرة أمس الاثنين بأن الحوثيين يستعدون لمواجهة مسلحي القاعدة في منطقة العدين بمحافظة إب جنوبي صنعاء. واحتشد أمس عشرات من شيوخ قبائل خولان بني ظبيان وأعيانها بأسلحتهم جنوبي صنعاء مطالبين جماعة الحوثي بتسليم مسلحين تتهمهم القبائل بقتل شخصين. المبعوث الأممي سياسيا, أعلنت الأممالمتحدة أن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن جمال بن عمر سيمدد زيارته لصنعاء لمدة أسبوع بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وعزت ذلك إلى هشاشة الوضع, خاصة بعد اغتيال الرئيس الأسبق لأحزاب اللقاء المشترك محمد عبد الملك المتوكل. وقال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إن مشاورات تشكيل حكومة الكفاءات التي اتفقت عليها القوى السياسية اليمنية لا تزال في بدايتها وهي مستمرة. وكانت القوى السياسية -بما فيها جماعة الحوثي- اتفقت على تفويض الرئيس هادي بتشكيل الحكومة التي سيرأسها سفير اليمن السابق لدى الأممالمتحدة خالد بحاح, وذلك بموجب اتفاق السلم والشراكة المبرم في سبتمبر/أيلول الماضي. المصدر : وكالات,الجزيرة